تأخير غير مبرر لتعدين الخامات الاردنية..

هناك مقولة غير دقيقة مفادها ان الاردن لا تتوفر لديه خامات وموارد طبيعية بشكل تجاري، فالدراسات المتاحة لدى نقابة الجيولوجيين الاردنيين تؤكد وجود موارد طبيعية بكميات وافرة يمكن تعدينها حيث توفر فرص عمل كثيرة وترفع قيمة الصادرات وتعزيز الرصيد الجاهز من العملات الاجنبية، كما يرفد الخزينة بإيرادات كافية بما يساهم في جسر العجز الذي يتحول الى ديون فاقت التوقعات ووضعت الاقتصاد الوطني في وضع صعب.

فالاردن ضمن نادي دول العالم من حيث البوتاس والفوسفات ومنتجاته المختلفة والصخر الزيتي الذي يقدر بحوالي 80 مليار طن ويوفر اذا تم تعدينه الغاز الطبيعي والكبريت والنفط الخام، كما تتوفر خامات النحاس بكميات تقدر بـ 900 الف طن في منطقة محمية اودية ضانا وابو خشيبة وفينان، والرمل الزجاجي المستخدم في صناعات مختلفة، وكذلك خامات اليوارنيوم المتاحة في منطقة سواقة ويقدر مخزون الاردن بنسبة 3% من المخزون العالمي، وقبل ست سنوات باشر الاردن بالتنقيب عن اليورانيوم المتاح في طبقات قريبة من السطح، وكان المتوقع ان يصل الاردن الى الكعكة الصفراء قبل عامين، الا ان الموضوع اصبح طي الملفات بعد انفاق عشرات الملايين من الدنانير من التنقيب.

اما الغاز المسال المتاح في حقل الريشة تم انفاق نحو 350 مليون دولار من شركة بي بي البريطانية لتطوير الحقل وكانت الاخبار التي تصدر عن الشركة بأن الحقل مبشر مع توفر كميات كبيرة وان الحفل شارف على الاكتمال والاحتياطي كبير، وفي غمضة عين ودون مقدمات انسحبت الشركة البريطانية من المشروع بعد 36 شهرا من العمل معلنة فشل عملياتها، وانخفضت عمليات الانتاج في الحقل بشكل غير منطقي علما بأن غاز الشركة لازال بكرا كما يؤكد خبراء ومختصون، وعادت شركة البترول الوطنية الى المربع الاول في العمل بالحقل.

اما الرمل الزجاجي الذي استثمر وفق تقنيات قديمة قبل عقود اخفق بعد سنوات علما بأن المخزون من هذه المادة قادر على تلبية كامل الاحتياجات المحلية ويؤسس لصناعة حقيقية تصديرية لمنتجات مختلفة من الزجاج الى معدات حفر الابار النفطية وغير ذلك من المنتجات ويساهم في توفير فرص عمل حقيقية في محافظات الجنوب.

خامات النحاس والذهب المؤكدة في محافظات الجنوب منسية دون مبررات، اذ تقدر قيمة مخزون النحاس بحوالي سبعة مليارات دولار ويؤسس لصناعة حقيقية، اما الصخر الزيتي له قصة والف قصة، الا ان الثابت انه يؤكد انه قادر على نقل الاردن لقائمة الدول المصدرة للنفط والغاز والكبريت في حال تعدين حقيقي لهذه الخامات المتوفرة بكميات هائلة..مرة اخرى لا مناص من استثمار الموارد الطبيعية وتعميق الاعتماد الذاتي المنشود.