2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

كارثة جديدة بنكهة العروبة!

حلمي الأسمر
جو 24 :

الصحافة الإسرائيلية ليست مصدرا موثوقا مائة في المائة، فقد أصابها ما أصاب الفساد، وبزنس السياسة، وما قصة هأرتس ونتنياهو ومحاولة «شراء» ذمة ناشرها عنا ببعيد، ومع هذا فنحن نقرأ فيها ما لا يمكن أن نقرأه في إعلام عربي، ومن هذا ما نشره موقع والا العبري، وهو موقع معروف في الكيان الصهيوني، مع 2.5 مليون زائر في الشهر، وأكثر من 20 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديو في الشهر، وأكثر من مليوني عضو على صفحته في الفيسبوك!

الموقع نشر أخيرا تقريراً عن مبادرة سياسية أمريكية عرضها الرئيس الأمريكي ترامب على محمود عباس، يفترض أن تقيم إطاراً جديداً للمفاوضات يقوم على مشاركة إقليمية عربية خلافاً لإطار المفاوضات السابق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومما يتوافر من معلومات نشرت سابقا، فهذا الإطار كان المفضل لرئيس وزراء الكيان، لأن كثيرا من المتغيرات وقعت في الآونة الأخيرة، حيث أصبح للكيان حلفاء حقيقيين في دنيا العروبة، وهو يأمل أن يؤثروا في مسار التفاوض، كونهم أقرب إليه من الطرف الآخر، وبالتالي ربما تفرض على الفلسطينيين حلولا هي أسوأ مما عرض في السابق بكثير، ما يعني تكفين الحقوق الفلسطينية، وتحويل ما يسمى «دولة» إلى مخفر لحراسة مصالح العدو، وعلى سيرة ال «دولة» نتذكر هنا ما قاله مسؤول صهيوني يوما، ليس مهما ما نسمي «الكيان» الفلسطيني، فليكن امبراطورية أو دولة أو أي شيء آخر، المهم أن يحرس مصالح إسرائيل!

وعودة إلى اقتراحات ترامب، حيث يقال حسب الموقع العبري أنها تقوم على تسعة مبادىء، وهي: على الفلسطينيين العودة إلى المفاوضات دون شروط مسبقة، ومشاركة عدد من الدول العربية الحليفة، ولن يكون هناك تجميد كامل للبناء الاستيطاني ولكن لن تقام مستوطنات جديدة، وعلى السلطة محاربة المقاومة ضد إسرائيل، إجراء تغيرات حقيقية في النظام التعليمي الفلسطيني وتغيير أسماء شوارع سميت بأسماء شهداء، مع وقف «التحريض» عبر وسائل الإعلام الفلسطينية، توقف السلطة عن دفع رواتب لأسر الشهداء والأسرى في السجون الإسرائيلية، التحقيق مع المشبوهين بالمقاومة لمعرفة من خطط للعمليات، ومن أرسلهم ومن زودهم بالسلاح والمواد المتفجرة، واعتقال كل من هو متورط وتقديمه للمحاكمة، إصلاحات في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بهدف وقف جدول دوام عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فهم يقسمون وقتهم لفترتين ويحصلون على راتبين شهرياً(!) والتوقف عن تحويل أموال إلى قطاع غزة لأن ذلك يساهم في تمويل مصروفات حركة حماس، ومقابل هذا، تتفهم أمريكا حاجة الفلسطينيين إلى مساعدات مالية، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتتعهد الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب على مواصلة دعمها لفكرة حل الدولتين، وأي دولتين، ونترك التعليق على هذه الشروط للنخب الفلسطينية والعربية، التي ترقب ما يجري، وما سيجري، منشغلة بأولوياتها الشخصية والمعيشية، فيما ينزلق الوطن العربي برمته إلى حافة هاوية لا يعلم أحد أين وما هو قاعها!

 
تابعو الأردن 24 على google news