2016 .. جهود ملكية متواصلة تقود الأردن نحو الريادة
رغم الظروف الاقليمية الامنية، التي تحيط به من كل حدب وصوب، تمكن الاردن من المحافظة على امنه واستقراره وأن يشكل محطة الدفاع الاولى عن قضايا امته العربية والاسلامية، بفضل الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني الداخلية والخارجية.
وحرص جلالة الملك على ان يجعل التحديات التي تواجه المنطقة بسبب «الربيع العربي» وتداعياته الى فرص، الى جانب ان ينظر العالم الى الاردن على انه نموذج في المنطقة ذو رؤية تمكنت من التجاوز به مخاطر «النار» التي تكتوي بها المنطقة وشعوبها.
ومكنت الرؤية الملكية على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي من تحقيق التوازن، الذي جعل من الاردن رغم صغر حجمه وقلة امكانياته الاقتصادية، قادرا على استشراف المستقبل والعمل مسبقا على تجاوز التحديات وامتدادها على مختلف الصعد سواء الاجتماعي او الاقتصادية او السياسية او الامنية.
ويرتكز النهج والرؤية الملكية، تجاه مختلف القضايا المحلية والاقليمية، الى فهم عميق ودراية، اساسها «المصلحة الانسانية»، مع اولوية الوطن والمواطن، لما يجري في المنطقة وتبعات تلك الاحداث في المستقبل القريب والبعيد، لتكون هذه الرؤية والمنهجية «مرجعية» لصناعة القرار ومساندة المواقف التي تساعد في الخروج بالمنطقة الى بر الامان.
واوجدت الجهود الملكية على مختلف الصعد وفي مختلف ارجاء المعمورة مكانة خاصة وحالة متفردة للاردن، تشكل في فسيفسائيتها فريدة من نوعها، قادرة على ان تكون قادرة التجاوز بالوطن التحديات الداخلية، ابرزها الاقتصادية، والخارجية ليشكل واحة امن واستقرار يلجأ اليها من فقد مقومات الحياة الانسانية.
الحرص الملكي الدائم والمستمر على ان الاولوية، دائما وأخيرا، توفير حياة كريمة للمواطن وضرورة تماسك الجبهة الداخلية، والتي تشكل خط الدفاع الاول عن الاردن، عزز فاعلية الدور الاردني الاقليمي والدولي، وليصبح الاردن «محطة مهمة» على الصعيد العالمي.
وتعكس الجهود التي يبذلها جلالة الملك في ظل ما يشهده العالم من توتر ، حجم الادراك الملكي للتداعيات، فكان جلالة الملك اول من حمل لواء الاسلام والدفاع عنه، وتقديم حقيقته السمحة للعالم، أجمع، بعدما حاول «خوارج العصر»، الاساءة للاسلام واستغلاله لتنفيذه اجندتهم المشبوهة، ليكون «المحامي الاول»عن الاسلام في العالم، برؤية مستندة الى الواقع والاعتدال في الطرح والوسطية، وإعتماد لغة الحوار والانسانية في الخطاب مع الاخر، وهو ما وجد اصداء ايجابية في مختلف انحاء العالم، واسكت افواه حاولت استغلال هؤلاء «الخوارج»، لتنفيذ اجندتهم المعايدة للاسلام والمسلمين.
وحمل الاردن لواء محاربة الارهاب والتطرف، في مختلف انحاء العالم، نصرة للانسانية، وهو ما أكده جلالة الملك بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية لمحاربة هذه الافة وبناء شراكة كفيلة بمواجهة المخاطر المتعددة المنبثقة عن تلك العصابات، التي لا تقيدها حدود سياسية بل منتشرة في جميع انحاء العالم.
ونستذكر في هذا الصدد الخطاب الذي القاه جلالة الملك في الجلسة العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي شخص «الحالة» وقدم الحلول، والتي بحكم الرؤية الملكية ان متطلبات العمل بسبع نقاط تمثلت اولا بالدعوة الى الأصول، إلى الجوهر والروح المشتركة بين الأديان والمعتقدات لتقديم الصورة الشاملة، بإعتبار أن الجوامع أعظم بكثير من الفوارق. ويتمثل هذا الأمر في القيم المشتركة، التي نؤمن بها، من محبة وسلام وعدل وتراحم.
الى جانب الدعوة الى تغيير لهجة الخطاب العالم ، بحكم أن العالم أجمع عرضة للتهديد عندما يسيطر العنف والخوف والغضب على هذا الخطاب ، سواء في المدارس أو الخطب الدينية أو حتى في علاقاتنا الدولية والدعوة الى ترجمة المعتقدات إلى أفعال والارتقاء بذلك «إلى تجسيد القيم والمبادئ لديننا الحنيف في حياتنا اليومية، في كل ساعة من مطلع يوم جديد، وذلك بأن نحب جارنا، ونحترم من يختلف معنا وأن نرعى أطفالنا. فكل واحد منا يمكنه القيام بشيء يعكس مبادئ إيماننا بخالقنا».
والدعوة الى مرافقة ذلك بتعظيم صوت الاعتدال وكشف الزيف والخداع على حقيقته،»فعندما ننظر إلى دوافع هؤلاء الخوارج، الخارجين عن الإسلام، بل إلى دوافع المتطرفين في جميع أنحاء العالم، نجد أن شهوة السلطة والسيطرة عند الناس والأموال والأرض هي محركهم. إنهم يستخدمون الدين كقناع، وهل هناك ما هو أسوأ من تحريف كلام الله لخدمة أجنداتهم؟ وهل هناك أدنى من استغلال الضعفاء والأبرياء لتجنيدهم؟
جهود جلالة الملك الرامية لضمان المصلحة الوطنية والقدرة على الدفاع عن قضايا الامة، مستمرة ومتواصلة، وان ما يتحقق من نتائج يبنى عليه، ضمن مرتكزات تأمين حياة أفضل لجميع الاردنيين، والذي تجلى في محاور متنوعة وشاملة لجميع مناحي الحياة التي يتعاطى معها المواطن الاردني سواء اجتماعيا او اقتصاديا او ثقافيا او سياسيا، وبمختلف فئات المجتمع سواء الشبابية او الطفولة او الشيخوخة او المرأة، تجلى بمنجزات عكست صداها على المواطن الاردني بشكل مباشروغير مباشر.
فالاردن بقيادة جلالة الملك، كان على الدوم محط أنظار اعجاب الاخرين من الاشقاء والاصدقاء، لجهة مكامن سر هذا البلد، الذي له الريادة والسبق في كل شيء، رغم ما يحف به من مخاطر وتوتر، ليتجاوز بإرادة شعب مصدرها ايمان قائد، بأن المستقبل هو الهدف وان القادم، رغم كل الظروف، سيكون الافضل.
ومع انقضاء عام 2016، يكون الاردن بقيادة جلالة الملك تجاوز محطة جديدة بـ»نجاح» منطلقا الى مزيد من الانجازات الجديدة، التي ستقود قارب نجاة من اوضاع اقتصادية عالمية ومن لهيب النيران التي شبت في دول المنطقة، مضت بالاردن الوطن والاردن الشعب الى بر الامان.
جنود الاحتلال في ساحة قبة الصخرة
الراي