حملة «تطوير» شعواء!
-1-
قرار مجلس التعليم العالي برفع الحد الأدنى للقبول في كليات الشريعة إلى 80%، يمكن أن يقرأ من جهتين متناقضتين، الصديق الدكتور بسام العموش، كتب في «واتس أب» في مجموعته المميزة «التحليل السياسي» متناولا القرار بشكل علمي، تحليلي، مكتظ بالأسئلة، التي كانت مدار تساؤلات واستفهامات نشطاء الإعلام الاجتماعي، وكأني به يجمل كل ما جرى في فيسبوك وتويتر، سائلا في البداية: لماذا يستهدفون الشريعة ؟ ثم تتوالى الأسئلة: ما الذي يقصده مجلس التعليم العالي من رفع معدل الشريعة قفزة واحدة الى 80 ؟ هل هي الرغبة في تحسين مستوى خريجي الشريعة ؟ وما هو المستوى الحالي عند مجلس التعليم العالي ؟ ما هي الدراسة العلمية التي قام بها المجلس فتوصل الى ان الأمر جد خطير وهذا يقتضي التدخل السريع للإنقاذ؟ هل وصلت المجلس تقارير تفيد بأن طلبة الشريعة مسؤولون عن العنف الجامعي؟ هل رصد المجلس قيام طلبة الشريعة بتهريب المخدرات والجوكر الى حرم الجامعات؟ ام جاءه ان طلبة الشريعة الذين يقودون المساجد يصنعون خلايا سرية مسلحة في المساجد ؟ ألم يدقق مجلس التعليم العالي فيما قالته وزارة الأوقاف منذ سنوات بأن ثلاثة آلاف مسجد ليس لها من يقودها !! ألم ينظر مجلس التعليم بحال خريجي الشريعة وأنهم يعانون مثل غيرهم من التخصصات من البطالة ؟ لماذا لم يرفع المجلس معدلات القبول في كل الكليات حتى نفهم ان الدولة جادة في عملية جراحية كي يتحول الطلبة للتعليم المهني ؟ وهل يستطيع واحد من المجلس ان يقول ان ذوي المعدلات العالية يفضلون الشريعة على الطب والهندسة ؟ ما معنى قرار وزارة التربية ان الطالب الحاصل على الخمسين هو طالب ناجح؟ انا اعرف طلبة من ذوي الخمسينات هم الآن حملة دكتوراه في الهندسة من الولايات المتحدة فما رأي مجلس التعليم؟ انا اعرف طلبة معدلهم بالسبعين وهم الآن أطباء في وزارة الصحة !!
-2-
هذه الأسئلة، وكثير غيرها، لا أعتقد ان لها إجابة مقنعة، بل ربما غاب عن صاحب القرار، كما يذكرنا الدكتور بسام، وهو أستاذ معروف في كلية الشريعة، ويعلم مغزى القرار جيدا، ان اقاويل التطرف لا علاقة لها بالشريعة، بدليل أن ابن لادن خريج إدارة، والظواهري طب والزرقاوي تعليم مدرسي . وقاتل حتر مهندس!
-3-
من الصعب أن ننظر إلى هذا القرار بمعزل عن «منظومة» قرارات، اتخذت وتتخذ في أكثر من مجال، ليس موضوع المناهج مستبعدا منها، ومن الصعب «تنزيه» نوايا أصحابها، ونسبتها إلى الحرص على التطوير والتجويد، إلا إذا أقنعنا أصحابها بغير هذا، ونحن على استعداد لسحب كل «ظنوننا» وسنمتدح بالتالي كل ما فعلوه، لرفع سوية خريجي الشريعة، وطلابنا في المدارس، إثر حملة التطوير «الشعواء» تلك!