تساؤلات حول كيفية وصول الصواريخ الى ليبرتي رغم وجود 9 مواقع سيطرة عراقية
جو 24 : إعداد – محمد إقبال - تعرض مخيم ليبرتي الواقع بالقرب من مطار بغداد الدولي والذي يضم بين جنباته منذ عام تقريبا نحو 3100 من اعضاء
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، الى هجوم عنيف في الساعة الخامسة و45 دقيقة صباح يوم السبت 9 فبراير إلى بـ 40 صاروخا على الاقل من طراز 107 ملم بالاضافة الى قذائف هاون أودى بحياة 6 أشخاص بينهم امرأة واصابة اكثر من 100 منهم.
ولقد لاقى هذا الهجوم اللانساني على لاجئين عزل يعيشون في مكان اشبه بسجن ومحاصر منذ دخولهم إلى المخيم، ردود فعل دولية واسعة تندد بهذا الهجوم الوحشي، حيث أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان نشر في موقع الامم المتحدة وتناقلته وكالات الأنباء العالمية بقوة هذا القصف الصاروخي على مخيم ليبرتي بالقرب من بغداد والذي يضم سكانا كانوا يقيمون سابقا في مخيم أشرف، الامر الذي ادى الى قتل عدد من سكانه واصاب عدد آخر منهم. وحمل الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة العراقية مسؤولية الأمن وسلامة السكان سواء في مخيمي ليبرتي وأشرف، مطالبا في الوقت ذاته اجراء تحقيق سريع وكامل حول الحادث واحالة مسببي هذه الجريمة الى القضاء لينالوا عقابهم الرادع.
وبثت وكالة الصحافة الفرنسية موقف وزارة الخارجية الاميركية التي بدورها وصفت الهجوم بالوحشي الاجرامي والشرس، ونددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند فى بيان السبت الماضي، بالهجوم وقدمت تعازى الولايات المتحدة لأسر الضحايا. وقالت نولاند، أن الحكومة العراقية تحقق فى الهجوم، الذى استخدمت فيه الصواريخ وقذائف الهاون، كما دعت الحكومة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل تعزيز الأمن.
واضافت وكالة الصحافة الفرنسية أنه وفي يوم السبت في واشنطن طالب فرانسوا جولياني عمدة نيويورك السابق الولايات المتحدة الاميركية استقبال هؤلاء اللاجئين. وقال جولياني «من الممكن القيام بنقل هؤلاء ضمن ساعات.. ممكن ارسال الطائرات بسرعة ويمكن ان يكون هؤلاء هنا في غضون أيام.. ونحن قمنا باجراءات كانت صعبة اكثر بكثير وهم ليسوا إلاّ 3 آلاف شخص.
بدوره قال الجنرال جيمز جونز مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الاميركي باراك اوباما: «ان مخيم ليبرتي تحول إلى شيء لا يمكن حتى تسميته بالسجن» مضيفا: «إن هذا مسؤولية جميع البلدان التي لديها حسن نية لكي تطمئن من أن لا تجري مذبحة اخرى بحق لاجئي أشرف وليبرتي وأن تكون لهذه الفضيحة نهاية سريعة وعادلة».
الا ان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دعت في بيان أصدرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس مجلس الأمن الدولي والرئيس اوباما والحكومة الأمريكية والاتحاد الاوروبي والأمين العام للأمم المتحده والمفوض السامي لشؤون اللاجئين والمفوضة السامية لحقوق الانسان الى ادانة هذا الاعتداء الاجرامي بقوة ودفع الحكومة العراقية الى اعاده سكان ليبرتي الى مخيم أشرف حيث عاشوا 26 عاماً وذلك حفاظا على أرواح اللاجئين العزل، قائلة: «انه الطريق الوحيد للحيلولة دون وقوع مذابح أخرى. مخيم ليبرتي مساحته أصغر من أشرف بثمانين مرة ومكون من مجموعة كرفانات مستهلكة تم تنضيدها جنباً الى جنب بشكل مكثف وهو واهن جدا أمام أي اعتداء كما حذرت المقاومة الايرانية مرات عديدة المسؤولين في الأمم المتحدة وأمريكا من ذلك».
