سلامة العكور يكتب: هل وأدت الانظمة العربية النخوة وروح التضامن مع الأسرى الفلسطينيين
جو 24 :
كتب سلامة العكور -
ليست أنظمة الحكم العربية وحدها التي تخلت أو تكاد عن القضية الفلسطينية التي كانت قبل عقد من الزمن تعتبر القضية المركزية ولها الأولوية على جميع قضايا المنطقة .. بل أن الشعوب العربية وبخاصة شعوب المشرق العربي هي أيضا صامتة صمت القبور ومستسلمة وكأن تغييب القضية الفلسطينية عن أجندتها قدر لا مرد له ولا حول ولا قوة لها للقيام بشيءمن التصدي لجبروت وطغيان وغطرسة العدو الصهيوني ..والعمل مجتمعة ليس على دحر الإحتلال الصهيوني عن الاراضي الفلسطينية والعربية بل لوقف عمليات ابتلاع المزيد من هذه الاراضي ..
ألله أكبر ..ألله أكبر حتى لم نسمع ان عاصمة عربية أعلنت عن تضامنها مع اضراب "1600" أسير فلسطيني عن الطعام لأكثر من"25"يوما ..مما يعرضهم للموت المحقق ..ولم تنبس ببنت شفة تنديدا وإدانة لظلم وقسوة هذا العدو العنصري الفاشي ..وكأن الأسرى المضربين عن الطعام لمقاومة الاحتلال الصهيوني بأمعائهم الخاوية من بلاد الماو ماو ..
ألله أكبر أليس العرب أخوة ؟!. هل وأدت أنظمة الحكم العربية النخوة وروح التضامن لدى شعوبها ؟!..لقد سمعنا عن تظاهرات حاشدة في عواصم أجنبية تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين ولم تتحرك عاصمة عربية مشرقية لإظهار شيء من هذا التضامن أسوة بمافعلته عواصم عربية مغربية كتونس والجزائر ..مما يشجع حكام تل أبيب على التنكيل بالشعب الفلسطيني والبطش الممنهج بمناضليه وشن حملات الاعتقال في صفوفهم وزجهم في عتمة السجون على أمل إذلالهم ..ولكن الدم الفلسطيني الطاهر يأبى الإذعان لإرادة هذا العدو الفاشي ..ويأبى الأسرى التسليم لظلم وجبروت وقسوة سجانيهم ..ويعلنون مطالبهم العادلة والانسانية لعل طلائع أمتهم العربية وقوى التحرر في العالم يرأفون بحالهم ويمارسون شيئا من الضغوط على العنصريين الصهاينة للتخفيف من معاناتهم وأوجاعهم..
لقد وصلت القضية الفلسطينية إلى حالة التغييب والاهمال بسبب الرهان على الدور الامريكي المنحاز بالمطلق لإسرائيل والمؤيد دائما لسياستها العدوانية ولأطماعها التوسعية في الاراضي الفلسطينية والعربية ..وكذلك الرهان على المفاوضات العدمية مع العدو الصهيوني المتغطرس ، فإن كلام الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله يحضر :"ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "..وهذا العدو العنصري لا يعرف سوى لغة القوة ..وهنا أزعم أن وضع حد للإنقسام الفلسطيني وتحقيق وحدة الصف ووحدة الموقف ووحدة الكلمة سيجبر حتى أعتى اليمين الصهيوني المتطرف على مراجعة حساباته وردعه ..وان خطف جندي اسرائيلي أو اثنين سيجبر هذا العدو المتعنت على الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين وسيكف عن تعذيب الآخرين في سجونه ..وشعب الجبارين لا تعوزه الشجاعة والوسيلة للقيام بذلك ..ولتبكي أمهات الجنود الصهاينة كما تبكي أمهات الأسرى الفلسطينيين ..والبادي أظلم ..