تمويلات مطلوبة لمشاريع البنية التحتية...
وقّع الأردن قبل عامين على اتفاقية تأسيس البنك الآسيوي كعضو مؤسس، وتركز أولويات عمل البنك على تطوير البنية التحتية المستدامة والربط البيني للدول وتحفيز رأس المال الخاص، ويولي قطاعات الطاقة والكهرباء والمواصلات والاتصالات والمدن المستدامة والبنية التحتية الريفية والتنمية الزراعية والمياه والتطوير الحضري اهمية فائقة، وان الاردن بحاجة ماسة لتمويل مشاريع البنية التحتية من النقل والطاقة والطرق والسكك الحديدية بما يؤدي الى تحسين بيئة الاستثمار وتسريع وتائر التنمية والاقتراب من التنمية المستدامة في ظل ظروف اقتصادية ومالية شديدة الصعوبة، لاسيما وان الاردن يعاني ارتفاع معدلات البطالة والفقر وتضرر قطاعات حيوية في مقدمتها منظومة النقل وخصوصا قطاع نقل الركاب العام.
هذه المقدمة ضرورية والاردن يستقبل نائب رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لشؤون السياسات والاستراتيجيات جواكيم فيلكس جوتليب فون امسبيرغ، فالاردن يعاني في الحصول على تمويلات لمشاريع البنية التحتية في ظل عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار في هكذا مشاريع التي تحتاج لرؤوس اموال ثقيلة، وتستغرق سنوات طويلة لاسترداد رأس المال المستثمر، وفي الغالبية العظمى من دول العالم يقوم القطاع الحكومي بتنفيذ هذه المشاريع او يساهم في القسم الاكبر منها، علما بأن القطاع العام المحلي تباطأ كثيرا في تنفيذ مشاريع البنية التحتية جراء نقص الاموال المتاحة للاستثمار.
رأسمال البنك الاسيوي كبير اذ يبلغ 100 مليار دولار ويقدم تمويلاته وفق معايير عادلة من حيث تكاليف الاموال، والاهم من ذلك ان تقديم التمويلات لايرتبط بشروط ووصفات مسمومة كما تشترط مؤسسات تمويل دولية في مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين ومؤسساتها، لذلك علينا اغتنام فرصة زيارة نائب رئيس البنك الاسيوي وتقديم المشاريع الاساسية ذات الاولوية منها عرض رزمة متجانسة ومتنوعة لبناء نظام نقل ركاب عام عصري يشتمل على السكك الخفيفة والانفاق، ومد انابيب داخلية لنقل النفط الخام من العقبة الى مصفاة البترول في الزرقاء لخفض الكلف وتقليص الفاقد وحماية الطريق الدولي بين العقبة وعمان ثم الى الزرقاء.
باحتراف ومهنية يفترض ان نعرض المشاريع الحيوية دون التركيز على الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الاردني في اقليم مضطرب فالعالم يعرف تماما ما نواجهه، من اغلاق الحدود ولجوء السوريين وغيرهم، وان التخفف من هذه الصعوبات يمكن ان يتم بإطلاق مشاريع كبيرة تساهم في توفير المزيد من فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة، وكما يقول المثل الصيني رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة، ونأمل ان تكون هذه الخطوة الاردنية جريئة ومنتجة.