2024-11-20 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حزام الرعب الإسلامي!

حلمي الأسمر
جو 24 :

كثيرون يبدأون بـ «زم» شفاههم قرفا حينما يسمعون مصطلح «الربيع العربي» وبعضهم يبدأ بفلسفة الأمر باعتبار أن الاصطلاح ليس دقيقا وأنه «ضده من حيث المبدأ» وآخرون يرون فيه الترجمة الحرفية للفوضى والخراب والدمار، حتى أن بعضا من كتاب ومفكري الغرب بدأوا بكتابة «موشحات» الهجاء لتلك الحركات التي عصفت بأنظمة ديكتاتورية، ووصفوا التغيير الذي نجم عنها بصفات أقلها أنها أنتجت تجارب فاشلة، وقارنوا بين دول الربيع ودول أخرى استوعبت حركات الشعوب وبدأت بالاستجابة «الخجولة» لمطالباتها، مستحسنين هذه الطريقة ومفضلين إياها على ثورات التغيير الشامل!

بدون كثير شرح، يبدو أن هناك هجمة منظمة، متعددة الأسباب والدوافع والجهات على الربيع وأهله، باعتباره رجسا من عمل الشيطان، والغريب هنا أن يتفق هؤلاء في ذمهم للربيع مع عدو لدود للإنسانية جمعاء، وليس للثورات وأهلها، وهو نتنياهو الذي أطلق كلمته الشهيرة، حين قال إن

«حزام الرعب الإسلامي» في البحر الأبيض المتوسط (ليبيا، تونس، مصر، وغدا سوريا) أخطر من النووي الإيراني على إسرائيل وحلفائها، وتحت كلمة «حلفائها» نضع مليون خط، فثمة من هؤلاء الحلفاء العلنيين والسريين من يشارك هذا «الغضيب» رأيه، ومنهم إيران نفسها، التي انتقت من «الربيع» شوكه، ووصفت ورده بالفوضى والعبث، ورمت ثوار الربيع بأقذع التهم، ويتفق مع هذين الطرفين في وصفهما طائفة من المتضررين من الربيع، الذين بدأت فرائصهم ترتعد خوفا وهلعا من وصول جمر الربيع وزهره إلى فراشهم، فلم يدخروا أي جهد في النيل منه وتدميره وتشويهه، وما يجري في مصر تحديدا خير مثال على ما نقول!

وهنا أتوقف أمام مداخلة للصديق د. خالد السلامية خصني بها على فيس بوك، حين يقول: أوباما ومرسي ومعدل استحسان الناس لهما و نحن: الله يخلينا جوجل, بكبسة زر, تستطيع أيها المواطن العربي أن تعرف أن الرئيس أوباما مثلآ, معدل استحسان الأمريكيين له خلال فترة رئاسته كانت 49% (معدل استحسان كل الرؤساء الأمريكيين من قبل الشعب هو 54%, يعني هو أقل من الكثير من الرؤساء)! وأفضل استحسان له هو 69% في شهر يتاير 2009! وأسوأ استحسان للرئيس أوباما كان معدله 38% قي أكتوبر 2011 (يعني غالبية الشعب عدم

لا تطيقه)!! و مع ذلك الشعب الأمريكي انتخب أوباما مرة أخرى في ولاية ثانية و لم ينزل له في الشارع بعد 6 شهور من انتخابه! والرئيس مرسي جاء بانتخابات رئاسية وبنفس نسبة أوباما, وقد لا يكون استحسان الشعب المصري له في أعلاه, و مع ذلك, الديمقراطية الحقيقية تقول إنه على الرئيس مرسي أن يكمل دورته كاملة لأربع سنوات....و لنعط الشعب المصري بعد أربع سنوات الحق في إزاحته أو إعادة انتخابه....يعني أوباما أحسن من مرسي في شو!؟ أنا مش فاهم...كلاهما جاء عبر الصناديق!

حقا أيها الصديق، والقصة بصراحة ليست قصة مرسي فقط، فلو جاء شفيق أو البرادعي أو صباحي أو ضراب السخن، لواجه على الأغلب ما واجهه مرسي، لأن الهدف إفشال الثورة المصرية، وإثبات عبث التغيير، وتخريب أي منجز شعبي، كيلا يمتد اثره إلى بقية البلدان، إلا أن مرسي حمل «جرمين» في آن واحد: أولا أنه رئيس منتخب، وثانيا كونه إسلاميا، وهو ما فاقم ذنبه، وضاعفه!
(الدستور)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير