jo24_banner
jo24_banner

الطراونة ومكافأة الديوان !!

الطراونة ومكافأة الديوان !!
جو 24 :

كتب تامر خرمه

يكشف بعض المندسين من أصحاب الأجندات الداخليّة-عملاء الناتو ومدغشقر ومونتيكارلو وحلف وارسو البائد- عن دوافعهم التآمرية ونواياهم غير البريئة من خلال الاحتجاج المتواصل على كافة القرارات الرسمية، بل وانتقاد المجمع الاقتصادي والكهنوت السياسي.

ولا تجد قرارا يصدر عن المطبخ السياسي الأصيل، إلا ويثير حقد هؤلاء المخرّبين الذين لا يقدّرون نعمة الأمن والأمان، فرغم كلّ الإنجازات الرائعة التي تحقّقت خلال فترة قياسيّة، لايزال هناك من ينتقد -تخيّل ينتقد- السياسة الرسميّة.. حتى وصل بهم الأمر إلى استكثار المنصب الذي حصل عليه السياسي البارز، الفذّ الرائع، جهبذ السياسة الأردنية، د. فايز الطراونة.

الغيرة -نعم الغيرة وحدها- هي ما دفع هؤلاء المتآمرين إلى الحقد على الرجل واستكثار المكافأة التي نالها كنتيجة طبيعية لجهوده الجبّارة وإبداعاته الرائعة.. فلا يمكن تفسير هذا الحسد سوى بأنّه ضريبة النجاح الباهر الذي أحرزه الفائز بمنصبه في الديوان الملكي، الزعيم الحصيف معبود الجماهير.

لا يمكن تبرير "ضيق العين" الذي عبّر عنه هذا الاحتجاج غير المبرّر على مكافأة الطراونة.. فأصحاب الأجندات الداخليّة تحركّهم دوافع شرّيرة، منبعها الحقد والحسد والغيرة من وسامة الرجل وحنكته الباهرة، حيث فكّر فأبدع، وقرّر فأنجز، واجتهد فأصاب الوطن في مقتل -عفوا- أصاب.

ينتقدونه لمجرّد أنّه صنع أفضل القوانين وأكثرها نجاعة في اجتثاث الأزمة المركّبة التي تعصف بالبلاد، فقد أبدع في طبخ قانون الانتخاب الذي أوصل -والحمد لله- رجال البزنس والخدمات السخيّة والملايين الدافئة إلى مجلس النوّاب، ليكونوا خير ممثلين لأهل الحلّ والعقد، عوضاً عن تمثيل البسطاء الذين لا يعرفون مصلحتهم ولا يقدّرون عبقريّة "العقلاء".

ماذا نريد بمبدأ التمثيل.. هل يعقل بعد كلّ هذا العمر أن نشهد مجلساً نيابياً يعبّر عن آراء الناس "العاديّين" ؟! وهل يستقيم الأمر عندما يشارك المواطن -تخيّل- في صناعة القرارات العظيمة عبر انتخاب من لا يملك الأموال والعقارات ولا يستطيع أن يوظّف أيّ من أقربائه ولو في أمانة عمّان !!

ثم ماذا يريد هؤلاء المندسون بالبرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟! فهل سمعتم عن برنامج سياسيّ أو موقف أيديولوجيّ يملأ البطون ؟

تذكرني مواقف هؤلاء الدخلاء على السياسة بذلك الشاب الفاشل الذي يحاول إقناع إحداهن بالزواج منه رغم أنّه لا يملك ما يقدّمه لها سوى عواطفه الجيّاشة، فيعدها بباطنيّة حب وأساور حب وثلاث وجبات حب بالسمن البلدي !!

كما أنّ دولة فايز الطراونة -الجهبذ المحنّك- نجح في صناعة القوائم الوطنيّة الأردنيّة التي ليس كمثلها شيء.. فلم كلّ هذا الاحتجاج على قانون الانتخاب ؟! هل تريدون قانوناً يوصلكم إلى البرلمان دون أن تتكبدوا عناء عزيمة واحدة معاذ الله ؟!

والأنكى من هذا أن ينكّد عليك أحدهم بعبارات من قبيل المال السياسي أو قوائم المخاتير أو رأس القائمة وذيلها وما إلى ذلك من مفاهيم هيروغليفية، وكأنّهم يريدون أن يكون كلّ أعضاء القائمة من السياسيّين والاقتصاديّين والقانونيّين والخبراء.. طيّب من وين نجيبلكم !! المهم.. العرس الديمقراطي كان رائعاً، وقد عقد بمن حضر، ولا داعي لإطالة الحديث عن هذا "الإنجاز الوطني الكبير".

