2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

طوبى لها من رِدة!

حلمي الأسمر
جو 24 :

-1-
في الوقت الذي تعرف فيه أن الشباب يتسابقون فيه للانخراط في الخدمة العسكرية، ولا يتهربون منها كما هو الحال في بعض البلاد، بل يبحثون بحثا مضنيا عمن «يتوسط» لهم لارتداء اللباس المبرقع، فاعلم أنت في الأردن!
-2-
صورة التلاحم الذي يبديه أبناء هذا البلد، ويلتفون فيه حول أجهزتهم الأمنية، تثير كثيرا من المشاعر، ليس أولها أن فكر التكفير والقتل الأعمى لا مستقبل له في بلادنا، وليس آخرها أننا مجتمع عصي على الاختراق، صحيح أننا نختلف فيما بيننا على مليون مسألة، وصحيح أن لدينا عبئا اقتصاديا ثقيلا، وصحيح أننا لسنا مجتمعا نموذجيا، ولكن الصحيح أيضا أننا لم ولن نكون بيئة حاضنة للإرهاب، بكل أشكاله، الذي نعرفه جيدا، بعيدا عن تعريفاته الفضفاضة اللئيمة، التي «تفرم» كل عمل خير، وجهد طيب، بمنتهى اللؤم والصفاقة، لهدف ليس في نفس يعقوب فقط، بل في نفوس أبنائه أيضا، الضمير الجمعي الأردني يعرف من هو الإرهابي، وما هو الإرهاب، ولم يخلط يوما ما بين يد متوضئة تقاوم من سلبها حقها في الحياة، فدافعت عن وطنها، ويد نجسة تهدر دم من يخالفها، أو تسرق الأمن من عيون الأطفال، أي أطفال!
-3-
الأردن لا يخشى هذا «الإرهاب» ولديه حس عالي التردد بكل من يريد شرا به، وأي كلام خارج هذا الإطار هراء، فالأردنيون لا يخافون إلا الفتنة، والفتنة أشد من القتل، لعن الله موقظها، وصانعها ومروجها، وكل من يتاجر بها خدمة لأهداف سوداء، الأردن قوي ومنيع بضمير شعبه الجمعي النقي البهي النظيف، يحمل في أعماقه دفاعاته الذاتية، والقدرة على التطهر الدائم من أي نجس يريد به سوءا!
-4-
كم نشفق على أولئك النفر القليل الضال المضلل، الهجين المهجن، الذي يصنف الناس إلى كفار ومرتدين، فقط لأنهم لم يبايعوا ذلك «الخليفة» المزيف، وكم نتمنى أن يعودوا إلى رشدهم، فلا يتسابقون إلى جهنم بإهدار دم الأبرياء، وإشاعة الخوف في قلوب الآمنين، وترويع بني البشر بأفكار سوداء ليست منا ولسنا منها، فحرمة دم البريء في ميزان العدل الإلهي، لا تساويها حرمة، وكأني بأولئك المارقين لم يقرأوا قول الله عز وجل: مِنْ أَجْل ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِي الْأَرْض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاس جَمِيعًا!!
فيا أيتها الفئة الضالة المضللة، بلى، نحن «المرتدون» إلى الصواب، وأنتم «المؤمنون» بالخطأ والضلال، فطوبى لها من ردة، وبؤسا له من إيمان!

 
 
تابعو الأردن 24 على google news