تحرش بالبريد المسجل واغتصاب في المكتب!
حلمي الأسمر
جو 24 :
يصر أحد القراء في إربد أن يرسل لي رسالة بالبريد المسجل، وأتلكأ باستلامها، لأنها تقبع في احد أدراج بريد الوسط، الكائن وسط البلد، أو الداون تاون، ومشوار إلى ذلك المكان يحتاج لسحابة نهار كي ينجز، لأنك إن يممت إلى وسط عمان، لن تستطيع مغادرتها قبل ممارسة بعض الطقوس المحببة، اقلها التسكع في شوارعها المكتظة، وشرب كأس عصير طازج، وربما تتلو ذلك وجبه إفطار في هاشم، وصحن كنافة عند حبيبة، وشراء حاجيات لست بحاجتها، وخلافه!
حينما استلمت الرسالة المسجلة، عتبت على صاحبها، لأنها ستصلني بالبريد العادي، وسأستلمها من مكاتب الدستور، شأنها شأن كل الرسائل التي لا تضل طريقها، فلم هذه «الوسوسة» التي توحي بأن رسائل القراء لا تصلنا بالبريد العادي؟
المهم، الرسالة تتكون من ورقة واحدة صغيرة، كتبت على عجل وحرقة، وتشكو من شيوع ظاهرة تحرش الشباب بالفتيات أمام المدارس والجامعات والشوارع، ويشكو صاحبها أنه يتألم كثيرا من هذه الظاهرة، ويرى انه برسالته هذه يقوم بواجبه بالتبليغ عن المنكر، وبالتالي يسهم بتغييره، واقول له: وصلت الرسالة!
بمحض الصدفة، وفي اليوم التالي لتسلمي الرسالة، وقعت حادثة مناقضة تماما لحادثة أو حوادث التحرش، فالتحرش في الحالة الثانية كان معاكسا للشكوى، بل يمكن أن نسميه محاولة اغتصاب حقيقية!
ادرك تماما انها حالة غريبة ونادرة ومعزولة، ولا تمثلنا، ولا تنتمي إلينا ابدا ابدا، وليس لها أي دلالة على شيوع ما يماثلها، لكنها وقعت، وساقها لي أحد معارفي شخصيا، الذي كاد أن يكون ضحية، لولا... دخول الآذن، ومساعدته على تخليصه من «مهاجِمته» والقصة باختصار، ان إحدى زميلات المهنة تعرب عن رغبتها بزيارته في المكتب، الساعة الثامنة مساء، فيستغرب الأمر لكنه يظن خيرا، وينتظرها، وحينما تدخل إليه تبدأ بالشكوى من متاعب الحياة و «الحرمان» وما لف لفه، فيستمر صاحبنا بتجاهل إشاراتها المربكة، وتستمر هي في الغمز واللمز، إلى أن تصل ذروة الاستفزاز، دون ان يحرك صاحبنا شيئا فتلقي بنفسها عليه، وتبدأ بمحاولتها الآثمة... فيما صاحبنا الذي باغته الحدث يبدأ بدفعها عنها برفق، محاولا إقناعها بسوء ما تفعل، وفي الاثناء يصل الساعي حاملا صينية الشاي، فيمعن صاحبنا بدفعها، كي تصل الرسالة بوضوح كامل للآذن أن «معلمه» في مأزق، ويحاول التخلص ممن ألقت بنفسها عليه، فينحي الصينية جانبا، ويمسك بالمهاجمة من ظهرها ويرفعها عن «المعلم» ولكم أن تتخيلوا المشهد من بعد: حرج وانكسار، وأسف، فيما يقسم الساعي للمعلم، أنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وتغادر المهاجمة المكان في حالة عصبية مريعة، معربة عن الأسف مما جرى!
طيب!
شو بدك تقول يعني؟ اعتقد انه سؤال يرتسم على شفاه كثير من القراء، ولكنني لن أجيب، ولن «أتفلسف» كثيرا، فكلنا أو جلنا يعرف ما عليه أن يفعله، لتفادي التحرش بمفهومه الواسع، وبالاتجاهين!
