الأمطار مجددا تكشف المستور والمسكوت عنه..
مجددا تكشف الأمطار المستور والمسكوت عنه من بنية تحتية ومخالفات البناء وعدم التزام المقاولين، وتقصير مسؤولين في استلام مشاريع اصلاح الطرق، وهذا يحصل معنا سنويا، ودائما نلدغ من نفس الجحر المرة تلو الاخرى، والاسباب والمبررات كثيرة مقنع بعضها وغير مقنع البعض الاخر، فالرمال والحصى ومخلفات صناعة الاسمنت الجاهز تتدحرج من الشواع وتشكل سيولا تسهم في اغلاق مناهل تصريف الامطار، وفي بعض مشاريع الاسكان لم يتحوط اصحاب المباني وكذلك الساكنون، حيث تدفقت مياه الامطار الى كراجات السيارات وطوابق سفلى لبعض العمارات، علما بأن درهم تحوط افضل من الف درهم للعلاج وطلب رجال الدفاع المدني وشركات الكهرباء لسحب المياه، واعادة التيار الكهربائي…هذه الصورة تتكرر سنويا.
شبكات الكهرباء والاتصالات اكدت جهوزيتها وتعاملت الشركات في ادامة توصيل التيار الكهربائي، وشركات الاتصالات استمرت في تقديم خدماتها للمشتركين كالمعتاد، اما البنية التحتية وشبكات تصريف المياه العادمة التي اختلطت بمياه الامطار فقد تدفقت في عدد من المناطق واتلفت طرقا واضرت بمنشآت ومساكن، علما بأن هذا الدرس يبدو انه لم يتم الاستفادة منه في السنوات الماضية، اذ ما حصل امس في عدد من المناطق هو شكل من اشكال التقصير والاستهتار، والبديل دائما طلب عون الدفاع المدني وغالبا ما يصب المتضررون جام غضبهم على الغير، والاجدى ان يأخذوا الحيطة والحذر وفي ذلك حماية لمساكنهم ووضع حواجز بسيطة لحماية مبانيهم تلافيا للغرق في مياه تؤثر على حياتهم وممتلكاتهم، فالتحوط يضمن وصول الكهرباء وغيرها من الخدمات الاخرى.
وفي نفس الاتجاه نخسر سنويا عددا لايستهان به من الارواح اختناقا من مدافئ الكاز والحطب، صحيح ان البرد قارص وصعب، لكن الاختناق مصيبة وفقدان حياة اناس لايقدر بثمن، وكل هذا يحصل في ظل محدودية مواسم الامطار بالمقارنة مع دول العالم، هذه الصورة تكشف تقصير الجهات المختصة من جهة وتقصير مركب من قبل الناس الذين يلقون انفسهم في بعض الاوقات في التهلكة طلبا للدفء او عدم اخذ الحيطة والحذر من مخاطر الطبيعة من سيول او تدفق مياه الامطار بقوة لفترة قصيرة.
تدني كفاءة البنية التحتية من شوارع ومناهل تصريف المياه، وانفاق لم يوفر لها مناهل كافية لتصريف المياه، وتجاهل البعض للتحوط يؤدي الى كوارث كما حصل في شتاء العام الماضي، والحمد لله هذه الشتاء الامور افضل، والسبب في ذلك تأخر هطول الامطار، ونأمل ان نحصد موسما مطريا سخيا لهذا العام دون ضحايا وخسائر مادية..مسؤولية حماية المجتمع من الافراد والمؤسسات هي مسؤولية جماعية، وان كانت المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجهات والمؤسسات والوزارات المختصة.