عن عدم تمديد عقد الشيشاني!

ابدأ الحديث بالاشارة إلى ما قاله مركز الشفافية في خطاب وجهه إلى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، والذي جاء فيه: (ان قرار عدم التجديد لعقد المهندسه هدى الشيشاني مدير عام دائرة العطاءات الحكوميه ،سيترك اثار سلبيه ليس على المهندسه الشيشاني فقط ،ولكن سيترك اثار سلبيه على مستوى الوطن واداء الوظيفه العامه ويعمل على هروب الكفاءات للخارج،كما سيسهم في الحد من المتعاونين في ابلاغ عن حالات الفساد لخوفهم على مصيرهم الوظيفي).

إن الشعب الاردني بأسره يعزف متألما على وتر الفساد في الدوله وحالنا كما هو حال المهندسة الشيشاني؛ المخلص يعاقب في رزقه ويثاب الفاسد والمفسد فالكل يسأل ويتساءل ويحترق يوميا عندما لا يجد مجيبا على سؤاله (كيف نقضي على الفساد في الاردن؟! فقد اصبح كل مواطن اردني مدينا لصندوق النقد الدولي وغيره بأربعة الاف دولار والحبل على الجرار ،بسبب الفساد فكلنا يعلم، ان جزءا من ديون الاردن عباره عن سرقات ذهبت وستذهب الى جيوب المتنفذين والمسوولين كبار وصغارا.وتأتي مديرة العطاءات الحكوميه المهندسه هدى الشيشاني لتكشف سرقه بمبلغ اربعين مليون دينار اكرر اربعين مليون دينار(يسلم البطن اللي حملك) وتكافأ هذه المهندسه بأن لا يقوم دولة الرئيس تمديد عقدها الذي انتهى في نهايه حزيران.. فهل هذه هي المكافأه التي تمنح للشريف الذي يعمل بشرف واخلاق ويحمي اموال الشعب والدوله يا دولة الرئيس،ويصون خزينة الدوله باربعين مليون دينار.

ويضيف كتاب مركز الشفافيه الموجهه للحكومه ،ان قرار عدم تجديد عقد عمل المهندسه هدى لا يمكن ألا ان يفسر الأ بالتعسفي في استخدام السلطه والانحراف بها، وان القرار ربما جاء لتصفية حسابات ذهبت ضحيتها مدير عام العطاءات المهندسه هدى الشيشاني لتمسكها بالاخلاق المهنيه وبالقواعد القانونيه والاجرائيه التي تخص القوانين والانظمه والتعليمات الناظمه للعطاءات الحكوميه.

يتساءل المواطن الاردني بحرقة وألم وغضب يشوبه الحزن ،هل نهايه الانسان الحق الملتزم باخلاقيات العمل هو الشارع، والسارق والمرتشي والفاسد مزيدا من المناصب هو وعائلته.

حرام يا دولة الرئيس ان تظلّ هدى الشيشاني خارج الوظيفة العامة، والفاسدون يستمرون بالتلاعب باموال الشعب وتزيد ثرواتهم وارصدتهم ومكاسبهم التي استولوا عليها وسرقوها في عتم الليل.

ان جلالة الملك لا يقبل ولن يرضى ان يكافأ الانسان الاردني الشريف الذي يعمل باخلاقيات المهنه ويكشف سرقات بملايين الدنانير، ان يحرم من وظيفته عرفانا بجهده واخلاقياته.

وليعلم الشعب الاردني ان هذه المهندسه حاصلة على جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الاداء الحكومي والشفافيه.

مهلا ايها الشعب الاردني،ان الحكومه تعلن وتقول لكم بكل استخفاف بعد هذا القرار التعسفي ضد ابنة الاردن الشريفه صاحبة الخلق والاداء الرفيع،ان كل الشرفاء ستكون نهايتهم في الشارع خارج الوظيفه، وتكون نهاية اوضاعهم العزل والفقر والحرمان، وان السارقون هم من يكافؤن وتعلى مراتبهم ومناصبهم ، وكل سرقه جديده يكافؤن عليها بمناصب ارفع وارقى، واعقد جازما اننا بصدد تشريع قانون يحمي ويكافأ الفساد والفاسدين.

يا جلالة الملك اننا ننتظر قرارك بانصاف المهندسه ويعيد القطار الى سكته ويصحح ما افسده المفسدون،ويضع قوانين تحكم مزاجية المسؤول وتحد من تغوله على اموال الشعب حتى يتطور الاردن ويستقر ويستمر..