دبلوماسي إسرائيلي: معركتنا أمام عهد التميمي خاسرة مسبقا
استعرض دبلوماسي وسياسي إسرائيلي بارز، تداعيات معركة الاحتلال الإسرائيلي "الخاسرة"، بين الجيش الذي يمتلك عناصر الردع، وبين الطفل الفلسطيني الذي لا يمكن لأي جيش أن يتغلب عليه.
تفكير سخيف
رغم أن "إسرائيل هي إحدى القوى العظمى العسكرية الكبرى في العالم، والتي تمتلك قدرة ردع هائلة؛ إلا أن هذه القوة العسكرية لا تكفي عندما يحتاج الجيش الإسرائيلي لمواجهة فتاة فلسطينية عمرها 16 عاما؛ مثل عهد التميمي"، وفق الدبلوماسي والسياسي الإسرائيلي أوري سفير.
وعدّد ما تمتلكه "إسرائيل" من أسلحة متقدمة، منها: "سلاح جو من الأفضل في العالم، جيش ذو قدرات تكنولوجية متقدمة، استخبارات متطورة، قوات كوماندوز باسلة، غواصات ألمانية من أكثر الغواصات نجاعة في المنظومات العسكرية، وغيرها ..".
ورأى أن "الجنود الإسرائيليين تصرفوا بشكل "صحيح" عندما صفعت الفتاة التميمي أحد الجنود"، لافتا أنها "في نظر الفلسطينيين وأيضا 90 بالمئة من الرأي العام العالمي، هي بطلة تثور ضد الاحتلال".
وكما هو معروف، فقد "اعتقلت الفتاة وقدمت ضدها لائحة اتهام، رغم أنها لم تكن تحمل سلاحا في يديها، بتهمة الاعتداء على الجنود والتحريض"، وفق سفير الذي نوه أن "التفكير بأن الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية، سيمتدحون الجيش الإسرائيلي ويصبحون محبي صهيون؛ هو تفكير سخيف".
وأكد أن صورة الفتاة الشقراء التي تهدد بقبضتها جنديا إسرائيليا؛ تمثل "هزيمة في المعركة في كل سيناريو، كما أنه لا يمكن لأي جيش في العالم أن ينتصر على الأطفال، لا في الواقع ولا من حيث الوعي".
وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي، أن "هذه معركة خاسرة مسبقا يجب الامتناع عنها"، مؤكدا أن الطفلة التميمي "هي ضحية للوضع القائم في المناطق، بلا أي أفق سياسي".
تآكل الردع
وشدد على أن "قوة الجيش الإسرائيلي، وقدرته على الردع وطابعه الأخلاقي - وفق زعمه - هي حجارة أساس للأمن القومي الإسرائيلي"، موضحا أن "المناكفات اليومية بين جنودنا وبين الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية، تتسبب بتآكل كل هذا"..
كما أن "السيطرة على الأرض وعلى الناس تؤدي في نهاية المطاف لفقدان القوة"، وفق الدبلوماسي الذي أكد أن "الاحتلال هو وصفة مؤكدة لفقدان قدرة الردع، وفقدان الطابع الأخلاقي لإسرائيل وللمخاطرة بهوية الدولة الديمقراطية اليهودية".
وقال: "بدلا من أن نكون أقوياء على الضعفاء، علينا كمجتمع أن نكون أقوياء أمام أنفسنا؛ وأن نكون صادقين ونعترف بأنه لا وجود بالسيطرة على شعب آخر خلافا لإرادته"، داعيا إلى "تصميم حل نزيه من الدولتين، يفتح آفاقا جديدة في المنطقة وفي العالم"، وفق قوله.
ونفى سفير، إمكانية وجود "طرف فلسطيني موحد يؤيد تعايش دولتين، وليس من السهل أن نجد طرفا يمكن الوصول لتسوية معه"، مضيفا أنه "للزعامة الفلسطينية، مثلما هو لنا، توجد نقاط ضعف خاصة بها؛ حتى في غياب القدرة على اتخاذ قرارات صعبة وكذا مع انتشار الفساد الذي يستشري فيها".
ولكن نقطة الخلاف بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، برأي الدبلوماسي، أن الفلسطينيين "لديهم الوقت، وهو يعمل بصالحهم، يقترب اليوم الذي سيكونون فيه أغلبية بين البحر والنهر".
وشدد سفير، على أهمية "وجود حكومة إسرائيلية تعمل على مبادرة وطنية لحل الدولتين للشعبين، وإلا فإننا نترك مستقبلنا في أيدي جنودنا الذين قيض لهم أن يطاردوا الفلسطينيين".