اسماء تجارية تسيء للغة العربية..
عانت الجزائر الامرين بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي في العام 1962 بعد 130 سنة الاستعباد، فاللغة العربية كانت شبه غائبة جراء طول فترة الاستعمار، فاستعادة اللغة استغرق وقت طويلا والاصعب من ذلك استخدام كلمات فرنسية معربة في السجل التجاري واللوحات الاعلانية امام المحلات، وبعد عقود تم تحسين الوضع وتم الزام اصحاب الاعمال باستخدام اللغة العربية، وبالمناسبة اصعب استعمار في المنطقة العربية كان في الجزائر بعد الكيان الصهيوني في فلسطين التاريخية نظرا لطول الفترة الزمنية، وتوافد اعداد كبيرة من الفرنسيين للاستيطان والاستثمار والعمل في الجزائر.
اللغة العربية عريقة في المجتمع الاردني فالبداوة حافظت على اللغة والشعر ونمط الحياة، وكانت المسلسلات البدوية الاكثر قبولا في المنطقة العربية لاسيما في دول المغرب والخليج العربي واستمر ازدهار الانتاج الفني الاردني حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، وكانت من اهم رسائل هذا الانتاج التلفزيوني اللغة العربية الجيدة والمتقنة، الا ان الفضائيات العربية انحرفت في اهدافها واصبحت تقدم محتوى عدواني وضعيف بهدف النيل من تاريخ شعوب المنطقة والتأثير على واقعها، فالمنطقة العربية بشكل عام تعاني اليوم من ازمات متلاحقة في المحتوى لكافة القطاعات.
الاردن الذي كان ولازال حاضرا في وجدان العرب ، يشهد انحرافا خطيرا في التعامل مع اللغة العربية، اذ هناك الالاف من الاسماء التجارية والمقولات الاعلانية التي تعلق في الشوارع والمباني والمحال التجارية هي غريبة عن اللغة العربية..منها على سبيل المثال كهوة ( قهوة) كال ( قال )، وفر عحالك ( وفر على حالك )، اهونجي (قهوجي)، بيييييج تيييييستي ( طعم كبيييير ) والمساحة لاتسعف لتسجيل مخالفات تسيء للذوق العام وتضر اللغة العربية التي انزل فيها القرآن هدى للناس في العالم، والاسوأ من كل ذلك استخدامات المراسلات على مواقع التواصل الاجتماعي بما يعرف بالارابيزا، وهي لا لغة عربية ولا انجليزية.
هذا الاسفاف يتطلب تدخل السلطات المختصة في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، والبلديات بحيث ترفض اية لوحة اعلانية او يافطة تحمل مثل هذا النوع من الكلمات التي تتغول على ذوق وحقوق من يشاهدها، خلال عقود وسنوات ماضية كانت الجهات المختصة تدقق كثيرا في اللوحات وترفض اي منها يسيء او يخرج عن اللغة العربية.
الترويج..هو بالخدمة وجودة المنتج ( السلعي والخدمي ) اما بالطرفة السمجة فهي تسخف اللغة العربية التي نعتز بها، وان ما يستشري في العاصمة ومدن رئيسية يعد تجاوزا فظا يتطلب المعالجة ووقف هذا السيل من الاعتداءات على اللغة التي تدون التاريخ والجغرافيا وتساهم في بناء الشخصية العربية لاسيما الجيل الجديد.الدستور