(الدستور )
يصر أحد القراء في إربد أن يرسل لي رسالة بالبريد المسجل، وأتلكأ باستلامها، لأنها تقبع في احد أدراج بريد الوسط، الكائن وسط البلد، أو الداون تاون، ومشوار إلى ذلك المكان يحتاج لسحابة نهار كي ينجز، لأنك إن يممت إلى وسط عمان، لن تستطيع مغادرتها قبل ممارسة بعض الطقوس المحببة، اقلها التسكع في شوارعها المكتظة، وشرب كأس عصير طازج، وربما تتلو ذلك وجبه إفطار في هاشم، وصحن كنافة عند حبيبة، وشراء حاجيات لست بحاجتها، وخلافه!
حينما استلمت الرسالة المسجلة، عتبت على صاحبها، لأنها ستصلني بالبريد العادي، وسأستلمها من مكاتب الدستور، شأنها شأن كل الرسائل التي لا تضل طريقها، فلم هذه «الوسوسة» التي توحي بأن رسائل القراء لا تصلنا بالبريد العادي؟
المهم، الرسالة تتكون من ورقة واحدة صغيرة، كتبت على عجل وحرقة، وتشكو من شيوع ظاهرة تحرش الشباب بالفتيات أمام المدارس والجامعات والشوارع، ويشكو صاحبها أنه يتألم كثيرا من هذه الظاهرة، ويرى انه برسالته هذه يقوم بواجبه بالتبليغ عن المنكر، وبالتالي يسهم بتغييره، واقول له: وصلت الرسالة!
بمحض الصدفة، وفي اليوم التالي لتسلمي الرسالة، وقعت حادثة مناقضة تماما لحادثة أو حوادث التحرش، فالتحرش في الحالة الثانية كان معاكسا للشكوى، بل يمكن أن نسميه محاولة اغتصاب حقيقية!
ادرك تماما انها حالة غريبة ونادرة ومعزولة، ولا تمثلنا، ولا تنتمي إلينا ابدا ابدا، وليس لها أي دلالة على شيوع ما يماثلها، لكنها وقعت، وساقها لي أحد معارفي شخصيا، الذي كاد أن يكون ضحية، لولا... دخول الآذن، ومساعدته على تخليصه من «مهاجِمته» والقصة باختصار، ان إحدى زميلات المهنة تعرب عن رغبتها بزيارته في المكتب، الساعة الثامنة مساء، فيستغرب الأمر لكنه يظن خيرا، وينتظرها، وحينما تدخل إليه تبدأ بالشكوى من متاعب الحياة و «الحرمان» وما لف لفه، فيستمر صاحبنا بتجاهل إشاراتها المربكة، وتستمر هي في الغمز واللمز، إلى أن تصل ذروة الاستفزاز، دون ان يحرك صاحبنا شيئا فتلقي بنفسها عليه، وتبدأ بمحاولتها الآثمة... فيما صاحبنا الذي باغته الحدث يبدأ بدفعها عنها برفق، محاولا إقناعها بسوء ما تفعل، وفي الاثناء يصل الساعي حاملا صينية الشاي، فيمعن صاحبنا بدفعها، كي تصل الرسالة بوضوح كامل للآذن أن «معلمه» في مأزق، ويحاول التخلص ممن ألقت بنفسها عليه، فينحي الصينية جانبا، ويمسك بالمهاجمة من ظهرها ويرفعها عن «المعلم» ولكم أن تتخيلوا المشهد من بعد: حرج وانكسار، وأسف، فيما يقسم الساعي للمعلم، أنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وتغادر المهاجمة المكان في حالة عصبية مريعة، معربة عن الأسف مما جرى!
طيب!
شو بدك تقول يعني؟ اعتقد انه سؤال يرتسم على شفاه كثير من القراء، ولكنني لن أجيب، ولن «أتفلسف» كثيرا، فكلنا أو جلنا يعرف ما عليه أن يفعله، لتفادي التحرش بمفهومه الواسع، وبالاتجاهين!
(الدستور )