ترامب يحرج الاردن

بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومان قراراً جديداً يؤكد على عروبة القدس المحتلة، وبطلان كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة ويعتبرها لاغية، وليس لها أي شرعية، بتأييد 151 دولة ومعارضة 6 دول فقط، وامتناع 9 دول عن التصويت، تتسرب معلومات من الولايات المتحدة الأمريكية بأن الرئيس ترامب يتجه لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ومن المحتمل أن يحدد موعداً لاحقاً لنقل سفارة بلاده الى القدس لتكريس الاعتراف السياسي بواقع جديد.

توجه ترامب ليس مستبعداً في ظل هذا التشرذم العربي، وتواتر المعلومات عن سباق عربي محموم للتطبيع المجاني مع إسرائيل.

المؤكد أن ترامب وإدارته تواجه مأزقاً داخلياً، وهذا الوضع تزايد بعد إقرار "مايكل فلين" مستشار ترامب السابق للأمن القومي بالذنب، والكذب في قضية التدخل الروسي، والموافقة على التعاون مع المدعي العام والقضاء.

لا يُعرف حتى الان إن كان قرار "مايكل فلين" بالتعاون مع المدعي العام سيضيق الخناق على الرئيس ترامب وسيزيد من إحراجه وحصاره، رغم نفي البيت الأبيض ذلك.

إذن ترامب الجريح في أمريكا يصدر أزمته الداخلية الى الخارج بنقل الأضواء الى اعترافه بأن القدس عاصمة لإسرائيل، خلافاً للزعماء الأمريكان الذين لم يدخلوا هذه المغامرة التي تتعارض مع القرارات الأممية وتثير الغضب نحوهم.

إذا ما ذهب ترامب للاعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل فإن هذا القرار سيحرج الأردن صاحب الولاية على المقدسات في فلسطين، وسيعمق الأزمة السياسية التي يتعرض ويتصدى لها، بعد قطيعة مع إسرائيل ورفضه إعادة السفيرة والبعثة الدبلوماسية مالم تبدأ بإجراءات قانونية لملاحقة رجل الأمن الإسرائيلي الذي قتل أردنيين قبل أشهر.

الأردن لا يُحسد على المأزق السياسي الذي يعيشه، فالأزمة الاقتصادية العاصفة، تقابلها أزمة سياسية متصاعدة لا تقل خطورة، وهو لا يملك أوراق كثيرة ليلعب ويناور بها.