jo24_banner
jo24_banner

"فيديو" فضيحة النواب.. وكشف المستور في لعبة الثلاث ورقات

فيديو فضيحة النواب.. وكشف المستور في لعبة الثلاث ورقات
جو 24 :

تامر خرمه- تناقل نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تسجيلا لجلسة "خاصة" جمعت عدداً من أعضاء المجلس النيابي الأسبق، يتحدثون فيها بطريقة تعكس آلية تفكير من يفرزهم قانون الصوت المجزوء لتمثيل الشعب الأردني في البرلمان.

الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم أظهر أيضا أحد الوزراء، ونوّابا من العيار الثقيل العابر للبرلمانات، وكشف نمطاً سلوكيا غريباً، يعبّر عن ضحالة اهتمامات وطموحات من أنيطت بهم مهمّة صياغة التشريعات ورقابة السلطة التنفيذيّة.

فضيحة أعضاء مجلس النواب، في تلك الجلسة التي تزامنت مع قرار حلّ البرلمان السابق، لا تتعلّق باللغة البذيئة التي كانوا يتحدثون بها، ولا بالإفراط في شرب الكحول، ولكنها تتجسّد في التعبير عن مصيبة الأردنيّين بنوّاب الكولسات والمنطلقات الشخصية التي ينطلق منها أعضاء السلطة التشريعيّة في تحديد العلاقة مع السلطة التنفيذيّة، حيث كشف هذا الفيديو عن سلوك يتماهى مع النمط المافيوي في تصفية الحسابات وتقاطع المصالح الشخصية وتنافرها، خلال جلسات التآمر ومحاولات صيد الغنائم.

وكأنّه مقطع من فيلم سينيمائي لأعضاء عصابة تسعى لاحتراف "اللعب على الثقيل"، يعكس هذا "الفيديو" حقيقة "الأسماء الوازنة" التي فشلت حتى في إتقان "لعبة الورقات الثلاث" والإبقاء على "المستور" في حيّز الخفاء.

ولكن.. يبقى السرّ الكامن وراء الجهة التي قامت بتسجيل هذا الفيديو ونشره في هذا التوقيت بالذات، هو ما يستوجب التوقف عنده والتساؤل قليلا عمّا ينتظرنا بعد الانتهاء من عمليّة "الحرق" وتصفية الحسابات بين "الكبار" بعد أن تشابكت خيوط "العرائس" على مسرح الدمى.

والصورة الأبرز التي تفرض نفسها على هذا المشهد، هي صورة "خيل الانجليز" الذي يتم الإعلان عن انتهاء دوره برصاصة صاحبه.

والمصيبة أن غياب البرامج عن طروحات معظم المرشحين للبرلمان المنتظر، وتشكيل القوائم الوطنيّة انطلاقاً من ذات الحسابات الشخصيّة التي استند إليها أعضاء المجالس النيابيّة السابقة، سيعيدان إفراز ذات العيّنة من نوّاب "الأنا"، الذين ستوكل إليهم -بعد تغيّير الوجوه- مهمّة مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرنا على المستويين المحلّي والإقليمي.. فلك الله يا وطن.

تابعو الأردن 24 على google news