30 دينار كلفة تنكة زيت الزيتون المغشوش ..وتباع في الاسواق ب 100 دينار

حازم الصياحين - انتشرت عمليات غش زيت الزيتون خلال الموسم الحالي بشكل واضح وملحوظ نظرا للارتفاع الكبير الذي وصلت اليه اسعار زيت الزيتون والتي تراوحت بين 90 ـ 100 دينار للتنكة الواحدة، حيث استغل المقامرون ذلك لتحقيق ارباح خيالية من خلال المتاجرة بزيت الزيتون المغشوش والمخلوط بزيوت نباتية واصباغ ونكهات حيث تبلغ كلفة زيت الزيتون المغشوش حوالي 30 دينار للتنكة الواحدة في وقت تباع فيه للمواطنين ب 100 دينار، ليحقق المقامرون وضعاف النفوس ارباحا تصل لـ 70 دينار نتيجة الغش للتنكة الواحدة.

وهذا الملف الاسود الذي اصبح يؤرق المواطنين نتيجة تعرضهم للنصب والاحتيال والغش لا سيما مع ارتفاع اسعار زيت الزيتون بصورة خيالية، دفاع المواطنين لمطالبة الجهات الرسمية والرقابية ممثلة بوزارة الزراعة والغذاء والدواء والصحة والزراعة بفرض اجراءات جديدة وحاسمة لضبط حالة الفلتان الحاصلة في سوق الزيت.

ويستخدم المقامرون لانتاج الزيت المغشوس اصناف مختلفة من الزيوت النباتية كزيت الذرة ودوار الشمس مع اضافة اصباغ لاعطاء لون اخضر مرغوب الى جانب نكهات تعطي طعم مائل للحار مع خلطها بكميات بسيطة من زيت الزيتون الطبيعي.

ويقول مدير زراعة محافظة اربد المهندس علي ابو نقطة ان زيت الزيتون المغشوش يتم تصنيعه من خلال خلط زيوت نباتية مختلفة مضاف لها صبغات والوان تعطي لون اخضر مرغوب مع استخدام نكهات ذات طعم حار او استخدام الفلفل الحار مع وضع كميات بسيطة من زيت الزيتون الاصلي وخلطها مع بعضها البعض وتعبئتها وبيعها للمواطنين على انها زيت زيتون طبيعي.

واوضح انه لا يوجد اضرار صحية على المواطنين عند تناول هذه الزيوت المغشوشة كونها زيوت نباتية مخلوطة بزيت زيتون لكن يقع ضرر مادي على المشتري كونه تعرض للتحايل ببيعه زيت زيتون مخلوط بزيوت نباتية اخرى مما يقلل نسبة الفوائد الصحية التي يرغب المواطنون بالاستفادة منها عند تناول زيت الزيتون الطبيعي علاوة على الطعم غير الحقيقي وغير المستساغ للزيت مغشوش .

واضاف ان كلفة كيلو الزيت النباتي حوالي دينارين واقل وعند وضع ما نسبته 11 كيلو زيت نباتي فان كلفتها تصل ل 20 دينار ويتم خلطها مع 5 كيلو زيت زيتون طبيعي او اقل بكلفة تتراواح بين 20 ـ 25 دينار مع اضافة الاصباغ وبذلك يكون سعر التنكة بهذه الطريقة حوالي 40 دينار او اقل وتباع للمواطنين بسعر 90 ـ 100 دينار مبينا ان هذه النسب تختلف من شخص لاخر وبالتالي يحقق من يغش بهذه الطرق ارباح تصل ل 50% واكثر عن كل تنكة زيت زيتون .

واكد المهندس ابو نقطة على ضرورة ان يكون لنقابة اصحاب المعاصر والزراعة والجهات الرقابية دور في ضبط هذه المسالة للخروج من هذه المشكلة خلال السنوات المقبلة وانه يجب العمل على وضع ختم لتنكة الزيت وتضمينها بيانات توضح تاريخ الانتاج ومصدرها ونسبة الحموضة حتى يتم معرفة مصدرها الحقيقي عند فحصها لاتخاذ اجراء عليها حال حدوث تلاعب وغش بها .

ودعا المهندس ابو نقطة المواطنين للشراء مباشرة من مهرجانات الزيت التي تنظمها الزراعة بمواقع مختلفة او من مزارعين ثقات او من خلال معصرة الزيت مباشرة اثناء عملية العصر والتعبئه مباشرة من مزراب المعصرة موضحا ان عمليات التلاعب لضعاف النفوس تحدث بعد عمليات العصر من خلال عمليات الخلط مع زيوت اخرى منوها الى بعض من يقوم بالغش يحول 100 تنكة زيت زيتون طبيعي لتصبح حوالي 300 تنكة زيت زيتون مغشوش بعد خلطها بالاصباغ والزيوت النباتية.

يشار الى ان كوادر الاداره الملكيه لحمايه البيئه بالتعاون مع المؤسسه العامه للدواء الغذاء خلال موسم عصر الزيتون 16طن زيت زيتون مغشوش في مناطق متفرقه من محافظه إربد وفق ما ابلغ "الدستور" مسؤول في الادارة الملكية لحماية البيئة كما جرى ضبط معصرة بلواء بني كنانة ويشتبه بقيامها ببيع الزيت زيتون مغشوش وذلك بخلط زيت زيتون مغشوش داخل المعصره وبيعه للمواطنين وتم تحويل الاطراف المشتبه بهم للقضاء.