2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أسئلة «غير مشروعة»!

حلمي الأسمر
جو 24 :

بعث لي رسالة على «الواتس أب» يقول لي فيها، بعد التحيات والمديح:
أرجو ان تسمح لي بأن أسأل سؤالا واحدا فقط لا غير ؛ لم أجد إجابة عليه حتى الان !!؟؟
هل هو من الطبيعي في رأيكم: أن أكون الأول على الدفعة؛ وأكون حاصلا على تقدير عام «ممتاز «في الهندسة الجيولوجية . وتكون شقيقتي أيضا ؛ حاصلة على تقدير عام « ممتاز « مع مرتبة الشرف في الهندسة المدنية. وألا نجد فرصة عمل، ولا حتى فرصة تدريب؛ في حين أن زملاء لنا ؛ تخرجوا بدرجة «مقبول» ومع هذا فقد حصلوا على هذه الفرص ؟؟!!
مع خالص التحية ،
عبدالله ؛ مهندس جيولوجي بتقدير ممتاز
وشقيقته ؛ مهندسة مدنية ؛ بتقدير ممتاز
-2-
لم أجب، ليس لأن السؤال ليس له جواب، بل لأن الجواب، هو من جنس السؤال!
فعاد وسأل: ابتكرت رزنامة ورقية ذكية أبدية، تتكون من 14 ورقة ؛ تستطيع في ثوان ؛ إعطاء التقويم الميلادي كاملا لأية سنة ؛ حتى لو كانت بعد ملايين السنين.
هل لك ان تدلني مشكورا ؛ على جهة استثمارية محترمة ذات مصداقية ؛ يمكن التعاون معها في هذا الخصوص ؛ الى أن يفرجها الله ؟؟!!
فأجبت هذه المرة بالنفي، لأنني لا أعرف فعلا، لا أهمية مثل هذه الروزنامة، ولا أي جهة ممكن أن تستفيد منها! ثم عاد، وسأل: في رأيكم، ماهي افضل وسيلة إعلامية ( تلفزيونية او صحفية او اذاعية ) تنصحني باللجوء اليها ؛ لاطلاعها على موضوع ابتكاري للرزنامة الذكية ؛ التي كتبت لك عنها يوم أمس ؟؟!! ولم أجب!
فثمة مئات الأسئلة من نوع الأسئلة التي يسألها صاحبنا، ولا نمتلك إجابة شافية عنها، ليس لأننا ضعافا في اللغة، أو الفيزياء، مثلا، بل لأن الأجوبة متوافرة بكثرة، ولكن لا يوجد ثمة إجابة شافية، فالناس في بلادنا في تيه ما بعده تيه، وهم يعلمون أكثر مما نعلم بكثير، ولكن افواههم إما مليئة بالماء، أو أنهم آثروا أن يظهروا بمظهر الحليم الجاهل، وقد قيل في باب الحكم والأمثال: إتقوا غضب الحليم!
-3-
سؤال آخر، لم أجد له جوابا أيضا، جاء من أقصى مكان في الغور: هل تعرف نائبا، أو أحدا في «الدولة» يزبطني؟ سألت: ما معنى يزبطك؟ قال لي: بقرض، بمال، بأي حسنة، فوضعي «على الله»! قلت له بشكل مباشر وقاطع: لأ! فشكرني ومضى، فهو يعرف أنني أعرف، وأنا أعرف أنه يعرف، ولكن لكثرة المتزاحمين الراغبين بـ «التزبيط» لم يعد لنا وجه في طرق أبواب من يقدر على «التزبيط» ناهيك عن أنك بحاجة لـ «تزبيط» نحو ثلاثة ملايين أردني، على الأقل، يعانون من ضائقة مالية، وبحاجة لـ «التزبيط» فـ شو بدك تزبط لتزبط!
-4-
يقول غسان كنفاني في روايته الشهيرة «عائد إلى حيفا»: ‹›أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.››

تابعو الأردن 24 على google news