جنسيات أردنية لفلسطينيي الضفة!
يتضح كل يوم، حجم التآمر على الأردن وعلى فلسطين، عبر «صفعة القرن» التي لم تعد وهما، بل هي واقع يجري العمل على بلورته خلف الجدران، ويبدو في غياب الطرفين الأكثر تأثرا بها: الأردن وفلسطين!
ثمة تسريبات هنا وهناك تتحدث عن ملامح المؤامرة، التي يتم طبخها في غير مكان في هذا العالم،
لقد اعتدنا أن بعض ما يتضمنه وما يكتبه الكتاب الصحفيون، هو بمثابة تمهيد لما هو قادم، ربما لفحص ردود الفعل المحتملة، وربما لتمهيد مسرح الجريمة، وربما لتطبيع المشاعر للتعايش مع ما هو قادم، حتى إذا وقعت الواقعة، كانت الصدمة أقل انفجارا!
من ضمن هذه التسريبات» ما ورد في مقال نشرته اليوم صحيفة «معاريف» العبرية، للكاتب الصهيوني تساحي ليفي، «ينصح» في سياقه حكومته بالكف عن حديث «الدولتين» وهو يعرف قبل غيره أن هذا الحديث غدا بلا معنى لمليون سبب، ليس آخرها تصويت مركز الليكود بتطبيق القانون الصهيوني على مستوطنات الضفة، أو المناطق «ج» وهي الغالبية الساحقة من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، التسريبات هنا ما يتعلق بتصور الحل، الذي تحدث عنه غير كاتب ، وهي «اقتراح!» الكاتب أن يتم الضغط على الأردن لـ «يعيد» الجنسية الأردنية لنحو مليون وثمانمائة ألف فلسطيني الجنسية الأردنية، و... اقرأوا ما كتب، مع بعض التعديل الطفيف: «يمكن لإسرائيل وينبغي لها أن تطلب .. إلزام الأردن، ، بأن يعيد لـ 1.8 مليون فلسطيني في يهودا والسامرة المواطنة الأردنية التي أخذت منهم من طرف واحد في 1988 في ظل الخرق الفظ للقانون الدولي(!). يمكن ....أن يفرضوا على الحكم الذاتي لـ م.ت.ف في يهودا والسامرة أن يصبح محافظة في اتحاد فيدرالي أردني في إطار تسوية انتقالية، ما يسمح لإسرائيل بأن تضم المناطق ج (نحو 60 في المئة من أراضي يهودا والسامرة، ولكن فقط 5 في المئة من السكان العرب) في ظل الاعتراف الصامت، العربي والدولي».(يعني فدرالية للسكان دون الأرض!) ثم يمضي فيقول: «في الماضي نشرت في عدة وسائل إعلامية إسرائيلية شائعات عن خطة سلام اقترحت ..على ابو مازن وفي إطارها تضاعفت مساحة قطاع غزة خمس مرات على حساب سيناء، وهناك تقوم الدولة الفلسطينية، فيما لا يكون في يهودا والسامرة إلا حكم ذاتي بالحجم الحالي.
انتهى الاقتباس اللعين، وهو ليس أول التسريبات ولا آخرها، فالحركة قائمة على قدم وساق لطهي الطبخة المسمومة، وما تجويع الأردن وخنقه إلا محاولة لتركيعه كي يقبل بما يملى عليه، قهرا وجبرا، ومن هنا علينا أن نصطف جبهة واحدة شعبا وقيادة لمواجهة هذا الشر، وعلينا أن نحتمل الجوع والضغط والتضييق، ، فما هو قادم كما يبدو أسوأ من كل ما مضى، وهو يهدد وجودنا، ولعل هذا ما يفسر الامتحان العسير الذي وضع فيه الأردن، من ضيق اقتصادي غير مسبوق، ولن يتم إفشال هذه المؤامرة إلا بوقوفنا بتلاحم الصف المرصوص وعلى قلب رجل واحد في الأردن وفلسطين!