لا للتدخل العسكري الاردني في مستنقعات الصراع في اقليم يحترق

يجري مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية استطلاعا حول دخول الاردن في حرب برية ضد تنظيم "داعش" والمنظمات الارهابية الاخرى أم لا.. مهما كانت نتيجة الاستطلاع فإن وقفة جدية مدروسة وموضوعية ومتأنية لا بد منها من قبل صانعي القرار ..وذلك شريطة أن يتمتع صانعو القرار بإلمام شامل عما يجري قرب الحدود الاردنية شمالا وشرقا ..وبإلمام كافي عما يجري في عمق دول الجوار من تحولات وتداعيات الحرب هناك .. لقد نجح الاردن في الحفاظ على حياده النسبي أو كاد ولم يتدخل مباشرة في الحرب ..ولم يقحم جيشه بذريعة محاربة الارهاب ..وهذا مقبول حتى الأن ويحظى بتأييد شعبي معقول ..

أما بالنسبة لإجراء مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية استطلاعا حول دخول الاردن حربا ضد الارهاب فهذا أمر ينطوي على نوع من التحريض غير المباشر .. وهنا أستطيع الزعم بأن شعبنا لا يريد إقحام جيشنا الوطني في حروب خارج أراضيه مهما كانت التسميات والدوافع لتبرير ذلك ..إن مهمة جيشنا العربي وقواتنا المسلحة هي الذود عن حياض الوطن والحفاظ على حدوده آمنة مستقرة وعدم التدخل في شؤون دول الجوار او غيرها سواء في حروبها المحلية أو في حربها ضد الارهاب ..المهم أن لا يقف الاردن متفرجا ومكتوف الايدي على الارهاب عند حدوده ..على أي حال لقد أعلنها الاردن صريحة واضحة أن محاربة الارهاب واجب مقدس وضرورة وطنية وقومية وإنسانية للحفاظ على أمن الوطن والشعب وفرص التنمية والإعمار .. ولكن ليس خارج أراضيه ..

لقد حاولت جهات مختلفة اقليمية ودولية دفع الاردن لتوظيف جيشه في الحروب الناشبة في دول الجوار ..لكن الأردن امتنع عن ذلك رغم الضغوط التي تعرض لها ..ذلك أنه يرى ان الشعوب في دول الجوار هي التي يجب أن تقرر مصيرها وتقرر نوعية نظام الحكم في بلادها ..وهي التي تقرر وتختار قيادتها عبر صناديق الاقتراع بمنأى عن أي تدخل في شؤونها ..كما أنها المسؤولة عن تحقيق الامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية في ربوع بلدانها ..أما الذين يسعون لتفتيت البلدان العربية من خلال دعم الارهاب وتدمير المنشآت المدنية فيها والعمل على إبادة شعوبها فسيرتد كيدهم إلى نحورهم عاجلا أم آجلا..