jo24_banner
jo24_banner

انتخبوا «مرشحكم» !

حلمي الأسمر
جو 24 : أول كذبة يكذبها المرشح غير الكفؤ النصاب، والكذاب، حين يقول في إعلاناته، وحملاته الدعائية: انتخبوا «مرشحكم» وكل من يبدأ حملته بهذه الكلمة اعلموا أنه ليس أهلا لأصواتكم، للأسباب الوجيهة التالية:

أولا: أنت يا «سيد» لست مرشحنا، ولم تستشرنا حين ترشحت، وليس من حقك أن «تنوب» عنا سلفا قبل أن ننتخبك نائبا، فتتحدث باسمنا، وتسمي نفسك مرشحنا، بل فرضت نفسك علينا فرضا، ولو كان لنا رأي في ترشحك، لطردناك من دائرة رؤيتنا، وظللنا نلحق بك ونحن نرميك بكل ما وصلت إليه أيدنا، حتى تتوارى عن الأنظار، فلا نعود نلوث بصرنا بسحنتك، فكيف تسمح لنفسك أن تأخذ أو تسرق بالأحرى هذا الوسام، وتخلع على نفسك لقب «مرشحكم» وبأي حق تفعلها؟

ثانيا/ هذه أول كذبة علينا وباسمنا، حين تعديت على حقنا في التقويم والاختيار، فسلبتنا حقنا في أن نخلع على من نحب لقب «مرشحكم» وهذا يثبت أنك كذاب أفاق، ولا تستحق صوتنا ، وهذه تفضي لـ «ثالثا»!

ثالثا/ ثمة من لم يسجل للانتخابات، وثمة من سجل ولن ينتخب، وهذا حقه وإرادته، وليس من حقك أن تعمم خطابك على الجميع، لأن هناك من تستفزه صور المرشحين وشعاراتهم المقززة والهزيلة والاستجدائية، ومما يزيد هذا الاستفزاز، ان تسمي نفسك «مرشحكم» وتسبقها بكلمة «انتخبوا» وهذا يزيد الاستفزاز أكثر، فمنا من لا يريد الانتخاب، وعليك أن تخصص في خطابك، فتوجهه لـ «زبائنك» ممن دفعت لهم، أو عنهم، أو قدمت لهم خدمة ما وآن أوان استردادها بأصواتهم، كأنك كنت تعد نفسك لهذا اليوم، يوم استرداد «ديْنك» من رقاب من «ضحكت» عليهم بوساطة تعيين أو «تمشاية» معاملة أو خلافه، ولا نريد أن نعدد أشكال الخدمة التي يقدمها نواب الخدمات عادة، فهم ليسوا مخطئين، بل يشكروا على ما يفعلون في غياب القانون، وحقوق المواطن الأساسية، التي من المفترض أن تصله كاملة غير منقوصة، بوصفه مواطنا، وليس من الضروري أن يكون له «ظهر» او واسطة، حتى يحصل مثلا على ساعة ماء أو كهرباء!

رابعا/ واخيرا، أسوا كلمة ترافق كلمة «مرشحكم» هي «أخوكم» ومن وين أنت أخونا يا أخونا؟ المضحك المبكي أن «أخوكم» هذا وبعد أن يفوز، يغير رقم هاتفه، أو لا يرد إلا على من يعرفه، ويوصي أزلام مكتبه رجالا ونساء أن يتقنوا كلمة «مش موجود» لكل من يسأل عنه، يعني بالعربي، «أخوكم» مات، واختفى، فهو يريد أن تكونوا له جسرا، أو «ظهرا» يركبه للوصول، حتى إذا وصل، لم يعد لا «مرشحكم» ولا «أخوكم» فالمسألة كلها هيلمة وكذب وادعاء ولفلفة، فكيف بالله عليكم نرضى أن يكون مثل هذا المافون الدجال، المنافق، ممثلا لنا في البرلمان؟الدستور
تابعو الأردن 24 على google news