من هو الشهيد مازن فقها؟
تعرض الأسير المحرر بصفقة وفاء الأحرار مازن فقهاء مساء يوم الجمعة 24 مارس للاغتيال من قبل مجهولين بمسدس كاتم للصوت برأسه بمنطقة "تل الهوا" جنوب مدينة غزة.
حياته:
ولد الأسير مازن محمد سليمان فقهاء في بلدة طوباس الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، بتاريخ 24 أغسطس 1979.
تلقى تعليمه الأساسي في طوباس، وارتاد المسجد وكان عمره 8 سنوات وبدأ بحفظ القرآن الكريم منذ صغره.
أكمل تعليمه الثانوي في طوباس ثم التحق بجامعة النجاح الوطنية في نابلس ودرس في كلية الاقتصاد، وانضم إلى صفوف الكتلة الإسلامية ومجلس الطلبة في الجامعة، وبات أحد أفراد حركة حماس "الصغار".
انضم للجناح العسكري للحركة وهو في السنه الثالثة الجامعية، وأكمل الدراسة وتخرج وهو مطارد من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال عام 2001.
المطاردة والاعتقال
اعتقل من قبل السلطة ثلاث مرات بحجة ورود اسمه في كشوفات المطلوبين من جهاز الCIAالأمريكي، بتهمة تنفيذ عمليات للمقاومة، وتم استجوابه عند جهاز المخابرات في المرة الأولى عام 2000، وتم اعتقاله لأكثر من شهر في 2001 ثم اعتقل أسبوع آخر في نفس العام.
وورد اسمه في صحيفة "يديعوت احرنوت" بشهر إبريل 2002 وبات مطلوبًا، ولم يعد إلى البيت منذ ذلك الحين لم تراه عائلته الا لحظات قليلة من أسبوع لآخر، فقد داهمت قوات الاحتلال لفترة طويلة بيته بحثًا عنه
وبعد فترة من المطاردة، جرى اعتقال فقهاء يوم الاثنين 5 أغسطس 2002 بعد حصار دام 6 ساعات، وتم هدم منزله بعدها بأيام قليلة.
ووجه إليه الاحتلال العديد من التهم، أهمها مشاركته في الإعداد لعملية القدس والتي كان منفذها عزالدين المصري من بلدة عقابا وكان زميله في الجامعة والحركة أيضًا.
ويتهمه بعملية صفد التي كان نفذها جهاد فلسطيني من الأردن، والتي قتل فيها العديد من الجنود الإسرائيليين كان جلهم من الخبراء في مفاعل ديمونا، والتي جاءت ردًا على استشهاد الشيخ صلاح شحادة، وقد حكم مازن تسع مؤبدات و50 عامًا إضافية.
كما شارك في عدد من العمليات في الأغوار ووادي المالح، وأبرزها عملية استشهادية عند مفترق جات قرب مستوطنة جيلو جنوب القدس المحتلة أدت لمقتل 19 إسرائيليًا.
تحقيق وتعذيب
قبع فقهاء مدة 40 يومًا داخل العزل الانفرادي و90 يومًا في التحقيق وتعرض لجميع أنواع التعذيب؛ حيث كان في بعض الأحيان يغيب عن الوعي.
وأفاد أسرى محررون أنه لم يعترف طوال فترة مكوثه بالتحقيق بأي شيء إلا أنه كان هناك شهود عليه من الضفة ومن قرية البعنة القريبة من صفد داخل اراضي ال 48 .
وتنقل داخل السجون ابتداءً من سجن هدر يم والتقى الكثير من الأسرى والقادة، ثم نُقل إلى سجن بئر السبع وبعدها إلى سجن "رامون" وبعدها إلى عسقلان حيث التقى العديد من الأسرى من الجولان السوري ومن غزة.
أسير داعية
وأتم فقهاء خلال فترة أسره حفظ القرآن الكريم في سجن بئر السبع وقام بتسميعه في سجن "رامون" وقد اخرج به أجازه مسنده بالعديد من الشيوخ.
وبات فقهاء يعمل على تحفيظ القرآن للأسرى والتسميع لهم بالإضافة إلى تدريس المواد الأخرى وخاصة المواد المتعلقة بتخصصه وهو إدارة الأعمال و العلوم السياسية..
كما تعلم اللغة العبرية كتابة ومحادثة، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية، وقرأ العديد من الكتب في مختلف المجالات وحاول التسجيل في الجامعة العبرية لإكمال دراسة الماجستير لكنه رفض أكثر من مرة.
أحد قادة القسام
وتحرر فقهاء من أسره بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وجرى إبعاده إلى غزة في واحدة من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع المحتل الإسرائيلي.
حيث أخلت المقاومة سبيل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج من سجون الاحتلال عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا تم إطلاق سراحهم على دفعتين.
وورد اسم الشهيد خلال الأعوام الأخيرة في الإعلام العبري على أنه أحد قادة كتائب القسام، والمسؤول عن العديد من الخلايا العسكرية التابعة لحركة حماس، والتي جرى اكتشافها مؤخرا في الضفة الغربية المحتلة.
وتم ربط اسمه بعملية اختطاف المستوطنين الثلاثة؛ التي نشب على إثرها عدوان 2012 "العصف المأكول" على قطاع غزة.
وفي مساء يوم الجمعة، 24 من مارس 2017 اغتال مسلحون مجهولون بالرصاص الأسير المحرر والقيادي في كتائب القسام مازن فقهاء، جنوب مدينة غزة.