الإرهاب صناعة دول صهيونية وغربية
قد يبدو العنوان اعلاه مستهجنا من البعض او من يسوّق للغرب سياساته وتدخلاته في المنطقة والعالم، ولتبديد الشكوك فإن الولايات المتحدة قامت على انقاض الهنود الحمر الذي يطلق عليهم السكان الاصليون في امريكا حيث سكنوها منذ 40 الف سنة، ثم تعرضوا للابادة وقتل منهم ما يقارب 100 مليون نسمة، ويسجل للادارة الامريكية كأول دولة في العالم استخدمت السلاح النووي ضد المدنيين في صباح السادس من شهر اب/ اغسطس تم القاء قنبلة نووية على مدينة هيروشيما، وبعد ثلاثة ايام تم القاء القنبلة الثانية على مدينة نجازاكي، وهذه الجريمة العالمية لازالت ماثلة امام اليابانيين والعالم، وهناك عشرات المذابح نفذت في افريقيا وصولا الى العراق الذي دفع ثمنا غاليا ولا زال من ويلات الغزو الامريكي للعراق.
اما الكيان الصهيوني الذي ينعم بالهدوء منذ سنوات نجح في ترحيل القتل الى دول عربية وصب الزيت على النار فالكيان الصهيوني ودوائر غربية تصول وتجول وتمول القتل الممنهج في المنطقة، وكانت العصابات الصهيونية نفذت عشرات المجازر بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والمصري من دير ياسين وقبيا وغزة الى قانا ومدرسة بحر البقر وصولا الى قتل الاطفال الفلسطينيين بدم بارد هذه الايام، واعدام الاسرى من الجيش المصري في حرب حزيران، ودفن جثثهم في مقابر جماعية في صحراء سيناء.
ما تقدم هو شريحة وعيّنة من جرائم الكيان الصهيوني والغرب، شركاء اسرائيل يُطلقون عليها .. دولة عصرية ديمقراطية، وتطلق الادارة الامريكية على سياساتها بأنها مدافعة عن حقوق الانسان والديمقراطية، بينما ممارساتها تجاه الغير يندى لها الجبين، فهي استعمارية من طراز فريد وتمارس المكيافلية بأبشع صورها، وبالرغم من ذلك يطلقون على المنطقة بأنها منبع الارهاب وتنفذ اسلحة متطورة وحربا اعلامية دقيقة وشاملة وافلاما توظف تقنيات حديثة للتأثير على سلوكنا، فالامريكي المسالم (السوبر بور) ينتصر على الشر الياباني والروسي والعربي في ماكينة صناعة الافلام الامريكية، ولكل مرحلة لها افلامها وفق محتوى عدواني يجرم ولا يرحم.
التاريخ العربي والاسلامي لم يكن يشن الحروب للقتل، ولا يلتفت الا للمقاتلين، ويعاملهم بإحسان في حال الاستسلام فالتاريخ العربي شرقا وغربا يؤكد ذلك، بينما الحروب الصليبية ضد بلاد الشام بخاصة فلسطين اوغلت في دماء المسلمين، وقلعة الكرك والقدس شاهد عيان، فقد تسامح صلاح الدين الايوبي مع الغزاة وفتح لهم ممرا امنا للعودة الى اوروبا بحرا.
الارهاب الجديد صناعة دول الكيان الصهيوني وشركائه فقد طورت اعمالها ووسعت اهدافها باستهداف المرافق السياحية في مصر وتركيا واوروبا والاردن بهدف ارهاق الجميع اقتصاديا واجتماعيا، وإعادة خلط الاوراق وتشويه صورة المنطقة وشعوبها…اذ ليس من باب الصدفة ان الارهاب لم يضرب في الكيان الصهيوني منذ انتشاره في المنطقة..مرة اخرى الارهاب صناعة دول روادها الصهاينة ودول غربية…