jo24_banner
jo24_banner

مواطن ماذا اكون ؟

علاء الطعامنة
جو 24 :
هل هي الجنسية التي نحملها ام هو مسقط رأسنا ، ام هي القيم هي التي تحدد الوطن والهوية ؟

هل هو وطني لأننا لا أغادره او انني سوف أعود إليه ؟

وهل اعود إليه بشكل مطلق ؟

بعد أن اختلطت الأجناس والأعراق والأديان وأصبح السفر والترحال سمة هذا العصر، بات واجب على كل من يحاول زرع الهوية في كيان أبناءه ان يطرح هذا التساؤل !

فما هي ركيزة الهوية الوطنية؟

هل انا تركي أو اسباني لأني احمل جنسيتها ام لأنني ولدت هناك ام لأن اهلي هناك ام لأن القيم التي يمثلها ذلك المجتمع تمثلني.

ما قد يريح غربة المهجر أو المغترب طواعية القول بأن الوطن هو بوتقة تحتوي منظومة مُثُّل وقيم وعادات وتقاليد ونظام اجتماعي متكامل . فإن كُنتُ لأفاضل بين مكان وآخر كان ذلك هو المنطق والمنطلق .

اما المكان بحد ذاته فما يربطنا به هو الذكريات . واقول حلوها لا المرير منها . اضف إلى ذلك شخوص المكان الذين قاسمونا هذه الذكرى التي تجذبنا إليه.
 
فحب العودة إلى المكان ، قد تكون وفاءاً وإخلاصاً لهؤلاء !

فماذا ان خلى المكان من الشخوص ، اذاً فنحن نعود لنشتم عبق ذكراهم وهنا قد تكون العودة آنية.

اما العودة مع غياب الذكريات والأشخاص، فلا تكون دائمة الا اذا عدنا للقيم التي يحملها ذلك المكان وفي ذلك نفع شخصي محض .

أو أنني اعود إليه لأساهم في إصلاحه وإن فسد وهذه أعلى مراتب المواطنة.

اما انا فأسترشد بقوله تعالى :

"فأمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه "

وقوله تعالى :

" قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ"

هاجر رسول الله ومات في المدينة بعد اسس دولة الحق على أسس العدالة والمساواة ، وما ارتبط به هو منظومة لا تراب . لم يعد لمكة حتى بعد أن اقام الحق فيها !

خلاصتي انه لا ضير ان اعلم ولدي حب المكان الذي أقيم فيه ان كانت قيمه صالحة ! وان الصحيح ان يحب مسقط رأسه لأنه يحب ان يصلحه ، فلن يستطيع ان يستمتع بالذكريات والأشخاص والتراب فيه دون ذلك.

هذا اجتهاد ولكل رأي !

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير