انطلاق تلفزيون المملكة ..قيمة مضافة ام عملية اجترار للفشل واعادة انتاج للغباء

مع اقتراب موعد انطلاق قناة المملكة المفترض في شهر اذار القادم ،وبعد سنوات ثلاث تقريبا من الاستعدادات والتجهيزات والانفاق الضخم ، ترشح معلومات مقلقة من اروقة الفضائية -تحت التأسيس -مفادها ان هناك اشكالات وعقبات ادارية وفنية قد تؤجل موعد الانطلاق الى اشعار اخر ..

معينون غادروا قبل الانطلاق ، ومدراء يتعاملون مع المعينين الجدد بفوقية واستعلاء وابوية واستذة فارغة ، مدراء يضع بعضهم نفسه في مرتبة مرجعية في المهنة وهو ما زال يحبو ،يتعاملون مع موظفيهم على قاعدة ان قراراتهم لا تناقش ووصفاتهم هي الدواء الشافي ،ومعارفهم لا يشق لها غبار ، وان اللغة الفظة والجارحة هي جزء من العملية الاعلامية ؟!

اما عن الرسالة ،ورغم اننا نعرف انها تأسست بنظام خاص صدر استنادا الى المادة ٥ مكرر من قانون مؤسسة الاذاعة ولتلفزيون، وهي حسب النظام ممولة من موازنة الدولة ، فهناك عشرات الاسئلة حول هوية هذه الفضائية الجديدة ،التي تنطلق في الوقت الذي يعاني فيه الاعلام العربي من ازمات وانحدار وتراجع وعزلة ..مصادر تقول بان المحطة محسوبة على الديوان الملكي ، واخرون يقولون ان لباسم عوض الله دورا ما (..) في هذه المؤسسة ، وهناك من يؤكد بان المهمة المناطة بهذا المشروع ترتبط بعملية التحول التي ستشهدها المنطقة وما يترتب عليها من استحقاقات ، قد تفرض تبني برامج تطبيعية وانفتاحا على دول المنطقة دون قيد او شرط ؟!!!

اما قصة تبعيتها للديوان الملكي ،فهذا ما لا نفهمه البتة ، لماذا يكون للديوان تلفزيونه الخاص؟ وماذا عن مؤسسة الاذاعة والتلفزيون التي يجري العمل على تطويرها وضخ الملايين بها من اجل تحسين جودة بثها وبرامجها ...؟ ماذا عن وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية الاخرى ؟ لماذا نحتاج الى وسيلة جديدة لن تخرج عن التابوهات التي نعرف ،ولن تثقب الاوزون ولن تستقل عن الجهات المرجعية التي تمولها وتؤمن موازناتها الضخمة ؟!!

على كل حال هذه الاسئلة فات اوانها ، وما دامت الفضائية ستنطلق في شهر اذار المقبل كما يؤكدون ،فان الامتحان الحقيقي للفكرة والمشروع سيكون بمدى نجاحها في جذب انتباه المشاهدين وتقديم ما يحترم عقلهم ويشبع حاجتهم للمعرفة ..الامتحان الحقيقي يكون في القيمة المضافة التي ستقدمها المحطة في مشهد اعلامي مزدحم بعشرات الوسائل التي تجتر الفشل وتعيد انتاج الغباء ..