الانفتاح على الحراك الشبابي
اسامة الشريف
جو 24 : ارجو ان تكون الحكومة واجهزة الدولة المختلفة قد التقطت تصريحات الملك الأخيرة اثناء لقائه ناشطين سياسيين من الحراك الشعبي والشبابي في منزل نائب رئيس الوزراء الاسبق رجائي المعشر حيث اعلن صراحة عن طي صفحة الاعتقالات السياسية نهائيا مؤكدا ان لا خصومة بينه وبين ابناء الحراك. تمخض عن اللقاء توجيه الملك الحكومة اطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحداث الأخيرة ما خفف من الاحتقان السياسي وجدد الأمل باطلاق حوار وطني شامل يتناول موقف الحراك من عملية الاصلاح ما قد يزيل العوائق من امامها.
أن يتحقق الانفتاح على القوى الشبابية التي تمثل العنصر الأكثر حساسية في الحراك الشعبي الآن افضل من ان لا يتحقق ذلك ابدا. كان ضروريا ان يلتقي الملك مع ممثلي الحراك، وبخاصة الشباب الذي يعبر عن احباط وغضب شديدين ولاسباب وجيهة،ومن المهم ان تعطى الفرصة لهؤلاء لطرح كل ما يجول في خاطرهم في اجواء من الصراحة والمكاشفة حتى لو تجاوز بعض من منهم الخطوط الحمراء في بعض الاحيان. ان يدور حوار بينهم وبين صانع القرار داخل الغرف افضل كثيرا من ان يضطر هؤلاء للتعبير عن سخطهم واحباطهم في الشارع ورفع شعارات تخرق السقوف المقبولة.
الظاهرة الاخطر في العامين الفائتين هي دخول الشباب معترك الحياة السياسية بشكل عفوي وتقدمهم صفوف المعارضة ورفعهم شعارات خلافية. هؤلاء لا ينتمون في الغالب الى تيارات واحزاب سياسية تقليدية تلعب ضمن المتاح والمقبول. من الضروري البحث عن اسباب هذا الغضب العارم الذي اعترى الحراك الشبابي، ومن المهم ان يتم احتواء هذا الحراك بشكل عقلاني لا عن طريق الاعتقالات والاهانة الجسدية واللفظية.
لست ادري كيف سيتعاطى الحراك الشبابي مع دعوة الملك الانخراط في العملية السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات القادمة أو حتى تشكيل حزب سياسي. هي مخاطرة كبيرة ولا شك بالنظر الى اهمية نجاح الانتخابات البرلمانية من حيث النزاهة والشفافية اولا ثم من حيث النتائج والاستحقاقات. اذا لم يجد الشباب فرصة للتعبير عن مطامحهم عبر صندوق الانتخابات فانهم سيعودون الى الشارع مرة اخرى.
انه التحدي الأكبر للدولة في اللحظة الراهنة، وقد يكون اكبر من مقاطعة الاخوان للانتخابات القادمة. من المفترض ان الدولة قادرة على فتح قنوات الحوار مع القوى والاحزاب المعارضة، ولعلها تنجح في اقناع هذه القوى بالمشاركة في الانتخابات او بالدخول في صفقة سياسية مستقبلية. لكن الاصعب هو في التعامل مع القوى الشبابية التي تعاني اليوم من البطالة والفقر وانعدام الفرص وانسداد الافق واقناعهم بالصبر والتريث بينما يتم محاربة الفساد وجلب الاستثمارات وتنمية المحافظات. انتظر هؤلاء طويلا وشربوا من الوعود ما شربوا، واطلعوا بأم اعينهم على مشاريع فشلت وشركات نهبت وكانوا أول ضحايا انعدام التنمية وسياسات التقشف والتراجع الاقتصادي.
