ارتفاع الأسعار.. داحس والغبراء
نهاد يوسف العليمي
جو 24 :
يقال في تاريخ العرب أن حربا قامت و استمرت أربعين سنة لأن ناقة سبقت أختها فلم يرض سفهاء القوم بالنتيجة و أشعلت حربا أكلت آخضرهم ويابسهم. واليوم تقودنا القرارات الحكومية غير العاقلة إلى ( داحس و غبراء) جديدة في هذه الألفية.
رفع رسوم العمالة و زيادة الضرائب كله يؤدي إلى انخفاض المساحات المزروعة وبالتالي انخفاض المنتوجات الزراعية وارتفاع أسعارها وهذا لا يعكس هامش ربح كبير للمزارع بالعكس فهو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة إنما هي نتيجة طبيعية للقرارات الارتجالية التي تقودنا نحو المجهول.
اليوم تنخفض المساحات المزروعة وان لم يتحرك العقلاء غدا سنكون بلا زراعة و سنكون عالة على غيرنا ليس لعدم قدرتنا على التعامل مع الأرض فنحن من نعشقها وتعشقنا إنما لاستمرار العقلية التي تدير المشهد والتي ترى الزراعة وقطاعها على الهامش دائما.
أولى خطواتنا نحو التقدم و الحفاظ على هذا القطاع هو تغيير عقلية إدارة المشهد من الهامش إلى المنتصف.
يعاني القطاع الزراعي من حرب شرسة على العاملين فيه سواء بقصد أو بغير قصد حملات المقاطعه التي سادت سابقا واستمرت حتى هذه اللحظه، وتقاطع المنتج المحلي جانبها الصواب لأنهم لا يملكون اي معلومة عن كلفة الإنتاج ولماذا ارتفع السعر وما هو السبب وراء ذلك على الجميع ان يقف مع المزارع في ظل الخسارات المتكررة التي تعرض لها في السنوات السابقه.
الحكومة واجراءاتها هي السبب المباشر في ارتفاع الأسعار نتيجة حزمة الإجراءات التي قامت بها سواء ما يخص العمالة الزراعية أو زيادة ضريبة المبيعات على بعض مدخلات الإنتاج وفرض جمرك 5%على هذه المدخلات ولا أنكر أن هناك بعض الوزراء في هذه الحكومة كان لهم جهد طيب ومساندة في إرجاع ضريبة المبيعات على مدخلات الإنتاج الزراعي إلى سابق عهدها لكنها غير كافية لأن تعود الأسعار أسعار المنتجات الزراعية لسابق عهدها على المواطن أن يتأقلم مع الأسعار الجديده إذا بقيت الحكومه متعنته بعدم فتح باب الاستقدام للعمالة الوافدة وستبقى المساحات المزروعه هذا العام أقل من المساحات المزروعة السابقه بحدود النصف
كما أن حماية المنتج الوطني والزراعات الاقتصادية والاستراتيجية قضية مهمة وضرورة وطنية، وهنا اشكر كل العاملين بالقطاع الزراعي القابضين على الجمر، ونعدكم اننا سنبقى ندافع وندافع وندافع عن هذا القطاع و سأبقى مع كل جهد طيب يساهم في الدفاع عن هذا القطاع واشكر الجميع عامة والعاملين بالقطاع الزراعي خاصة لدفاعهم المستمر عن هذا القطاع واسابني على كل جهد طيب سبقني إليه الكثير من الخيرين بهذا القطاع الزراعي المستهدف.
* الكاتب نائب نقيب المهندسين الزراعيين