في الحوار الأول منذ "استقالة الرياض"... رسالة قوية من الحريري إلى السعودية
جو 24 :
وجه رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، رسالة قوية إلى السعودية، في أول لقاء يجريه مع وسيلة إعلامية أمريكية منذ أزمة استقالته في الرياض والتراجع عنها في وقت لاحق.
وقال الحريري، في حواره مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنه يسعى إلى إخراج لبنان بقوة من الصراع الإقليمي الدائر بين السعودية وإيران.
وتابع قائلا في الحوار الذي تم إجراؤه في مكتبه بالعاصمة بيروت: "الباب دوما مفتوح أمام حزب الله للمشاركة في الحكومة، التي من المزمع تشكيلها عقب الانتخابات المقرر إجراؤها في مايو المقبل".
وأشار إلى أن "حزب الله، عضو في هذه الحكومة، وهي حكومة شاملة، تضم جميع الأحزاب السياسية الكبرى، وتحقق الاستقرار السياسي للبلاد، وهدفي الرئيسي، الحفاظ على الاستقرار السياسي لوحدة البلاد".
وقالت "وول ستريت جورنال" إن الحريري سعى خلال الحوار إلى تحدي الضغوط السعودية عليه، من أجل مواجهة "حزب الله" للتصدي للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وبدلا من ذلك أصر على اتباع نهج تصالحي معه.
وقال الحريري عن ذلك الأمر: "لبنان ينبغي أن تكون متعددة الطوائف، وليست ساحة للقتال والصراعات بالوكالة، كما كانت في السبعينيات، ونرفض أي تدخل أجنبي في البلاد".
وأضاف قائلا:
"لا يمكننا قبول التدخل من أي شخص أو دولة في السياسة اللبنانية، علاقاتنا مع إيران أو الخليج ينبغي أن تكون على أفضل حال، لكن بما يخدم المصالح الوطنية للبنان".
استقالة الرياض
وتطرقت الصحيفة الأمريكية إلى تفاصيل "استقالة الرياض" وإقامة الحريري في السعودية، وسر إعلانه الاستقالة منها.
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خلال إلقاء كلنته في القصر الرئاسي في بعبدا، لبنان 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017
ورفض رئيس الوزراء اللبناني التطرق إلى تفاصيل متعمقة حول الاستقالة وكواليسها.
واكتفى بالقول: "السعودية لم تتدخل بصورة مباشرة في السياسة اللبنانية".
وأضاف قائلا: "لكني آمل أيضا أن تعيد الرياض تقديم المساعدات الاقتصادية إلى لبنان، ونؤكد: نحن متمسكين بسياسة النأي عن الصراعات الإقليمية الدائرة بين السعودية وإيران".
وتابع:
"أعتقد أن حزب الله ملتزم أيضا بتلك السياسة، كنا نرى الهجمات الإعلامية على العالم العربي، والخليج بشكل خاص، كبيرة جدا في الفترة الماضية، لكنها قلّت بصورة كبيرة في الفترة الحالية، وهذا أمر إيجابي".
أذرع حزب الله
أما عن انسحاب "حزب الله" من ساحات المعارك في الدول المجاورة، قال: "هذا أمر سيستغرق وقتا، ولن يحدث بين عشية وضحاها".
وتابع قائلا: "رغم أن حزب الله قد يقلل من وجوده في اليمن والعراق، وينسحب بصورة كاملة من هناك، لكن الوضع أكثر تعقيدا في سوريا، فبعض الدول ترى أن وجود حزب الله أصبح ضرورة هناك، ويعتبرون أن وجودهم ليست تدخلا في الشأن السوري، بل محاولة لحل الأزمة".
وحذر كذلك الحريري إسرائيل من محاولة القيام بعمل عسكري ضد حزب الله، مشيرا إلى أن هذا سيكون له نتائج عكسية بصورة كبيرة.
وأضاف:
"مشكلتي الرئيسية مع الإسرائيليين في هذا الأمر، فهم في كل مرة يقولون إنهم يريدون شن حرب بهدف إضعاف حزب الله، وفي كل مرة يذهبوا فيها للحرب مع لبنان، يعززوا من قوة حزب الله ويضعفوا من قوة الدولة اللبنانية".
SPUTNIK