تحالف ديني بإسرائيل يعقّد مهمة نتنياهو
يعتزم حزبا شاس والتوراة اليهودي المتحد الدينيان في إسرائيل التحالف للمنافسة على دخول حكومة ائتلافية يشكلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد فوز حزبه الليكود بفارق بسيط في انتخابات الكنيست التي جرت مؤخرا، ويستهدف التحالف مواجهة حزب "يشن عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي الجديد الذي حلّ ثانيا في الانتخابات وتعهد زعيمه النجم التلفزيوني السابق يائير لابيد بحرمان "المتدينين المتشددين" من مزايا تقليدية مثل إعفاءات واسعة من التجنيد الإجباري.
ويأتي هذا التطور بعد يوم من بدء محادثات غير رسمية بين نتنياهو ولابيد الذي حقق اختراقا انتخابيا كبيرا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، لكن تشكيل حكومة جديدة قد يستغرق أسابيع وربما لا تبدأ مفاوضات رسمية إلا بعد أن يكلف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مرشحا لرئاسة الوزراء، حيث يبدو أن نتنياهو مرشح واضح، ويتوقع أن تتم هذه الخطوة خلال أيام بعد اجتماع بيريز بزعماء الأحزاب.
ويرجح أن تعقّد هذه الخطوة عملية بالغة الصعوبة بالفعل تواجه نتنياهو لجمع قطاعين متباينين تماما من سكان إسرائيل بعد انتخابات الكنيست التي جرت يوم 22 يناير/كانون الثاني الجاري.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الحاخام عوفاديا يوسف قوله لأعضاء حزب شاس -الذي يتزعمه بخصوص خطة لدمج مقاعد الحزبين وعددها 18 من أصل مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا- "ننوي التوحد في فريق تفاوض واحد" لمنافسة السياسي الجديد على الساحة لابيد الذي حصل حزبه على 19 مقعدا.
ونقل الموقعان الإلكترونيان لصحيفتي يديعوت أحرونوت وهآرتس عن النائب المخضرم عن حزب التوراة اليهودي المتحد موشي جافني قوله "ننوي تشكيل كتلة موحدة".
وجاء هذا التطور بعد يوم من نقل صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ولابيد أن نتنياهو عرض على الأخير منصب وزير الخارجية أو المالية.
وقالت يديعوت أحرونوت أمس الجمعة إن هذا العرض طرح مساء الخميس خلال لقاء بين نتنياهو ولابيد، شكل نقطة انطلاق المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات الثلاثاء. وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف الساعة عُقد بشكل سري في مسكن نتنياهو الرسمي
وبحسب معلقين، فإن لابيد، الذي طرح المواضيع الاجتماعية والتجنيد الإلزامي للجميع وتخفيض أسعار المساكن والدفاع عن الطبقة الوسطى ضمن حملته الانتخابية، متردد في قبول منصب وزير الخارجية أو الدفاع وسيكون أكثر ميلا لقبول منصب وزير الإسكان أو التعليم أو الداخلية.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش أكدت الخميس أيضا في محادثة هاتفية مع نتنياهو أن حزبها لن يشارك في الائتلاف المقبل، ولكنها وافقت على مقابلته.
وأعلنت اللجنة الانتخابية المركزية مساء الخميس أن قائمة "ليكود بيتنا "احتفظت بأكبر عدد من النواب في الكنيست وفازت بـ31 مقعدا، والقائمة تحالفٌ بين نتنياهو وحزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمن، ليتقدم بذلك على حزب "يش عتيد" الوسطي الذي فاز بـ19 مقعدا. في المقابل فاز حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفيتش بـ15 مقعدا، وحزب البيت اليهودي القومي الديني الذي يمثل المستوطنين بـ12 مقعدا.
وإذا تحالف نتنياهو مع حزب يش عتيد وحزب البيت اليهودي سيشكل أغلبية تبلغ 62 مقعدا، ورغم أنه يمكنه تشكيل حكومة دون مساعدة حلفاء من المتدينين المتشددين فإن من المتوقع أن يحاول نتنياهو ضمهم أيضا لحماية أغلبيته وضمان دعمهم بشأن السياسية الخارجية والأمن.
وكثيرا ما رفض المتشددون اليهود أي تعديلات في سياسات التجنيد أو العمل بالنسبة لأنصارهم، معتبرين ذلك تهديدا لمعتقداتهم رغم أن زعماءهم السياسيين لم يستبعدوا لابيد كشريك في الحكومة مما يشير إلى أنهم ربما يقبلون بحل وسط.
(الجزيرة نت)