ومن الإنجازات "العظيمة" التي حقّقها عطوفة فايز الطراونة إقرار قانون عبقريّ للمطبوعات والنشر.. ورغم هذا تجد من يعارض ترخيص وحجب الصحف والمواقع الالكترونيّة بحجّة حريّة الصحافة وما إلى ذلك من مفاهيم مستوردة غريبة عن واقعنا وثقافتنا.. فهل تريدون إعلاماً يسلّط الضوء على قضايا الفساد وينشر غسيلنا أمام الأجانب ؟! يعني تخيّل لو أتيح لكلّ صحافي أن ينشر ما يصله من معلومات عن القامات الكبيرة ورجالات الدولة ويكشفها للناس "العاديّين".. يا عيب العيب..

كما أن المركب سائر والحمد لله، فلم "التنبيش" والثرثرة حول الفساد والاستبداد وتفسّخ مؤسّسات الدولة !! ومادامت الأمور تجري لمستقرّ لها، والأوضاع "ماشية"، فما حاجتنا أساسا إلى الإعلام والإعلاميّين ؟ فهل يوجد حقاً من يهتمّ بحكاية البيضة والدجاجة ومن سبق الآخر إلى الوجود ؟!

الإعلام الرسمي هو وحده ما يمتلك حقّ صناعة الوعي الجمعي، وتشكيل قناعات وطموحات المواطنين، فكيف تريدون السماح لكلّ من أمسك قلماً بالتعبير عن رأيه والثرثرة فيما لا يعنيه ؟! فيا ليت دولة فايز الطراونة أقرّ بندا آخرا في قانون المطبوعات يمنع الكتابة قبل الخضوع لدورات مكثفة في فنّ صناعة الوعي والإعلام الموجّه.

ولنا في الدول العظمى قدوة حسنة.. فإعلامنا الرسميّ بات على وشك منافسة إعلام استالين وألمانيا أيّام العزّ الهتلري، بلّ إنّه ينافس الصين التي حقّقت أعلى نموّ اقتصاديّ في العالم.. فماذا تريدون اكثر من ذلك ؟!

وفي نهاية حديثنا عن إنجازات دولة عطوفة رعاية فايز الطراونة، لا بدّ لنا أن نتذكّر كيف نجح في فرض القبضة الأمنيّة، واعتقال كلّ من سوّلت له نفسه النزول إلى الشارع والتعبير عن أجنداته الداخليّة، عابثاً بنعمة الأمن والأمان تحت مبرّرات "واهية"، كجوع أطفاله وحرمان أسرته من الأمن الوظيفي والاجتماعي.

والدليل على ما يخطّط له هؤلاء المندسون من مكائد ومؤامرات ترديدهم لكلمة "التغيير"، حيث أنّهم لا يكتفون بإصلاحات تجميل المظهر العام، بل يسعون إلى تغيير النهج السياسي الاقتصادي برمّته.. ولا ينقصنا إلا أن يطالب أحدهم بالمساواة بين ابن الشيخ وابن الراعي.

تسييج الدوّار الرابع، كان من أهم إنجازات السلطة التنفيذيّة الموقّرة، ولكن مع الأسف لم نكن نملك إلا 60 ألف دينارا لهذا المشروع الرهيب، فلو كان باليد حيلة، او تبرّعت لنا الشقيقة الكبرى بقليل من مال النفط، لكان بالإمكان تسييج الأردن والقضاء على تلك الاعتصامات الشرّيرة التي كشفت عن حجم الحسد والحقد الطبقي الذي يحمله عملاء القرامطة تجاه عباقرة السياسة الأردنية، وفي مقدّمتهم دولة الدكتور فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي.

وفي نهاية الأمر، كشف تعيين الطراونة رئيسا للديوان الملكي، طبيعة التوجّهات الرسميّة التي ستشهدها المرحلة المقبلة، في ظلّ مجلس نيابي ما أنزلت به الديمقراطيّة من سلطان، وقبضة أمنية لا تبقي ولا تذر.. واستعار منتظر للأسعار.. ولا عزاء للوطن !!

تابعو الأردن 24 على google news