قوات مكافحة الشغب في ليبرتي
وطالب المتحدثون باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في تصريحات لوسائل الاعلام بشكل خاص المفوض السامي لشؤون اللاجئين آنطونيو غوتيرز أن يعترف فورا بصفة اللجوء لسكان مخيم ليبرتي حفاظا على أرواحهم وسلامتهم. كما طالبوا مجلس الأمن الدولي وغيره من الهيئات الدولية بالزام الحكومة العراقية بفتح أبواب ليبرتي امام المحامين والصحفيين والوفود البرلمانية والشخصيات السياسية الأمريكية والاوروبية والعربية ممن يطلبون زيارة المخيم لكي يروا بأم أعينهم الوضع المتردي السائد هناك والأخطار التي تهدد حياة السكان.
من جانبها، قالت كاترين أشتون رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: «إننا ندين هجوم صباح يوم السبت ونقدم تعازينا الى أسر الضحايا. كما نحن قلقون أن هذه المسأله من شانها ان تصعد من التوترات الموجودة في المخيم.
وفي جنيف ادان آنتونيو غوترز المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة بقوة الهجوم الصاروخي على ليبرتي مؤكدا: ان الحكومة العراقية يجب ان تفعل ما بوسعها لضمان أمن السكان، مذكرا ان سكان أشرف وليبرتي طالبي لجوء يمضون وهم في مواقعهم يتمتعون بالحماية الدولية. وقال غوترز أن هذا الهجوم اجراء عنيف يثر الاشمئزاز ويجب البحث عن المرتكبين وتسليمهم الى القضاء فورا.
وفي أوسلو دان اسبن بارت ايده وزير الخارجية النرويجي هذا الهجوم على مجاهدي خلق في العراق مؤكدا أنه من المهم ان تؤمن السلطات العراقية أمن المخيم. واضاف في بيان صحفي أصدره يوم السبت أن السلطات يجب ان تجري تحقيقات حول الهجوم وتحاكم المنفذين.
وفي روما أصدر جوليو ترتزي وزير الخارجية الايطالي بيانا اعلن فيه أن الارهاب ضد مخيم ليبرتي يعتبر عملا شنيعا ويجب أن يدان بقوة كما يجب ان يحظى المخيم بتأييد منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وعبر رئيس الدبلوماسية الايطالية عن تعاطفه مع اسر الشهداء آملا ان تقوم الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه هذا الموضوع وتتخذ الاجراءات اللازمة لحماية سكان ليبرتي. وشدد ترتزي بأن ايطاليا ستقوم بواجباته تجاه القضية.
كما وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا أدانت فيه الهجوم القاتل على مخيم ليبرتي، معتبرة هذا الهجوم جريمة، مطالبة باجراء تحقيق بهذا الخصوص.
أعلنت منظمة العفو الدولية أن المسؤولين العراقيين يجب أن يضمنوا في أسرع وقت فيما يتعلق بالاعتداء على مخيم الايرانيين في المنفى مؤكدة ضرورة اجراء التحقيقات حول القوات التي تقوم بحماية المخيم.
وقالت حسيبة حاج صحراوي مسؤولة العفو الدولية في شؤون الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية: «الاعتداء على مخيم ليبرتي جريمة مرفوضة» وعلى المسؤولين العراقيين أن يضمنوا تقديم من يقف وراء هذا الاعتداء الى العدالة كون سكان المخيم هم تحت الحماية».
وفيما يتعلق بالوسائل الاعلام، بثت جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة الخبر بشكل موسع، حيث بثت محطة سي إن إن الاخبارية الأمريكية 7 مرات الاخبار المتعلقة بهذا الموضوع على صدر أخبارها الدولية قائلة: « تعرض مخيم للمعارضين الإيرانيين في العراق للهجوم فجر يوم السبت. واسفر سقوط الصواريخ وقذائف الهاون على هذا المخيم قرب بغداد حيث يعيشون بكثافة إلى خسائر فادحة. وحدث الهجوم في الساعة 5 و45 دقيقة صباحا حيث سقط عديد من الصواريخ وقذائف الهاون على هذا المخيم ما أدى إلى مقتل 6 من السكان واصابة العشرات منهم بجروح.
وكان هؤلاء المعارضين الإيرانيين عددهم 3100 عنصر يعيشون في مخيم اشرف في محافظة ديالى. وطالب النظام الإيراني الحكومة العراقية بتسليم هؤلاء المعارضين. وفي الحقيقة قامت الولايات المتحدة بحمايتهم في فترة كانوا في أشرف الا ان الحكومة العراقية قامت بنقلهم من مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي حيث يعيشون في كرفانات جاهزة الصنع تفتقر إلى حصانة أمام هكذا هجمات. وكان العراق يعرف بان مجاهدي خلق غير راضين عن عدم وجود البنى التحتية التي مضطرون من تحملها».
