jo24_banner
jo24_banner

اليد الخفية في الاقتصاد والسياسة

خالد الزبيدي
جو 24 :

هناك تطورات واحداث اقتصادية ومالية وسياسية شديدة الصعوبة ووسط تعقيد تجتاح منطقة الشرق الاوسط بالمعنى الجيوسياسي، ويضم كلا من ايران وتركيا والكيان الصهيوني، وهذه التطورات يصعب الوصول الى دقائق تفاصيلها، اذ هناك اياد خفية (The invisible hand) تحركها بشكل ملموس، ويخطط له اصحاب الدراسات والاجندات المستقبلية، وبالرغم من تعارض المصالح تارة، والاطماع لكل من تركيا وايران تارة اخرى الا ان اي من دول الشرق الاوسط العربية وغير العربية لا تمسك بزمام المبادرة باستثناء الكيان الصهيوني الذي يدخل في شراكة كاملة مع الولايات المتحدة منذ منتصف عقد خمسينيات القرن الماضي، فالشريكان كولونيالي الطابع وشكلا معا معول هدم في المنطقة وشعوبها.
لذلك تم تعطيل تقدم المنطقة بشكل مباشر وغير مباشر وعرقلت النمو الاقتصادي، وابطأت الديمقراطية، وتحولت دول القرار العربي بخاصة مصر والعراق وسوريا من وضع اقتصادي ومالي جيد الى انكشاف مريع، وانتقلت دول الفائض المالي المدعومة بالبترودولار الى دول العجز المالي تخطب او تسمح لادوات الاجتياح المالي والاقتصادي التدخل في سياساتها الاقتصادية، وهذه الادوات هي مؤسسات التمويل الدولية ( صندوق النقد والبنك الدولي) اللتان مارستا منذ تأسيسهما في 27/12/1945 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية دورا لا يقل ضراوة من المدفع والطائرات والاسلحة، فالغرب مارس نهب ثروات المنطقة وحولها الى اسواق استهلاكية لصناعاتها، ثم حول المنطقة وشعوبها الى ميادين رماية لتصريف منتجات صناعاتها العسكرية، ووظفت قنوات تلفزيونية لغتها عربية واهدافها مريرة، تحولت من كونها غرف اخبار الى غرف عملياتها عسكرية في معظم الاوقات.
اياد خفية سوداء تحرك المنطقة عن بعد وفي كثير من الاحيان يمارسون القتل من غرفة مجاورة وهم يضحكون وينتشون سكرا، وبلغ فيهم حد التمادي من قوت الناس الى دماء شباب الامة ثم الى نصب المشانق لزعماء عرب، ولو تسمع الى مدخلاتهم وخطاباتهم قبل عقدين من الزمن، والى الاستقالة المسببة التي قدمها القاضي العراقي الكردي رزكار محمد امين معتذرا عن مواصلة ادارة محاكمة الرئيس العراقي السابق بعد أن حول الامريكان المحكمة الى لعبة سخيفة مذلة لمن يديرها، لادرك اي صاحب عقل اننا دفعنا بالجملة الى الفوضى غير الخلاقة التي بشرت فيها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية ( 2005/2009)، وهي قريبة من صناعة النفط بخاصة شركة شيفرون الامريكية، ومهتمة بالشؤون العسكرية والاستخبارية، وصديقة للقيادة الصهيونية في مقدمتهم ارئيل شارون، ومهتمة ببرامج مؤسسات اليهود الامريكية منها برامج معهد كارنغي اليهودي المعروف.
ما يجري في المنطقة منذ عقود وسنوات خصوصا منذ اطلاق ما سمي زورا بـ «الربيع العربي»، زادت سطوة الايادي الخفية، إذ تمت مصادرة حقوق العرب وشعوبهم واوغلت الايادي الخفية القذرة في دماء ابناء المنطقة ومقدراتها، ودفعتها الى الوراء عقود طوال.. والهدف الرئيسي ابطأ زوال الكيان الصهيوني..لكن هذا لن يتحقق.

 
تابعو الأردن 24 على google news