خطا تقدير النواب الأردنيين في السياسة العربية والمحيطة خصوصا

توقفت كغيري مستغربين، من كلام النائب احمد الصفدي في تسريب فيديو بث من وكالات إخبارية، يتحدث به، بكلام غير مقبول، سياسيا، ليس من باب التهجم، ولغة الشتم التي بدا به، بقدر الأخطاء السياسية العميقة لشخص توسد نائب رئيس مجلس النواب و نائب من عدة دورات ويعرف بعلاقته الواسعة جدا، داخل المجلس وبين الطبقة الإدارية العليا في الأردن.

حاولت كثيرا دوما أن اقرأ بصمات، أصل منها لمخرجات مجلس النواب الأردني، سياسيا، فانتهي إلى طريق مغلق، بحيث ينطبع عليها غياب الوضوح لدى القضايا العربية، ومتغيراتها، وقد يكون هذا طبيعيا، لان بنية مجلس النواب الأردني، تأت من الخدمات والتحالفات العشائرية،التي تنهك النائب وتبعده على الاطلاع والبحث والقراءة، ولكن ثمة خطوط سياسية عربية باتت واضحة ، ولا تحتاج لتلك العبقرية السياسية.التي لا يجوز أن يقع بها النواب.

أخطاء النواب السياسية في الأردن، لا تأت فقط بضرر، كبير مع الدول المجاورة، التي لا تأخذ جديا بتصريحاتهم، او ترسل رسائل، غاضبة، وهذه دلالة على ان مجلس النواب الأردني، للأسف لا يحظى، باهتمام شعبي، ولا دولي، أيضا، ولكن هذه الأخطاء، تضر بشكل آخر، بتقييم الشارع السياسي، لهم، بعبثية التصريحات، لمجلس اعتاد على الخدمات الحكومية لجلب الأصوات، وكذلك لرفع شعبيتهم، ويظنون أنفسهم، قادرين على العمل بهذه العقلية مع الحال العربي أو الدولي.هذا عدد ردود الفعل الشعبية، التي أثيرت عبر التويتر والفيس بوك من مواطني دول الخليج العربي.

في تلك الجلسة تحدث النائب الاردني احمد الصفدي عن غضبه، المتعلق بالخطبة الشهيرة لقاضي، قضاة الأردن الشيخ احمد هليل، وقد كرر كلاما غير مدروس، لزميله النائب طارق خوري، يتعلق بطلب الدعم الأردني من الدول المحيطة، وهذا لا يأت اصلا ضمن مناقشة ، الميزانية، ولا خطبة جمعة بمسجد أردني، إنما على النواب مناقشة هذا مع سفراء الدول الداعمة أو التوجه عبر، وفد إلى تلك البلاد، لينقلوا شكواهم، ويسمعوا، إلى سبب قلة الدعم.

خطا، تصريحات، النائب احمد الصفدي، تبدى بتوقعه بان الأردن يحمي الشقيقة السعودية، -حديثه موجود على موقع اليوتيوب – وهذا خطا بحق الأردن وأخيرا، ، هل الاردن لا سمح الله، مقرا لقوى خارجية ؟ او هل لدى الشعب الأردنية خلايا ضد الشعب السعودي. أم هل قصد إرهاب ام تجار مخدرات ...!! كل هذا بمعرفتي لا يوجد منه ، بذلك الحجم الذي نقول،ان الأردن يحمي حدود السعودية. بل نحن نحمي أمننا الداخلي، وجددونا كأي دولة بالعالم .

الأردن تلقائيا يحافظ على حدوده، كأي دولة بالعالم، وهذه ليست خدمة يدفع ثمنها الدول المجاورة، وكذلك أخطا عدة زملاء له ، حينما تحدثوا عن حماية الحدود مع إسرائيل، متناسين أن هذا ضمن اتفاقيات، وتجنب أي تسريب؟، مما قد يأت باعتداءات صهيونية، لو تم أي اعتداء من حدود الأردن. سيرد الاحتلال الصهيوني،وهذا ديدنه حينما يطلق عليه من أي جهة مجاورة ولذا خاض حروبا مع حركة حماس بغزة، وحزب الله في لبنان وضرب مطارات النظام السوري بعد كل اعتداء تم عبر الحدود المشتركة، فالأردن بحمي حدوده وأمنه الداخلي.بغض النظر من في الجوار.

النقطة الأكثر مغالطة حديث النائب احمد الصفدي، لا سمح الله لو حدث، شيء للأردن، لسقطت كل دول الخليج العربي، ولو كنت موجود في الجلسة لسألت النائب فورا.. ما هو الخطر في الاردن الذي تحتسب انه سينطلق ضد الخليج ؟ فالشعب الأردني شعب ذو أغلبية مسلمة سنية معتدلة، لا يضمرون شيئا للخليج ،حتى لو عانى الأردن من انفلات امني يوما على حدوده. بل الفت الانتباه أكثر أن العراق تمتلئ بحركات شيعية متطرفة ضد السعودية وحينما انهار الأمن بالعراق، لم يسقط الخليج، وإيران المعادية، للسعودية تواجه الخليج العربي، كذلك الحرب الأهلية في اليمن والتي يوجد بها الحوثيين ويحاولون ضرب السعودية برا وجوا . للذلك أتمنى من سعادة النائب احمد الصفدي وكل زملائه ، تقويم معلوماتهم السياسية قبل إصدارها للمشهد، فنحن في الأردن نحمي أمننا ونحمي حدودنا أولا .. ولا نشكل خطرا على احد من دول الخليج العربي..ولكن نتمنى من كل الاشقاء العرب الوقوف مع الأردن كدولة عربية شقيقة من دافع قومي دون، أسباب ليس لها مسبب.