رحلة باسمة الى التجميل غير الآمن انتهت بكارثة... اتهامات متبادلة بالتشويه والابتزاز!
بعدما قصدت باسمة ن. مركزاً للتجميل في الشمال، وهمّها أن تضفي مزيداً من النضارة على وجهها، انتهى الأمر بتشوّهات غيّرت ملامحها، بعد حقنها بمواد أدت الى انتفاخ غير طبيعي استلزمَ دخولها المستشفى ستة أيام، لتبدأ رحلتها الطويلة مع العلاج، والتي لم تنتهِ منذ ثلاثة أشهر الى الآن.
رحلة في الجحيم
ابنة السابعة والثلاثين لم تكن تنوي كما قالت والدتها لـ"النهار" القيام بأية عملية تجميل أو حقن لوجهها، لكن بعدما قصدت صيدلية في الشمال مرات عدة لشراء الأدوية، اقنعتها الصيدلانية بأن تقصد مركز شقيقتها للتجميل أسفل الصيدلية للاعتناء بوجهها. ورغم انه لم يكن بحاجة الى ذلك، الا انها ارتكبت غلطة حياتها وذهبت برجليها وكل أملها ان تضيف لمسة نضارة عليه. وأضافت: "ندى أ. هي صاحبة المركز، أجرت لها جلسة علاج ميزوتيرابي في شهر اذار الماضي، ظهر على اثرها "دبغ" في منطقة الذقن، فتوجهت الى المركز مجدداً بعد يومين، وأجرت لهاPRP الذي يقوم على فصل البلازما عن الدم وحقنها بالوجه من أجل التخلص من كل الشوائب. ولم تكتفِ بذلك، بل حقنتها بمادة الفيليرينا المخصصة للاستعمال الخارجي. النتيجة كانت كارثية، تورّم في الوجه وصلَ الى حدّ انها لم تعد تتمكن من فتح عينيها. سارعنا بها الى مستشفى النيني، مكثت فيه ستة أيام والى الآن لا تزال تعاني من وجود تكتلات تحت الجلد".
مضاعفات جسيمة
"عندما علمت ندى أن الأمور وصلت الى هذا الحد سارعت الى سحب المواد من المركز، لا سيما انها لا تملك شهادة طب كما ادعت بداية، اذ بعدما اكتشفنا أمرها أبلغتنا انها تملك شهادة في الصيدلة من الجامعة الأميركية. استفسرنا عن الموضوع، فتبيّن انها درست سنتين فقط في هذا المجال، وانها حائزة شهادة بيولوجي ليس اكثر"، بحسب الوالدة.
الطبيب الشرعي الدكتور سامي القواس اكد في تقريره الصادر في الخامس من الشهرالجاري انه "حصلت عند المصابة مضاعفات حادة وغير طبيعية، منها التهابات عدوية والتهابية وتحسسية مع كتل تورمية بأحجام دون 1 سنتم في جميع انحاء الوجه بالرغم من مرور بضعة اشهر ". واضاف: "في النتيجة نعتبر ان ما حصل مضاعفات جسيمة في الوجه بعد اجراء علاج الميزوتيرابي، وهي عبارة عن حقن صغيرة من مستحضرات حميدة وبسيطة والتي يجب ألا تسبب مضاعفات كبيرة، واذا حصل تهيّج وآثار جلدية يجب ان تزول بعد مرور أسبوعين عادة، لكن حصول مضاعفات جسيمة قد يكون بسبب استعمال مستحضرات غير متطابقة للمعايير والمقاييس المعترف بها عالميا".
الملف أمام القضاء
قبل يومين اجرت باسمة صورة لوجهها اظهرت وجود 7 الى 8 ملم من المواد المجمدة تحت الجلد، ومع ذلك ترفض التقدم بشكوى الى وزارة الصحة لانه كما لفتت الوالدة "تم اخفاء ادوات الجريمة، ونكتفي بالدعوى اليوم امام النيابة العامة". وشرحت: "لم تكن باسمة تنوي ان ترفع دعوى على ندى، كان همها ان تشفى، ولكن بعدما شاهدت حملة الترويج التي تقوم بها لنفسها على صفحتها في فايسبوك، كتبت لها ان ترحم الناس وان تتوقف عن تشويههم، لان خطأها لم يتوقف عليها بل تكرر مع فتيات عدة، حينها رفعت دعوى على ابنتي وعليهن في مخفر التل، وتم الزامهن بتوقيع تعهد بعدم تشويه اسمها، ما دفع باسمة الى التقدم بدعوى عطل وضرر وتشهير وتزوير أمام النيابة العامة، لا سيما ان ندى تتهمها بابتزازها مالياً، عدا عن سحبها لملفها الطبي من المستشفى، وها نحن اليوم ننتظر حكم القضاء بيننا".
مصدر في وزارة الصحة أكد لـ"النهار" انه "بعد اتصال تلقته الوزارة، تم ارسال مندوبين كشفوا على الصيدلية، اذ لم يتم ابلاغنا عن المركز، وعلى المتضررة ان تقوم برفع الدعوى امام الوزارة التي ستتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة، ذلك انه لا يحق لمن حاز شهادة صيدلة ممارسة هذا النوع من العلاجات".
اما ندى وبعد أن أدلت بحديث الى"النهار"، عادت وتراجعت، رافضة النشر، لكن حفاظاً على اظهار وجهة نظرها وحرصاً على حرية التعبير وحق الاعلام في الوصول الى المعلومة والعمل بموضوعية، ننشر انها أكدت اجراء علاج الميزوترابي لباسمة في شهر آذار الماضي شارحة انه "علاج طبي سهل، لا علاقة له بالحقن، ولا يحتاج الى شهادة لعمله، أعطى مفعولاً رائعاً على وجه باسمة الذي ظهر كالمرآة تحديداً يوم الثامن من نيسان حيث نشرت صوراً لها على فيسبوك، قبل ان اتفاجأ بقدوم شخص يدعى رامي ويطلعني أنها تعاني من ضرر في وجهها، طلبت منها ان تتصل بي عبر الكاميرا لأرى ما حصل لكنها رفضت".
ما يحصل بحسب ندى يتمحور حول عملية ابتزاز مالي وقالت " طلبت مني 100 الف دولار كي تتوقف عن التشهير بي، رفضت فأنا لم اخطىء بشيء، وما حصل معها تحسس قد يصيب اي انسان، لا بل لم تطلعني انها حقنت وجهها بمادة الفيللر لدى سيدة لا تملك شهادة تمارس المهنة في منزلها، وذلك قبل اسبوع من علاجها في مركزي". وأضافت ان " الملف ختم في وزارة الصحة بعد الكشف الذي اجراه 4 من مندوبيها على المركز تأكدوا من حيازتي على شهادتي الصيدلة والبيولوجي من الجامعة الاميركية، وقريبا سأحوز على شهادة في الطب".
فقدت باسمة بسمتها الى حين الانتهاء من علاجها، وعودتها الى طبيعتها وجمالها، لكنها قدمت درساً لجميع السيدات ألا يقدمن على قطع تذكرة الى عالم الجمال قبل التأكد من سلامتها!