الإصابة بالأورام الدماغية متدنية في الأردن
محمد مبيضين- كشفت دراسة حديثة أجرتها كلية الطب في الجامعة الأردنية إن نسبة اصابات الأورام الدماغية في الأردن متدنية مقارنة مع دول العالم المتقدم.
وتكمن أهمية الدراسة التي أجراها فريق من الأطباء الأكاديميين برئاسة رئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب الأستاذ الدكتور احمد التميمي أنها الأولى التي تجرى في الأردن ودول العالم العربي من حيث شموليتها ووصفها الدقيق للمعلومات التي تتعلق بوبائيات الأورام الدماغية الوصفية.
وقال التميمي انه تم رصد الإصابات بالأورام الدماغية خلال فترة الدراسة والتي استمرت لمدة عام كامل امتدت من أيار 2011 وحتى نيسان 2012 مشيرا إلى أنها شملت مرضى يتلقون العلاج في (16) مستشفى منتشرا في جميع مناطق المملكة وهي تابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص ومركز الحسين للسرطان.
وأضاف التميمي أن حالات الأورام الدماغية بلغت خلال فترة الدراسة (524) إصابة منها (338) لحالات أردنية و(186) لحالات من جنسيات عربية مختلفة وتم إقصائها من الدراسة، لافتا إلى أن نسبة الأورام الدماغية بين الأردنيين بلغت (5,4) لكل مائة ألف نسمة بينما وصلت عند الأطفال 2.18 لكل مائة ألف نسمة وهذه النسبة تقل إلى النصف أو اقل من النسب إذا ما قورنت في الاحصائيات المنشورة في الدول الغربية وبعض دول شرق آسيا.
وفي التفاصيل, أوضح التميمي أن نسبة الإصابة في الوبائيات كانت في العاصمة عمان الأعلى و كانت محافظة البلقاء الأقل في الإصابة تليها محافظة جرش، فيما
أظهرت أن نسبة الإصابة بين الإناث على مستوى المملكة تبلغ 5.91 لكل مائة ألف نسمة في حين إنها بين الذكور تبلغ 4.93 لكل مائة ألف نسمة وأعلى نسبة إصابة بين الذكور في محافظة عجلون إذ بلغت 6.83 لكل مائة ألف نسمة واقلها بين الذكور في محافظة الطفيلة التي بلغت فيها الإصابة 2.24 لكل مائة ألف نسمة.
بيد أن –التميمي- لفت إلى أن الدراسة أظهرت اعلى نسبة للإصابة بالأورام بين الإناث على مستوى محافظات المملكة كانت في محافظة الطفيلة التي بلغت فيها 9.32 لكل مائة ألف نسمة وأدناها في محافظة معان التي وصلت إلى 1.67 لكل مائة ألف نسمة.
وأكد التميمي أن نتائج هذه الدراسة جاءت لكشف الحقائق العلمية حول وبائيات الأمراض الدماغية مؤكدا أن نسبة هذه الأورام متدنية بين الأردنيين بشكل عام وليس كما يشاع بين الحين والآخر بين المواطنين.
وأضاف انه في ضوء هذه النتائج فانه بات من الضروري اخذ زمام المبادرة من الخبراء والاختصاصيين خصوصا العاملين في الميادين الاجتماعية والبيئية والتغذية، لإجراء دراسات مكملة والعمل على دراسة ظاهرة التفاوت بين الإصابة في مناطق المملكة والتركيز على نشر التوعية بين المواطنين بحجم تدني هذه الأوبئة بين الأردنيين التي تسبب الخوف والهلع بينهم نتيجة الإشاعات بخطورة هذه الأوبئة على الصحة والإنسان.
ووفقا للتميمي فان الدراسة بينت إن متوسط أعمار المرض عند تشخيص المصابين في الأردن أظهرت أن الإصابة تتم في مراحل مبكرة من عمر الإنسان بسن (40) عاما تقريبا وهي اقل من متوسط الأعمار التي تحصل في دول متقدمة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية (54) عاما وكوريا الجنوبية (52) عاما.
واقر التميمي أن الدول النامية والفقيرة تواجه صعوبات في الحصول على مثل هذه المعلومات مؤكدا ضرورة اهتمام الدولة الأردنية بتوثيق الوبائيات من خلال دعمها المستمر للسجل الوطني للأورام التابع لوزارة الصحة الذي يتضمن معلومات دقيقة حول الأورام بهدف توثيقها.
ونوه التميمي إلى أن الكشف المبكر في مثل هذه الإمراض في حال وجود معلومات دقيقة سوف يسهل من عمليات التشخيص المبكر التي تؤدي إلى الشفاء بنسب عالية إضافة إلى توفير الجهد والمال على المؤسسات الطبية والمرضى.
ويشار إلى أن هذه الدراسة تمت بدعم من عمادة البحث العلمي في الجامعة الأردنية بدعم مالي متواضع علما أن هذا النوع من الأبحاث قد يصل إلى تكلفة مليون دينار وأكثر في دول عالمية متقدمة.