إسرائيل تشكر كل من ساعدها على الحريق.. إلا الفلسطينيين

انظر في الصورة أعلاه إلى أسماء وأعلام الدول التي شكرتها إسرائيل أمس لمساهمتها بإخماد حرائقها، ولن ترى علم جهة ساعدتها أكثر من سواها نسبياً، وهي السلطة الفلسطينية التي أرسلت 8 عربات إطفاء، مع 40 عنصراً من إطفائييها، جهدوا ليل نهار لإنقاذ ما أمكن بإسرائيل من نار استعرت قرب حيفا بشكل خاص طوال 5 أيام، فإذا بالمجد يذهب إلى غيرها، والشكر لا يشملها، ولو "ديجيتال" على الأقل.

الشكر الإسرائيلي، كان عبر حسابات تابعة في مواقع التواصل لوزارة خارجيتها، وأهمها في "فيسبوك" الذي تتصدره عبارات شكر باللغة الإنجليزية، مرفقة بأسماء وصور لأعلام كل الدول، باستثناء علم السلطة الفلسطينية، الغائب في الصورة التي تنشرها "العربية.نت" نقلاً عن "فيسبوك" الخارجية، والخالي من أي إشارة (واضحة) للسلطة التي أرسلت كل ما باستطاعتها، انطلاقاً من نظرة إنسانية للأمور.

الحرائق بمحيط حيفا أخمدتها جهود مباشرة من 14 جهة، لكن الشكر الجحود شمل 13 فقط

وإذا دققت أكثر، فسترى أن الشكر الإسرائيلي أتى على اسم السلطة الفلسطينية، ولكن بخجل شديد ومهين، وبخط صغير جداً، بالكاد يتمكن أحد من قراءته أسفل الإعلان، وفيه أن "مساعدة أرضية جاءت أيضاً من السلطة الفلسطينية" بعبارة GROUND ASSISTANCE RECEIVED ALSO FROM THE PALESTINIAN AUTHORITY علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتصل هاتفياً بعد يومين من اندلاع الحراق، أي مساء السبت الماضي، وشكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المساعدة.

خبر اتصاله الهاتفي نشرته سفارة إسرائيل في واشنطن بموقعها، وأمس نشرت في حسابها "الفيسبوكي" أيضاً، الشكر نفسه للدول، خاليا من السلطة الفلسطينية، وفق ما يظهر من الإعلان أدناه، وهو بالحجم الذي ظهر فيه بموقعها.

الأردن ومصر أسفل الجميع، والإشارة إلى مساعدة السلطة الفلسطينية، تحتاج إلى مجهر لتقرأها

ونلاحظ في الإعلان أن 8 دول لم تقدم مساعدة، ومنها" بيلاروسيا" والبرتغال مثلاً، بل اتصلت للإعلان عن "نواياها" بتقديم مساعدة، تمت الإشارة إليها بالاسم وصورة العلم أيضاً. كما أن اللافت للنظر، هو ما يمكن اعتباره نوعا من الاستصغار المتعمد، فمصر والأردن ساعدا إسرائيل على إخماد حرائقها كبقية الدول، إلا أن حظهما في إعلان الشكر لم يكن له نصيب من البروز كالدول الأخرى، علما أن نشر الأسماء وصور الأعلام من أعلى إلى أسفل، لم يكن بحسب الأحرف الهجائية، وبنظرة على الصورة مجدداً، نجد العلم المصري ونظيره الأردني أسفل جميع الأعلام، بينما القبرصي بارز أكثر، وهي التي قدمت مساعدة أقل، والأكثر بروزاً فوق الجميع هو علم أوكرانيا، التي قدمت دعما أقل من الأردن.

أرسلت مصر إلى إسرائيل مروحيتين للإخماد، بحسب ما قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، وخبرها مجده "أونلاين" بالعربية لمن يبحث عنه، فيما قرأت "العربية.نت" في موقع "أوكرانيا بالعربية" أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو كتب حسابه "الفيسبوكي" أنه كلف وزير الداخلية أرسين أفاكوف، بإرسال طائرتي "نتونوف-32" للمساعدة بإخماد الحرائق المندلعة". مع ذلك ذكرت "جيروزاليم بوست" أن الأردن وأذربيجان والولايات المتحدة "كانت من أبرز الدول التي استجابت للنداءات الإسرائيلية" لكن إسرائيل وضعت الأردن ومصر في الدرك الأسفل من شكرها الجاحد لمن ساعدها.