2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

غزة الجديدة بين تثبيت الانقسام الفلسطيني والوحدة

جو 24 :

حتى عام 2007 كان مفهوم القضية الفلسطينية في قواميس السياسة الدولية والإقليمية وفي المنطقة, يعني الضفة الغربية وقطاع غزة, لكن حماس رسخت اختزال مفهوم القضية الفلسطينية بالضفة الغربية ,وكافة المبادرات الدولية الخاصة بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين أصبحت بمضامين تتعلق بالضفة فقط (الاستيطان والأمن ,الانسحاب من الأراضي , الدولتين ….الخ), فيما يتم التعامل مع حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة المُحرر, في إطار مفاهيم( الإرهاب والأمن, تشديد او خفض إجراءات الحصار, الأنفاق والسلاح , احتمالات الحرب الجديدة, مفاوضات لتبادل الأسرى, وبالتزامن مع انعكاسات الحصار الإنسانية لسكان القطاع )وهناك الكثير من التقارير الدولية التي تؤكد الوضع الكارثي الإنساني في القطاع.

أيام وتبدأ ترجمات اتفاق حماس والقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان, بإشراف من السلطات المصرية ,لإدارة قطاع غزة , يفترض ان ينقذ القطاع وينهي الحصار, وربما يعيد القطاع باعتباره الشق الأهم من القضية الفلسطينية,لكن تساؤلات كثيرة تُطرح حول آفاق هذا الاتفاق ومالآته,ارتباطا بالوضع الفلسطيني والإقليمي والدولي. تطبيقات الاتفاق الاولية بدات فعليا, من خلال تزويد القطاع بالمحروقات الخاصة بادامة الكهرباء, وفتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر , والبدء بمشروع المنطقة الحرة بين الجانبين, وعودة بعض كوادر القيادي محمد دحلان (سمير مشهراوي) الى غزة, وربما كوادر اخرى من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني من تيار دحلان وكوادر وعناصر الامن الوقائي, وهو ما يعطي مؤشرات جدية حول الاتفاق ,خاصة وانه تم التوقيع عليه من قبل شخصية مهمة في حماس وهو يحيى السنوار, القائد العسكري لكتائب القسام ,الجناح العسكري لحماس,كما انه أول قرار لقيادة حماس داخل غزة, في الوقت الذي كان فيه قرار حماس تاريخيا مرهونا لقيادة الخارج ,يعكس توجهات بلد الإقامة في إطار الصراعات الإقليمية والدولية,سواءا كانت سوريا وإيران ولبنان او قطر.
وفي تفاصيل الاتفاق يبدو ان الرئيس الفلسطيني عباس وحركة فتح هما الطرفان الأكثر خسارة , فيما حماس ودحلان هما المستفيدان منه, فمن جانبها حماس احتفظت بالإدارة الأمنية والداخلية للقطاع مع رفع الحصار ووجهت ضربة للرئيس عباس بدعم خصمه اللدود دحلان , فيما دحلان حقق اعترافا بقيادة سلطة موازية من غزة قاعدتها حماس , وربما الطرح لاحقا انه بديل عباس, خاصة وان تيارا لا يستهان به من كوادر فتح يؤيدونه , ولإدراك الرئيس عباس لهذه الحقائق كانت ردود فعله وقراراته متشنجة ضد حماس وكوادر دحلان, بالفصل وإحالة عدد كبير من موظفي السلطة في غزة للتقاعد والحملة الإعلامية التي تشكك بالاتفاق وتحذر منه ,وتعيد إنتاج أسباب الخلاف بين دحلان وحماس قبيل الانقلاب ,ويبدو ان هوامش المناورة أمام عباس محدودة ,الذي ربما يعلن قطاع غزة منطقة متمردة وفق القانون الدولي , فيما يتواصل طرح أسئلة كبرى حول الإجراءات اللاحقة لعباس ضد حماس وكوادر دحلان في الضفة الغربية, والتي ربما تتجاوز الاعتقالات والإجراءات الأمنية , وتؤسس لحالة من الفوضى, لن تكون باية حال في مصلحة الشعب الفلسطيني.
غير إن الأهم في مستقبل اتفاق دحلان حماس, التطورات الإقليمية والدولية, وكلها تصب في مصلحة انجاز الاتفاق ,وتهيئة الظروف لإنجاحه, وان كانت لا تعلن انها ضد الرئيس عباس, إلا أن مخرجات نجاح الاتفاق تفضي بالضرورة لإنهاء دوره ,على الأقل في إنهاء ترديد المقولة الإسرائيلية "ليس هناك شريك فلسطيني لانجاز السلام” ولا يمكن قراءة الاتفاق دون ربطه بالأزمة المتصاعدة بين قطر وجيرانها مع مصر, حيث يُنظر إليه باعتباره نجاحا مصريا إماراتيا على قطر,ففي الوقت الذي كانت فيه حماس احد المضامين الرئيسة للاتهامات الموجهة الى قطر بدعم الإرهاب وحماس,إلا إن الدول الأربع ( السعودية ,مصر الإمارات والبحرين ) استثنت حماس من قائمة مطالبها ال 13 لاحقا, وبالتزامن يجري الحديث في أوساط غربية, وخاصة أمريكية عمّا يوصف ب”صفقة القرن” للسلام بين إسرائيل والعرب , وتشير تسريبات غربية إلى ان ابرز مضامينها تطبيع كامل بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل, وانجاز اتفاقيات تربط الضفة الغربية مع الأردن وغزة مع مصر,وفق ترتيبات خاصة, فيما يتردد في أوساط, رسمية ودينية وشعبية سعودية, و في دول الخليج ما يشير للقبول بإسرائيل دولة بالمنطقة, خاصة في ظل تصاعد العداء لإيران, في ظل صياغة الصراع على أسس دينية مذهبية.
مالآت الاتفاق, رغم ما يشيعه مؤيدوه من أجواء ايجابية , سيكون جزءا مما ستسقر عليه الأوضاع في الإقليم ,خاصة وانه في ظلال تلك التطورات تم هذا الاتفاق,وليس من باب المبالغة القول إن انجاز تسويات كبرى في مناطق الصراع, ومن بينها أطول الصراعات عمرا في فلسطين,هو ما تؤشر إليه المعطيات في سياسات وتوافقات القوى الدولية الكبرى.فهل سيكون القيادي محمد دحلان المتحالف مع حماس , هو الزعيم الفلسطيني القادر على انجاز تسوية شاملة مع إسرائيل باسم الفلسطينيين في غزة أولا والضفة الغربية ثانيا ,معترفا به من قبل إسرائيل , مدعوما بتحالف عربي وإسلامي,لم يعد يرى في إسرائيل عدوا,وهل ستُلقي حماس السلاح , مثل كثير من حركات التحرر العالمية في أوروبا وأمريكا اللاتينية ,وتتحول إلى صيغة أحزاب العدالة والتنمية العربية والإسلامية ,مع الاحتفاظ بمرجعية الإسلامية ؟

عمرالردّاد


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير