تحويلات الوافدين تستنزف الاقتصاد ..
بلغت تحويلات المغتربين الاردنيين حوالي 2.68 مليار دينار ( 3.77) مليار دولار لعام 2016، بينما تقدر تحويلات العمال الوافدين في الاردن الذي يقدر عددهم بحوالي مليون عامل بحوالي 1.8 مليار دولار حسب تصريح لوزير العمل، اي ان تحويلات الوافدين تستنزف نصف تحويلات المغتربين تقريبا، وهذه المبالغ تهدد رصيد العملات الاجنبية للاردن، ويضاف إلى ذلك اعباء تفوق مبلغ تحويلات الوافدين بضعفين بشكل غير مباشر تتمثل في الدعم والحصول على الخدمات المختلفة من مياه وطاقة ونقل وتعليم وصحة، والسؤال الذي يطرح مجددا ..هل الاقتصاد والمجتمع الاردني يحتاج لهذا العدد الكبير جدا من الوافدين نسبة الى عدد السكان وحجم الاقتصاد؟، ومتى نرى ترشيقا لسوق العمل وتنظيمه وضبطه بشكل منتج؟.
هناك حالة من الاسترخاء في تطبيق القوانين الخاصة بسوق العمل، وحملات ضبط سوق العمل ودفع العمال لتوفيق اوضاعهم القانونية لم تحقق الاهداف المنشودة، اذ يعاني الاقتصاد من تسرب العمال الوافدين الى السوق وممارسة اعمال ومهن حرة ويسيطرون على قطاعات عمل بالكامل تقريبا، بينما يعاني نحو 300 الف عامل وعاملة من البطالة واتساع نطاق الفقر الذي بلغ مستويات مقلقة، علما بأننا نتحدث ليل نهار عن اهمية الاستقرار والامن والتنمية المستدامة، واذا اردنا السير بالاردن والاردنيين الى اوضاع مزدهرة لابد من تشغيل الاردنيين محل الوافدين مهما كان الثمن.
لا يمكن تحقيق الاستقرار مع بطالة هائلة وفقر واسع وعمالة وافدة تقارب تعداد العمال المحليين، فالاختلال واضح، ويفترض ان نضع على رأس الاولويات الاقتصادية الاجتماعية ضبط سوق العمل والتخلص من الاعداد الفائضة والمرهقة التي اصبحت محركا من محركات الجرائم في المجتمع، واعتقد جازما اذا كان لدينا قرار اقتصادي سياسي بإنهاء الترهل والتغول على سوق العمل نستطيع وضع عربة السوق على السكة الصحيحة، الا ان هناك مظاهر مؤلمة من تجارة الاقامة وضخ اعداد لاتتوقف من عمال وافدين ينشطون في كافة المحافظات يبحثون عن اعمالهم لهم شهرية او يومية او تعاقدية ولانجد ردا عليها.
الاردنيون الذين ينجحون في اسواق العمل العربية والدولية لهم قدرة على الابداع والعمل في بلدهم والوطن اولى بهم وان المطلوب في هذا السياق اطلاق مؤسسات واكاديميات للتدريب المهني والنوعي لشغل المهن المسيطر عليها من العمال الوافدين، فالثروة الحقيقية للاردن هي الموارد البشرية، هذه الثروة مهدورة في المقاهي والطرقات وهذا اكبر تحد يواجهنا في هذه المرحلة، فالاستثمار بالموارد البشرية كالسيف ان لم تقطعه قطعك ..فالاردن والاردنيون يستحقون منا الافضل ..