وبثت وكالة أسوشيتد برس للأنباء خبرا قال فيه: «تعرض المخيم على هجوم بواسطة 40 صاروخ وهاون حيث ادى إلى مقتل 6 شخصا وإصابة 100 آخرين بجروح. وعرضت هذه المجموعة المعارضة صور فتوغرافية وافلام ممكن المشاهدة فيها الموقف بعد الهجوم وهناك اشخاص وجوههم مليئة بالدم يتم معالجتهم في مستوصف صغير».
وقالت وكالة أنباء يونايتد برس اينترنشنال خبرا قالت فيها: «قتل 6 اشخاص في هجوم على مخيم للإيرانيين في العراق وإن هذا المخيم مقر للمنفيين الإيرانيين. وقال مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ان هناك اكثر من 100 جريح وعدد القتلى مرشح للزيادة..».
وقالت وكالة أنباء رويترز أنه: «قالت متحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أنه وفي هجوم صاروخي جرى صباح السبت على مخيم للمعارضين الإيرانيين في العراق. واعلنت مجاهدي خلق عدد القتلى بأنهم ستة اشخاص».
وقالت قناة فاكس نيوز الأمريكية: «ان الصواريخ اطلقت على مخيم للاجئين الإيرانيين وقتلت 6 آشخاص. ويقول الشرطة العراقية المهاجمون قتلوا 6 اشخاص في الهجوم على مجموعة في المنفي خارج بغداد».
وقالت قناة فرانس 24 الفضائية: «اصاب مخيم للاجئين الإيرانيين يوم السبت على هجوم صاروخي. وطالبت هيئة الأمم المتحدة في العراق باجراء تحقيق فوري في الحادث». وبثت القنوات الفضاية العربية اخبارا تفصيلية حول الحادث.
ايرانيون في الخارج ينظمون مسيرات احتجاجا للهجوم على ليبرتي
وفي اعتراف من قبل النظام الإيراني عرضت قناة برس تي في الفضائية التابعة للنظام الإيراني خريطة من نقطة اطلاق الصواريخ بعد 3 ساعات من الهجوم في حين أي من القنوات الفضائية وحتى القنوات المتلفزة العراقية لم يعرض مكان اطلاق الصواريخ مما يدل على أن النظام الإيراني كان على علم بهذه المعلومات. وقالت إن مكان اطلاق الصواريخ كانت داخل معسكر ليبرتي الكبير الذي هو تحت سيطرة القوات العراقية ومخيم ليبرتي لمجاهدي خلق ليس الاّ جزءا من هذا المخيم الكبير ونقطة الاطلاق تقع بمسافة أقل من كيلومتر مع مطار بغداد الدولي. ولم توضح القناة التابعة للنظام الإيراني كيف تمكن المهاجمون من الانتشار في هذه المنطقة بمسافة قليلة جدا من احد المناطق الحساسة جدا في بغداد حيث يقع داخل عدة حلقات الحماية وللوصول الى مخيم ليبرتي يجب ان يعبر المرء من اكثر من 9 مواقع للسيطرة فكيف تمكن المهاجمون من اطلاق اكثر من 40 صاروخا، دون التنسيق القريب مع القوات العراقية للمرور من عدة نقاط السيطرة والتفتيش في مدخل المخيم.
وفي تطور آخر زار خبراء عسكريون عراقيون يوم السبت 9 فبراير ليبرتي واكتشفوا خلاله 38 موقعا اصيبت بصواريخ 107 ملم 5 منها غير منفجرة باقية في المخيم. الصواريخ غير المنفجرة تشكل تهديداً خطيراً على حياة السكان. وحسب المعلومات المنشورة من قبل مجاهدي خلق فان 60 صاروخاً آخر كانت جاهزة للاطلاق على ليبرتي تم العثور عليها بالقرب من المخيم وأن القوات الأمنية العراقية شاهدت هذه الصواريخ في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت اي بعد ساعات من الاعتداء الصاروخي على مخيم ليبرتي. مساحة مخيم ليبرتي هو أصغر من أشرف بثمانين مرة وهو واهن جدا نظراً الى عدم وجود مبان فيه. وان اعادة سريعة للسكان الى أشرف هو الطريق الوحيد للحيلولة دون وقوع مذابح أخرى.
وأخيرا قالت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان لها أن المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر حضر عصر يوم السبت 9 فبراير موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حيث يبعد كيلومترين اثنين عن ليبرتي وبدلاً من تفقد آثار الاعتداء الصاروخي الاجرامي وزيارة الجرحى والشهداء داخل ليبرتي طلب من ممثلي السكان أن يذهبوا الى موقع المفوضية للقاء به.
