2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مكافأة القرضاوي!

حلمي الأسمر
جو 24 :
الشيخ يوسف القرضاوي شخصية إشكالية، له مواقف جريئة جرت عليه لعنات وشتائم وحتى إهدار دم، لا يوجد رجل يخلو من العيوب، ولا نزكي على الله أحدا، مواقف الشيخ من حريات الشعوب وجهاد أهل فلسطين أثارت وتثير عليه الكثير من الشغب، وليس «تسجيله» في قائمة «الإرهابيين» إلا مكافأة له على هذه المواقف تحديدا!
القرضاوي شيخي وشيخ ملايين المسلمين السنة حول العالم، واعتز به وأشعر ان كل من يتطاول عليه يمسني شخصيا، وما يصدر عنه من آراء وفتاوى معتبرة لدي، وهو يكاد يكون أرفع مرجعية سنية في هذا العصر، وله مصداقية يحترمها الملايين، أما آراؤه السياسية فهي تنبع من رؤية شرعية معتبرة، ولا يلقي كلامه مرسلا بلا دليل، من الممكن أن تختلف معها، لكن هذا لا يغير من قيمته ومكانته العلمية شيئا.. بل يمكن أن يكون في حياته الخاصة ما يؤخذ عليه، لكن هذا الأمر لا يمس مكانته العلمية، ومرجعيته المهمة في حياة المسلمين اليوم..
أشعر بأسى عميق وأنا أرى الإعلام وقد امتلأ بشتائم واتهامات لهذا الشيخ الجليل لأنه صدع بكلمة الحق، أو لنقل ما يعتقد أنه الحق، وهذا حقه وليس لأحد أن يسلبه هذا الحق، وله أن يقارعه الحجة بالحجة لا أن يلجأ لشتمه أو رميه بالخيانة، أو صرف ادعاءات غريبة منسلخة عن العقل والمنطق!
من يهاجم الشيخ القرضاوي، فئات موتورة بلا استثناء، كما كتبت يوما، منهم من لا يؤمن أصلا بالإسلام فهو مارق منه، وقد وجد في مهرجان الاجتراء على عالم فاضل وكبير كالقرضاوي فرصة سانحة لتفريغ أحقاده السوداء على هذا الدين وأهله، فطفق يكيل له الشتائم الوضيعة التي تكشف حقده على هذا الدين، ومنهم طائفيون متطرفون يرون في أهل السنة فئة من الكفار الضالين، ووجدوا في تصريحات القرضاوي خاصة تحذيره من حملات التشييع في أوساط السنة مناسبة جيدة للانتقام منه وتصفية حسابات قديمة معه، مع أنه لا يكفر الشيعة ويتخذ موقفا معتدلا منهم ومن اشد دعاة التقريب او التفاهم بين المذاهب، وقد اغلظ الشيعة في قولهم ضد الشيخ الجليل، وكشفوا عن طوية سوداء حاقدة على أهل السنة..
ثالث فئات من يهاجم الشيخ هم من سقط القوم الباحثين عن الفجور والانسلاخ من أي خلق أو دين، وهؤلاء تفننوا في السخرية منه وشتمه، وبصراحة هؤلاء لا يعتد بهم ناهيك عن رأيهم!
أما رابع هذه الفئات فثلة من مشايخ السلاطين وهؤلاء أوسعوا الشيخ شتما وطالب بعضهم بطرده من هيئة كبار العلماء، وسحب الجنسية منه(!) وبدأوا ينهشون سيرته العلمية الحافلة، كما تفعل الضباع الجائعة التي تتقافز لنهش أسد شامخ، ولم يرعو بعضهم عن قذفه بصفات شتى لا تليق بمعمم بل تخرجه إلى دائرة الزعران والسوقة!
والغريب أن كل هؤلاء يتساوقون مع من يهاجم الشيخ من الأعاجم من صهاينة وغيرهم، وهؤلاء كثر، ومنهم جلفورد مي -رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن، حيث خص في مقال نشره في النسخة الإنجليزية لموقع صحيفة إسرائيل اليوم العبرية، بالهجوم برنامج الشريعة والحياة الذي يتم عبره إجراء مقابلات مع الشيخ يوسف القرضاوي، مشيراً إلى أن القرضاوي أصدر فتوى تُلزم المسلمين بالسعي لقتل الجنود الأميركيين في العراق، علاوة على امتداح التفجير الذي أودى عام 1983 بحياة 241 من قوات المارينز في بيروت. وزعم الكاتب أن القرضاوي برز بشكل خاص في تمجيده الزعيم النازي أدولف هتلر واعتبار أن ما قام به ضد اليهود هو عقاب إلهي، وتشديده على أن المرة القادمة سيكون عقاب اليهود على أيدي المؤمنين من المسلمين، وأوضح أن القرضاوي حرَّض على توسيع دائرة حكم الإسلام ليشمل الشرق والغرب وصولاً لإقامة دولة الخلافة الإسلامية.

تابعو الأردن 24 على google news