لماذا لا يمكن الانتصار على الشعب الفلسطيني؟
أوري سفير، احد رجالات شمعون بيريس، يكتب في معاريف مقالا يوم أمس (21/5/2018) بعنوان «دبوس في البالون» يقول فيه: نحن أقوياء بما يكفي لننتصر على كل الدول العربية وعلى إيران؛ ولكن ليس على الشعب الفلسطيني. نحن يمكننا فقط أن نحتله من خلال المشروع الاستيطاني. والاحتلال يحول إسرائيل الى دولة ثنائية القومية بحكم الأمر الواقع من البحر الى النهر؛ وهو يفسد أخلاقيا الجيل الشاب في إسرائيل ويجعلنا منبوذين في أسرة الشعوب!
-2-
حينما ارتكب كيان العدو الصهيوني مذبحته الأخيرة في غزة، مذبحة افتتاح سفارة العدو الأمريكي في القدس، كان ثمة زلزال حقيقي حرّكه دم الشهداء، قلب الاحتفال المفترض إلى مهزلة، مندوب بوليفيا في مجلس الأمن قرأ أسماء شهداء مجزرة غزة وقال لإسرائيل: انتم تقتلون الأطفال والنساء، إسرائيل هي قوة الاحتلال والولايات المتحدة أصبحت جزءا من المشكلة، الرئيس التركي أردوغان هاجم إسرائيل وأميركا : لعنات الله عليكم ايها المجرمون كما ألعن أولئك الذين ظلوا صامتين حيال هذه المجازر. إسرائيل تمارس إرهاب الدولة، وهي دولة إرهاب. لذا سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين بكل حزم، واتبع ذلك بطرد سفير الاحتلال من عاصمة الخلافة اسطنبول!
الصحف الأجنبية التي صدرت يوميْ الاثنين والثلاثاء، تستحق أن تُقرأ بعناية: «التايمز» البريطانية كتبت على صدر صفحتها الأولى: «مقتل العشرات مع افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة بالقدس». أما منافستها اللندنية «دايلي ميل» فخطّت بالأسود العريض: «حمـّام الدم».. مقتل العشرات وإصابة الآلاف برصاص الإسرائيليين ضد الفلسطينيين المتظاهرين ضد سفارة ترمب الجديدة. كما طبعت «الإندبندنت» البريطانية صورةً على كامل صفحتها لفلسطينية على مقربة من أدخنة الإطارات المشتعلة بالتظاهرة، وكتبت: «افتتاح سفارة بالقدس، و55 قتيلاً على الأقل بغزة». وصدّرت «الغارديان» كذلك: «افتتاح السفارة الجديدة بإسرائيل ومقتل العشرات»، إلى جانب صورتين متلاصقتين لابنة ترامب وتظاهرات أمس بغزة. وصدرت «فايننشال تايمز» البريطانية: «مقتل العشرات بحفل افتتاح أمريكي –إسرائيلي للسفارة. أما «مترو»: فضلت وصف ما حدث بـ»مجزرة في غزة.. بينما تحتفل إيفانكا ترمب بافتتاح سفارة بلادها في القدس».
وكتبت «ديلي تيلغراف»: «أمريكا تتهم حماس باستفزاز إسرائيل ومقتل 50 على حدود غزة».
وفي الولايات المتحدة، كتبت «نيويورك ديلي نيوز» عنوانًا لن تسعد ابنة الرئيس الأمريكي بقراءته مطلقًا، حين كتبت: «الغولة ابنة بابا..55 يذبحون على حدود غزة في تظاهرة ضد نقل السفارة للقدس، لكن إيفانكا تكشف عن ابتساماتها الكبيرة في القدس». وفي فرنسا، عنونت أولى الصحف الباريسية «لو موند»: «يومٌ دامٍ في غزة في تظاهرات ضد السفارة الأمريكية الجديدة بالقدس». كما كتبت مواطنتها «لو إكسبريس»: «يجب العمل مع حماس»، في مقابلةٍ مع خبير إسرائيلي في الشؤون الإستراتيجية!.
-3-
حتى وهو في أشد حالات ضعف قيادته السياسية، وتمزقها، يسجل الشعب الواقع تحت الاحتلال انتصارات بلون دمه، انتصارات قوة الضعيف على ضعف القوة، في أشد حالات الخذلان التي يمر بها في تاريخه المعاصر، أرأيتم لم لا يمكن الانتصار عليه؟