الشهيد الأغا.. تفوق بدراسته وأبدع في مقاومته
حافظ الشهيد محمد مروان الأغا (21عامًا) من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد سنوات من انضمامه للعمل المقاوم على مستواه الدراسي، ووازن بينهما؛ فهو الذي لم يتخلف يومًا عن تلبية نداء الواجب الجهادي.
الأغا ارتقى في 30 أكتوبر 2017، بعد مسارعته برفقة مقاومين لإنقاذ مجموعة من سرايا القدس فُقدت داخل نفقٍ تعرض للقصف الإسرائيلي على الحدود الشرقية لبلدة القرارة، شرق مدينته التي ترعرع بها وعرفته مساجدها.
وحصل الأغا في الثانوية العامة على معدل 90%، وحافظ على نفس المعدل في تخصصه الجامعي الدراسات الإسلامية؛ رغم عدم تمكنه من حضور المحاضرات كافة، لانشغاله بالعمل المقاوم.
في يوم تلبية النداء الأخير، بدت عائلة الشهيد مُتماسكة وصابرة مُحتسبة، ويقول والده لمراسل وكالة "صفا": "استقبلت خبر استشهاد نجلي محمد بصبر واحتساب، لأنني مؤمن بأن لله ما أعطى وما أخذ".
"مهما كان الصبر والاحتساب، فوقع الخبر على نفوسنا صعب؛ لكننا تماسكنا، وحمدنا الله أن تشرفنا باستشهاده، بعد أن تشرفنا بانتمائه للمقاومة"، يضيف أباه.
ويتمنى والد الأغا على المقاومة أن تبقى على نهجها حتى تحرير فلسطينودحر الاحتلال، ويوضح أنها "هي الخير الوحيد الباقي؛ فعدونا جبان وبفضل المقاومة وأنفاقها وسلاحها وصواريخا سيرحل".
ويتابع: "نجلي (محمد) كان مُتبسمًا دومًا، ومُحافظًا، وخلوقًا، وكتومًا، ومتفوقًا في دراسته، رغم انشغاله بعمله المقاوم، الذي لا نعلم تفاصيله؛ كما أنه كان عضو مجلس طلاب الجامعة الإسلامية".
أما شقيقته تُقى (12عامًا)، فتقول: "عندما علمت باستشهاد شقيقي لم أبك، بل صبرت، وأتمنى من أهالي الشهداء جميعًا الصبر، وألا يبكوا عليهم، لأنهم استشهدوا دفاعًا عنا".
وتضيف: "نحن مع المقاومة، والله يحميها، وينتقم من اليهود، الذين سيرحلون نهاية المطاف من بلادنا؛ التي لن نتخلى عنها، حتى لو قصفونا، وقتلونا، ودمروا بيوتنا، سنبقى هنا في أرضنا".
وتتابع تقى بنبرة حزن: "صحيح أن رحيل محمد سيترك فراغًا في منزلنا، لكننا فخورين به، لأنه كان مقاومًا، وحاول أن يساعد إخوانه في المقاومة"، وتلفت إلى أنه "حزينة لأن ابتسامته ستغيب عنا".
رفيق درب الشهيد منذ الطفولة، (الذي فضل عدم ذكر اسمه)، يقول: "كان أبرز ما يميز محمد أن ابتسامته لا تفارقه. لقد كان خلوقًا، ومتفوقًا في دراسته، وتعجز الكلمات عن وصفه".
ويضيف: "كان قليل الكلام، حيث لم يكُن يُحب كثيرًا الحديث عن عمله المقاومة"، حيث أنه كان ضمن صفوف أهم وحدات كتائب القسام (الكوماندوز البحري).
ويشير إلى أنه كثيرًا ما كان يغيب عن محاضراته الجامعية، لانشغاله في عمله المقاوم، إلا أنه بين أنه التقى قبل استشهاده بيوم، عندما أتى لمحاضرة لم يحضرها منذ فترة طويلة.
ويلفت إلى أنه: "عندما كان يسأله المُحاضِر لماذا تأتي متأخرًا للمحاضرات فيرد عليه مُتبسمًا: مش بخاطري (ليس بمقدرتي) يا دكتور"، في إشارة لارتباطه بالعمل المقاوم.
ولم يستطع رفيق درب الشهيد الأغا أن يُخفي ألم الرحيل لينهي حديثه بالقول: "لقد كان دائمًا يردد أنه يتمنى الشهادة. فصدق وسبق".
واستهدف الاحتلالقبل أيام نفقا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شرق خانيونس لحظة وجود عدد من مقاومي السرايا فيه، إذ هب مجموعة من مقاومي السرايا وكتائب القسام في محاولة لإنقاذ هؤلاء.
واستشهد على إثر ذلك 7 مقاومين 5 من السرايا بينهم اثنين من القادة البارزين، و2 من القسام أحدها قائد ميداني اختناقا بالغازات الناجمة عن التفجير الإسرائيلي للنفق، فيما أصيب نحو 10 مقاومين آخرين.