نهاية الأسطورة!
بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين، نعلم ان كيان العدو الصهيوني مستودع كذب ودجل، وإرهاب وعنف وعسف، وكل ما خلق الله من سوء وتوحش في النفس البشرية موجود في ذلك الكيان، وهو سوء ليس موجها ضد الآخر، بل أيضا موجه ضد أبناء الكيان أنفسهم، وإن بمقدار مختلف، أما بالنسبة للعالم الآخر، في دول الغرب خاصة، فالجمهور على الأغلب مضلل، وهو يصدق الفرية التي يطلقها إعلامه باعتباره «الفيلا وسط الغابة» وواحة الديمقراطية في صحراء الدكتاتوريات..
اليوم الحقائق بدت أكثر، وبدأنا نقترب أكثر نحو نهاية أسطورة إسرائيل، الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والرفاه، إن نظاما يغلق مكاتب قناة إخبارية، ويسحب جنسية مواطن، بسبب اتهامه بارتكاب جريمة على خلفية قومية، ويعتقل شعراء وكتابا وهواة بسبب ما يكتبونه على «فيسبوك» هو نظام بائس لا علاقة له بالنظم الديمقراطية، إذ لم اسمع حتى الآن عن نظام ديمقراطي في العالم كله اعتقل أحدا بسبب قصيدة أو خاطرة نشرها على فيسبوك، في إسرائيل يفعلون هذا وأكثر..
في آخر الأخبار، اعتقلت الشرطة الصهيونية شابا عربيا (36 عاما) من مدينة حيفا، على خلفية نشره نصا على صفحته الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي ‹›››فيسبوك›››› اعتبرتها الشرطة تحريضا على العنف والإرهاب. كما مددت المحكمة اعتقال شابة من مدينة شفاعمرو لعدة أيام، بعد أن اعتقلتها الشرطة، وذلك إثر مشاركتها بنشر قصيدة اعتبرتها الشرطة تحريضية وتدعو إلى العنف والإرهاب. وبحسب المعلومات المتوفرة، داهمت الشرطة منزلي الشاب في حيفا والشابة في شفاعمرو، وقامت بمصادرة حاسوبيهما الشخصيين، إضافة لإجراء تفتيش دقيق في منزليهما. واعتُقل عدد من الناشطين السياسيين والشبان العرب وحُرم بعضهم من استخدام الهواتف الذكية أو مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، بتهم مشابهة تتعلق بنشر ما تصفه السلطات الإسرائيلية بأنه ‹›››تحريض على العنف والإرهاب›››› بواسطة الصفحات الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي ‹›››فيسبوك››››. كما قامت سلطات الإرهاب الإسرائيلية بين عامي 2015 و2016، باعتقال أكثر من 400 فلسطيني بسبب المضامين التي نشروها على الإنترنت، وعلى ‹›››فيسبوك›››› غالبا، وهي مضامين زعمت إسرائيل أنها تشكل ‹›››تحريضا››››. وهناك حوالي 200 شخص من ضمن أولئك يتعرضون لمحاكمات جنائية. وتعتبر قضية الشاعرة دارين طاطور من قرية الرينة واحدة من أشهر القضايا في هذا الإطار، التي تواجه احتمالا بالسجن لمدة ثمانية أعوام، بسبب قصيدة نشرتها على صفحة ‹›››فيسبوك›››› الخاصة بها عام 2015.
وفي الوقت الذي يواجه العرب في فلسطين مثل هذه التهم، لا يجد الصهيوني أي ممانعة في أن يكتب ما يشاء، ومن تحريض على العنف والسب والشتم، وحسب الإحصاءات المتوفرة ارتفعت عدد المشاركات التحريضية التي نشرها اليهود ضد العرب والفلسطينيين إلى أكثر من الضعف في العام 2016، مقارنة بالعام 2015، لتصل إلى 675000 منشور. وقد تركزت معظم هذه المنشورات على صفحات ‹›››فيسبوك››››؛ وتشتمل هذه المنشورات التحريضية عبارات على غرار ‹›››اغتصبوا جميع العرب وألقوا بهم إلى البحر›››› و ‹›››صباح مليء بطاقات ذبح العرب››››. ومع هذا لم يتم فتح قضية واحدة حتى الآن ضد اي إسرائيلي يهودي متعلقة بالتحريض!
إن لم يكن هذا الكيان كيان فصل عنصري فماذا يكون؟