لقاء الملك ببعض ممثلي الحراك واطلاق الحكومة سراح معظم المعتقلين يمثلان بداية مبشرة لاحتواء الغضب الذي يسيطر على غالبية الشباب الذي يستمر في حراكه في مختلف المدن والقرى الاردنية بشكل اسبوعي. فتح الملك صفحة جديدة ومن المؤمل ان يستمر الحوار والانفتاح وان ينعكس ذلك على تصرف الاجهزة الأمنية وعلى سياسات الحكومة وتوجهاتها. كل ما نأمله ألا يكون الحوار من أجل الحوار فقط وأن يتوج ذلك بتغير حقيقي في التعامل مع الحراك الشبابي الذي أثبت وجوده على الساحة السياسية.الدستور
أن يتحقق الانفتاح على القوى الشبابية التي تمثل العنصر الأكثر حساسية في الحراك الشعبي الآن افضل من ان لا يتحقق ذلك ابدا. كان ضروريا ان يلتقي الملك مع ممثلي الحراك، وبخاصة الشباب الذي يعبر عن احباط وغضب شديدين ولاسباب وجيهة،ومن المهم ان تعطى الفرصة لهؤلاء لطرح كل ما يجول في خاطرهم في اجواء من الصراحة والمكاشفة حتى لو تجاوز بعض من منهم الخطوط الحمراء في بعض الاحيان. ان يدور حوار بينهم وبين صانع القرار داخل الغرف افضل كثيرا من ان يضطر هؤلاء للتعبير عن سخطهم واحباطهم في الشارع ورفع شعارات تخرق السقوف المقبولة.
الظاهرة الاخطر في العامين الفائتين هي دخول الشباب معترك الحياة السياسية بشكل عفوي وتقدمهم صفوف المعارضة ورفعهم شعارات خلافية. هؤلاء لا ينتمون في الغالب الى تيارات واحزاب سياسية تقليدية تلعب ضمن المتاح والمقبول. من الضروري البحث عن اسباب هذا الغضب العارم الذي اعترى الحراك الشبابي، ومن المهم ان يتم احتواء هذا الحراك بشكل عقلاني لا عن طريق الاعتقالات والاهانة الجسدية واللفظية.
لست ادري كيف سيتعاطى الحراك الشبابي مع دعوة الملك الانخراط في العملية السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات القادمة أو حتى تشكيل حزب سياسي. هي مخاطرة كبيرة ولا شك بالنظر الى اهمية نجاح الانتخابات البرلمانية من حيث النزاهة والشفافية اولا ثم من حيث النتائج والاستحقاقات. اذا لم يجد الشباب فرصة للتعبير عن مطامحهم عبر صندوق الانتخابات فانهم سيعودون الى الشارع مرة اخرى.
انه التحدي الأكبر للدولة في اللحظة الراهنة، وقد يكون اكبر من مقاطعة الاخوان للانتخابات القادمة. من المفترض ان الدولة قادرة على فتح قنوات الحوار مع القوى والاحزاب المعارضة، ولعلها تنجح في اقناع هذه القوى بالمشاركة في الانتخابات او بالدخول في صفقة سياسية مستقبلية. لكن الاصعب هو في التعامل مع القوى الشبابية التي تعاني اليوم من البطالة والفقر وانعدام الفرص وانسداد الافق واقناعهم بالصبر والتريث بينما يتم محاربة الفساد وجلب الاستثمارات وتنمية المحافظات. انتظر هؤلاء طويلا وشربوا من الوعود ما شربوا، واطلعوا بأم اعينهم على مشاريع فشلت وشركات نهبت وكانوا أول ضحايا انعدام التنمية وسياسات التقشف والتراجع الاقتصادي.
لقاء الملك ببعض ممثلي الحراك واطلاق الحكومة سراح معظم المعتقلين يمثلان بداية مبشرة لاحتواء الغضب الذي يسيطر على غالبية الشباب الذي يستمر في حراكه في مختلف المدن والقرى الاردنية بشكل اسبوعي. فتح الملك صفحة جديدة ومن المؤمل ان يستمر الحوار والانفتاح وان ينعكس ذلك على تصرف الاجهزة الأمنية وعلى سياسات الحكومة وتوجهاتها. كل ما نأمله ألا يكون الحوار من أجل الحوار فقط وأن يتوج ذلك بتغير حقيقي في التعامل مع الحراك الشبابي الذي أثبت وجوده على الساحة السياسية.الدستور