العقبة تسترد عافيتها ...
هدوء مريح تستشعره وانت تتجول في اسواق العقبة والمشاريع الاستثمارية الريادية التي تتقدم بثقة الى الامام ..ايلة، سرايا، وايجل هيلز ( المعبر سابقا )، تجد عامة الناس يسيرون في سعيهم غير عابسين، فالشوارع الرئيسة والفرعية تخلو من الازدحام المروري، اما الفنادق فتحقق اشغالا جيدا بعد برامج التسويق السياحي التي اعادت الثقة بأن العقبة مقصد سياحي اقليمي مهم، وان فرص النمو في القطاعات المختلفة السياحية والصناعية وتجارة الترانزيت كبيرة، ومن المتوقع خلال السنوات القليلة القادمة ان تزدان العقبة بمجموعة من المشاريع الاستثمارية لاستخدامات مختلفة.
ناصر الشريدة رئيس مجلس العقبة الاقتصادية الخاصة قال في حوار حميم لا ينقصة الوضوح والافصاح المرغوب فيه.. قال انه لا يجد اي مشاكل تذكر مع المواطنين والمستثمرين وان اعادة ترتيب بيت سلطة العقبة الاقتصادية امر يتم التعامل معه رويدا لبلوغ الاهداف المنشودة في مواصلة تحسين والخدمات للجميع، وان العقبة وضعت على خريطة الاستثمار العربي والاجنبي بعد سنوات من العمل المثمر لمسؤولين سابقين.
هيئات القطاع الخاص هي الاخرى حاضرة بخاصة غرفة تجارة العقبة التي ترصد الانتعاش الذي سجلته المدينة الساحلية الوحيدة في المملكة، وتقدم خدماتها للاعضاء والمراجعين بيسر، وهناك ثناء على دور الهيئات المعنية بأنشطة القطاع الخاص، اما البعد الامنى فيشكل عنصرا رئيسا في هذا الانتعاش حيث بالكاد تشعر بوجودهم فالامن والاستقرار يمارس عن بعد وقرب دون اشعار العامة بوجودهم، وهذا نجاح كبير على غرار امارة دبي التي تتمتع بأمن واستقرار دون ان ترى مظاهر عسكرية وامنية.
المشاريع الاستثمارية التي تعطل بعضها سنوات عادت للعمل وباشرت في بيع منتجاتها من وحدات سكنية وفلل، اما مشروع ايلة يسجل عمليات مستمرة ونجح في بيع مجموعة مهمة للمشترين، ويضيف للعقبة الاقتصادية بعدا نوعيا مهما بتقديم ملاعب جولف وفق ارقى المعايير الدولية، ومن المنتظر ان تستضيف العقبة فرق دولية في الجولف التي تسجل اضافة حقيقية للاقتصادية الخاصة، وهناك مراكز تصبح جاهزة قريبا لاقامة المؤتمرات الاقليمية والدولية، وربما تستضيف فنادق العقبة الجديدة ومرافقها النوعية اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي ( WEF ).
العقبة ..تجربة مهمة بدأت تثمر على الجميع رعايتها وتقديم الدعم لها بعيدا عن التدخل في اعمالها او التأثير عليها، فالاستثمارات التي استقطبت خلال الـ 15 عاما الماضية تشكل ضعفى المتوقع منذ اطلاق المشروع، وهذا النجاح يؤكد قدرة الاردنيون على النجاح والتقدم، وحسب التوقعات ستتضاعف الاستثمارات خلال العقد المقبل بعد ان تبلغ العقبة مرحلة النضج الكامل، فالعقبة مركز اقليمي ودولي وممر آمن بين القارات وجاذب للانشطة المختلفة..