أولويات وجيه عزايزة
الشارع والمصير المجهول.. بات قدر اليتيمات اللواتي تتخلى عنهن دور الرعاية وتتنصل وزارة التنمية الاجتماعية من مسؤولياتها تجاههن فور بلوغهن الثامنة عشر من أعمارهن.
وما ان تبلغ إحدى اليتيمات "سن الرشد" حتى يلقى بها إلى الشارع لتواجه مصيرها دون أي سقف يأويها أو أيّة جهة تتولى متابعتها، حيث يصرّ وجيه عزايزة، وزير التنمية الاجتماعية، على النأي بوزارته عن دورها في رعاية الأيتام الذين يعتبرهم خصوما له، لا لشيء إلا لأنهم يطالبون بحياة يتحقّق فيها الحدّ الأدنى من الكرامة الإنسانيّة.
وجيه عزايزة يعتبر فيما يبدو أنّ لوزارته أولويّات أخرى لا علاقة لها بالرعاية والتنمية، ولا يعلم أحد حتى الآن ما هي الغاية الحقيقيّة من إنشاء هذه الوزارة التي تتنصّل من كافة مسؤوليّاتها تجاه الشريحة الاجتماعيّة الأكثر حاجة لخدماتها ؟!!
الوزير الذي لا يؤمن بحقوق الأيتام ويصرّ على طرد كلّ من يأتي حاملا شكواه إلى هذه الوزارة، نسي أنه ووزارته إنما وجدوا لخدمة هؤلاء الناس، بل يصرّ على تنكره لدور الوزارة في التنمية والرعاية الاجتماعية، ما يؤكد انّه غير جدير بهذا المنصب.
وكان الأولى برئيس الحكومة أن يختار لحقيبة التنمية الاجتماعية من يؤمن بدورها على الأقل، وعلى عزايزة أن يضغط في المستقبل باتجاه الحصول على حقيبة أخرى لا يظلم من خلالها الأيتام والفقراء والشرائح الاجتماعيّة الأكثر عوزاً.
امّا المنظمات الأهلية التي تعقد الندوات والحفلات للحديث حول الرعاية الاجتماعيّة و"إنجازاتها" فيما يتعلق بالأيتام، فلا يتدخل أيّ منها في مواجهة البؤس الذي ينتظر كلّ يتيمة تتخرج من دور الرعاية، فالخطابات وحفلات الشاي، هي كلّ ما تتقن هذه المؤسّسات عمله دون أن تحاول تأمين سقف يحمي اليتيمات من بؤس الشارع.
