الإتجاه الثالث إلى أين؟!

جو 24 : التلفزيون الأردني في برنامجه الإتجاه الثالث والذي استضاف فيه وزير الإعلام سميح المعايطة لم يكن منصفًا، فالمعايطة هو ناطق إعلامي باسم الحكومة ولا يحسب على الإتجاه الثالث فالموضوع شكليًا غير مقنع.

أما من الناحية الأخرى، فقد شهد البرنامج هجومًا غير مبرر من الضيف والمذيع على حزب أردني رغم الاختلافات المرحلية بينه وبين الحكومة فلا يجب ان ننسى أن هذا الحزب حظي بالكثير من دعم الدولة حتى أصبح هو الحزب الفعلي القائم على الساحة السياسية الأردنية والذي أن لم يملك عددًا كثيرًا من منتسبيه الا ان دعم الشارع الأردني أمر لا يجب إغفاله، وآن أن لا نغمض أعيننا عنه ، ونحاول تصوير أنه فقد قوته وتأثيره على عدد كبير من المواطنين، وتأكيدًا على ذلك، فما زالت الحكومة عند إصدار أي تصريح تنتظر بفارغ الصبر ردة الفعل الصادرة عن هذا الحزب؛ لقياس مدى قبوله عند المواطنين، ومن يعتقد غير ذلك يعتبر مخطئًا.

وعودة الى الحضوة التي نالها الحزب في فترة حوربت فيها الأحزاب القومية واليسارية يتكرر المشهد حاليًا من خلال إيجاد بديل يحمل اسم الإسلام مع احترامنا أن تجربة الأحزاب في العالم العربي أصبحت تعتمد على استخدام اسم الإسلام في تسمياتها لاستمالة الشارع ؛ كون المرجعية للشعوب العربية هي الدّين الإسلامي، ولكن هذه الحضوة قد تنقلب في الزمن القريب إذا تغير نهج الحزب الجديد المراد إحلاله مكان الجبهة.

والمستغرب أن الحزب الجديد يهاجم وبعنف حزبًا كان هو الحاضنة لمعظم قياداته، والخوف أن نصبح الساحة السياسية صراع بين الأحزاب دون تحقيق مصالح المواطنين أنفسهم، فالدولة الآن مطالَبة وفعلاً أن تكون على مسافة واحدة من كل الأحزاب بغض النظر عن اتجاهاتها أو أفكارها شريطة أن لا تخرج عن مفهوم خدمة الدولة الأردنية ملكًا وأرضًا وشعبًا.