2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هتكفا، في مدارس العرب!

حلمي الأسمر
جو 24 :

إن ظل الحال في دنيا العرب على ما هو عليه، في متوالية الهرولة إلى زيارة حائط البراق، باعتباره «حائط المبكى»، فنحن ننتظر أن يفرض النظام العربي الرسمي على طلاب المدارس الاستماع إلى «هتكفا» (السلام الوطني -!- الإسرائيلي!) أو نشيد «الأمل» صباحا بدلا من الأناشيد الوطنية العربية، ويبدو أن نوتة «الأمل» تم توزيعها مبكرا على عازفي الموسيقى الذين يصطفون عادة على جانبي السجادة الحمراء، استعدادا للترحيب بملوك إسرائيل!

-2-

من المفارقات العجيبة، أن العالم الغربي يكاد «يتحرر» من كيان العدو، ويتركه لمصيره، بعد أن تبناه بالكامل لما يقارب سبعة عقود، فالعالم يتغير، وزمن الإغداق على مشاريع الخارج الأوروبي ولى، بعد أن غرقت القارة العجوز بمشكلاتها الاقتصادية الطاحنة، وفي هذا الوقت بالذات يتلقى النظام الرسمي العربي كيان العدو بالترحاب، ويجند في سبيل تطويع الوجدان الجمعي العربي للقبول به كل ما يملك من خطاب «ديني» ودنيوي، وهو يعد كما نسمع ونقرأ لحملة تكميم أفواه وقهر وقمع، لكل من يشذ عن «القطيع» ولهذا على من يريد أن يستعمل فمه بأريحية أن يتسلح بجواز سفر أجنبي، كي يفلت من حملة القمع الموعود!

-3-

لا أعتب كثيرا على رواد الخطاب الدنيوي الذين يحرقون المباخر لسادة التطبيع والتطويع، وتبريد الزحف على البطون، وصولا إلى وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في «إسرائيل» والمشاركة في مراسم الاحتفال بإحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل، وحتى ارتداء القبعة اليهودية المنسوجة بخيوط من عصب شهداء الجيوش العربية التي شربت منها ارض فلسطين، لا، لا ألوم ولا أعتب على هؤلاء الكتبة الذين يهيمون في كل واد، ويقولون ما لا يفعلون، بل أعتب واشد شعري على سدنة بيوت الله، الذين تصدح حناجرهم بالقرآن الكريم، ويعتلون منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت نفسه يبررون لسادتهم كل أخطائهم، ويزينون لشعوبهم محاسن «الجار» وضرورة «التطبيع» معه، ناسين أو متناسين أن ثلث آيات القرآن الكريم تتحدث عن قتلة الأنبياء، ألا يعلم هؤلاء أن من رفعهم في الدنيا، من محبيهم من بسطاء المسلمين، يستطيع أن يدوسهم بنعاله؟ ألا يدركون أنهم يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم؟

-4-

للنائمين في العسل، ينتظرون حدوث المعجزة، نذكرهم بتصريح النتن-ياهو قبل نحو أسبوع: ما يحدث مع المجموعة العربية غير مسبوق في تاريخنا، حتى عندما وقعنا اتفاقيات سلام. عمليا التعاون يتم بطرق مختلفة وعلى مستويات عديدة، ولم يصل بعد إلى مرحلة العلن، لكن ما هو قائم تحت غطاء السرية أكبر بكثير من أي فترة أخرى بتاريخ إسرائيل!

هنيئا لك يا «إسرائيل» بهؤلاء، فقد كفيتنا مؤونة كشف «حلفائك» الحقيقيين، ولا بد أن يوم الحساب لآت لا محالة، فكل شيء يمكن أن يتساهل معه العقل الجمعي المسلم، إلا أن يحاول أحد ما أن يمس قرآنه الكريم، (أليس الاحتفاء بقتلة الأنبياء ثمة الاعتداء على النص المقدس؟) وفي اللحظة التي يعرف هذا الوجدان الحساس أن ثمة من يريد استباحته، وتحريف الكلم عن مواضعه، فسيكون الحساب عسيرا!


تابعو الأردن 24 على google news