بالونات الاختبار لم تعد مفيدة
د. عودة الحمايدة
جو 24 :
أطلقت الحكومه مؤخرا العديد من التصريحات والتسريبات الاعلاميه كان اغلبها على لسان او نقلا عن رئيسها الدكتور هاني الملقي ، من ابرزها فرض ضريبه على الرواتب ، رفع الدعم عن الخبز ورفع أسعار المحروقات وزياده أسعار بعض السلع وغيرها ...وذلك كحلول وخيارات لسد عجز الموازنه .
ويبدو ان الهدف من هذه التصريحات التي يتم التراجع عن بعضها او نفيها بعد فتره من اطلاقها او تسريبها هو لمعرفه رده فعل الشارع الاردني عليها او تعديلها بعد فتره لتصبح اكثر تقبلا حيث يرها المواطن اقل ضررا من التصريحات الاوليه .
والملاحظ ان جميع هذه الخيارات تزيد من اعباء الأردنيين حتى وان تلونت أساليب فرضها اذا ما الفائده من هذه البالونات والتصريحات اذا كانت جميعها تصب في نفس القناه .
هذا جانب والجانب الاخر يجب ان تدرك الحكومه ورئيسها ان الأردنيين أصبحوا يعوا هذه الأساليب وأنهم تعودوا ان جيوبهم هي الحل الوحيد في النهايه حتى وصلوا الى مرحلة اللامبالاه بكل ما يصدر عنكم لان الثقه بينكم وبينهم أصبحت مهزوزه ،وإذا كُنتُم تعيشون ظروف الاْردن عبر تصريحات ومبادرات وغيرها فهم يعيشونها واقعا مؤلمًا بكل هدوء وصبر لان خياراتهم أصبحت محدودة مثلما أصبحت خياراتكم تنحصر في اختلاق أساليب للتذرع بان الأثقال عليهم هو الخيار الوحيد لحل أزمات الاْردن الاقتصاديه وغيرها .
فلا داعي لكل هذه الأساليب والاختبارات لان الأسعار سترتفع والضرائب ستزيد والدعم سينخفض وأعباء الأردنيين ستزداد لكن الاختلاف في كيفيه تحقيق ذلك ،وأصبح الجميع يدرك ان الظروف القادمه ستكون اصعب على المواطن لان الاقتصاد الاردني يعتمد على المساعدات والمنح الخارجيه في اغلبه خصوصا الخليجيه منها والمنحه الخليجيه تلاشت هذا العام ، ولن تكون ضمن موازنه العام القادم ،وبهذا الصدد يكفي هنا ان نشير الى اخر تصريح لوكالة (ستاندرد اند بورز ) العالميه بتاريخ21/10/2017 حيث أعلنت انها خفضت تصنيف الاْردن الائتماني الى الدرجه (B) وأنتم تعلمون ان هذا التصنيف سيزيد من تكاليف الاقتراض الخارجي للأردن ،فلا نعلم كيف سنرى النور الذي تدعون في ظل هذه المعطيات .