2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مقاطعة شعبية وتطبيع رسمي!

حلمي الأسمر
جو 24 :

يلجأ الناس عادة إلى مقاطعة سلع وخدمات للتأثير في أسعارها، وقد عرّفتها الأمم المتحدة في ميثاقها المادة 41، بقولها أنها: وقف العلاقات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية، وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كلياً. ويعرّف الاقتصاديون المقاطعة بأنها أسلوب ومجموعة من الممارسات التي تتخذها الجماعة أو البلد، في عدم التعامل اقتصادياً مع طرفٍ ما، يقصد بذلك الضرر به، لحمله على تغيير موقفٍ أو سياسة تجاه الجماعة أو البلد، فهي، بالتالي، فعل مألوف في التاريخ البشري، ومشروعٌ دوليا، وتاريخيا، وإنسانيا. ومن الصعب تجريمه وفق القانون، حتى لو تمّت شيطنته إسرائيليا وأميركيا. إنها تعبير عن قوة الضعف كطريقة ناجعة للتغلب على ضعف القوة، في مواجهة جبروتٍ له نقطة ضعفه هو الآخر.

-2-

هذه الأيام، (9 تموز) تسدل حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) الستار على أعوامها الاثنتي عشرة الحافلة بالإنجازات والانتصارات وتخطي التحديات، وتواصل مسيرتها، برغم التشظّي والتجزئة، والاستعمار-الاستيطاني الصهيوني، والفصل العنصري (الأبارتهايد) والاحتلال، والتشريد والتطهير العرقي، وحصار غزة، نجح هذا التحالف الوطني العريض الشعبي في الوطن المحتل والشتات في التغلب على المصاعب الجمّة والتكاتف وفي المضي قدماً في النضال من أجل استعادة حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة والمساواة والكرامة، واستفادةً من تجارب النضال الشعبي حول العالم من جنوب أفريقيا ضد نظام الأبارتهايد إلى حركة الحقوق المدنية الأمريكية، في عام 2005، أطلقت القوى والنقابات والاتحادات الشعبية وأطر اللاجئين، والتي تمثل الفلسطينيين في كل مكان، تساندها حركة شعبية عربية وأجنبية في شتى الأقطار، نداءً يطالب ذوي الضمائر الحية والحرة في العالم بعزل نظام الاضطهاد الإسرائيلي المُركّب لدعم نضال الشعب الفلسطيني العادل من أجل حقوقه غير القابلة للتصرف. تدعو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، بقيادتها الفلسطينية وامتداداتها العالمية، إلى القيام بحملات مقاطعة وسحب استثمارات على الصعد الأكاديمية والثقافية والاقتصادية والرياضية ضد نظام الاستعمار الإسرائيلي، والضغط على الدول لاتخاذ عقوبات فعالة ضد إسرائيل حتى يمارس كل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، بما يشمل عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.

-3-

حققت حركة المقاطعة إنجازات كبرى هذا العام، حصرها موقع المقاطعة على شبكة الإنترنت، وهي دليل على فعالية هذا النشاط، في الوقت الذي يتزامن مع «تطبيع» رسمي عربي، مرفوض شعبيا، ويجري ضد حركة التاريخ، وسيسهم في إيصال الصراع مع الاحتلال إلى ذروته التي تؤذن بانتهاء الاحتلال على أي نحو من الأنحاء، ولا نعلم على وجه التحديد كم ستستمر فترة الذروة هذه، لكن من المؤكد أنها ستنتهي بانتهاء هذا الكابوس المسمى إسرائيل، حتى وإن رأى البعض أن كلامنا هذا هو ضرب من المستحيل!

 
تابعو الأردن 24 على google news