ورغم اصرار السكان على الذهاب الى داخل المخيم ومشاهدة آثار الجريمة البشعة ضد الانسانية التي سهل لها كوبلر، الا أن كوبلر امتنع عن ذلك بحجج واهية تتعلق بـ«الحماية».
كوبلر الذي يخاف من الحضور لمدة نصف ساعة في ليبرتي رغم الأعداد الكبيرة من رجال الحماية المسلحة التي تحيط به، هو الشخص الذي نفذ من خلال الخداع والكذب سياسة الحكومة العراقية والنظام الايراني لتشريد السكان وزج بـ3100 من اللاجئين العزل وغص بهم سجن ليبرتي الذي مساحته أصغر من أشرف بثمانين مرة.
وبعد مضي 15 شهراً على التجربة المرة والدموية والمليئة بالخداع والمراوغة فلم يبقى مبرر لدى اللاجئين والمقاومة الايرانية للقاء والحوار مع كوبلر ولن تكون نتيجته سوى تصعيد القيود والقمع واراقة الدماء من جديد.
المقاومة الايرانية تطالب الأمين العام للأمم المتحدة تعيين ممثل محايد لتولي ملف أشرف وليبرتي.
لم يمتنع كوبلر في بيانه الصادر يوم السبت – يوم الاعتداء على ليبرتي- عن ادانة لفظية للجريمة ضد الانسانية وضد اللاجئين العزل فحسب وذلك بسبب تطهير وغسل أيدي النظام الايراني والحكومة العراقية الملطخة بالدماء بل أكد مجرد وقوع «انفجارات هاونات» في ليبرتي. وهي عبارة غير معمول بها وهي مجرد بدعة اختلقها وتهدف أساسا الى افلات الحكومة العراقية والنظام الايراني من المحاسبة والعقاب ولملمة جرائمهم.
m.eghbal2003@gmail.com
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، الى هجوم عنيف في الساعة الخامسة و45 دقيقة صباح يوم السبت 9 فبراير إلى بـ 40 صاروخا على الاقل من طراز 107 ملم بالاضافة الى قذائف هاون أودى بحياة 6 أشخاص بينهم امرأة واصابة اكثر من 100 منهم.
ولقد لاقى هذا الهجوم اللانساني على لاجئين عزل يعيشون في مكان اشبه بسجن ومحاصر منذ دخولهم إلى المخيم، ردود فعل دولية واسعة تندد بهذا الهجوم الوحشي، حيث أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان نشر في موقع الامم المتحدة وتناقلته وكالات الأنباء العالمية بقوة هذا القصف الصاروخي على مخيم ليبرتي بالقرب من بغداد والذي يضم سكانا كانوا يقيمون سابقا في مخيم أشرف، الامر الذي ادى الى قتل عدد من سكانه واصاب عدد آخر منهم. وحمل الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة العراقية مسؤولية الأمن وسلامة السكان سواء في مخيمي ليبرتي وأشرف، مطالبا في الوقت ذاته اجراء تحقيق سريع وكامل حول الحادث واحالة مسببي هذه الجريمة الى القضاء لينالوا عقابهم الرادع.
وبثت وكالة الصحافة الفرنسية موقف وزارة الخارجية الاميركية التي بدورها وصفت الهجوم بالوحشي الاجرامي والشرس، ونددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند فى بيان السبت الماضي، بالهجوم وقدمت تعازى الولايات المتحدة لأسر الضحايا. وقالت نولاند، أن الحكومة العراقية تحقق فى الهجوم، الذى استخدمت فيه الصواريخ وقذائف الهاون، كما دعت الحكومة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل تعزيز الأمن.
واضافت وكالة الصحافة الفرنسية أنه وفي يوم السبت في واشنطن طالب فرانسوا جولياني عمدة نيويورك السابق الولايات المتحدة الاميركية استقبال هؤلاء اللاجئين. وقال جولياني «من الممكن القيام بنقل هؤلاء ضمن ساعات.. ممكن ارسال الطائرات بسرعة ويمكن ان يكون هؤلاء هنا في غضون أيام.. ونحن قمنا باجراءات كانت صعبة اكثر بكثير وهم ليسوا إلاّ 3 آلاف شخص.
بدوره قال الجنرال جيمز جونز مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الاميركي باراك اوباما: «ان مخيم ليبرتي تحول إلى شيء لا يمكن حتى تسميته بالسجن» مضيفا: «إن هذا مسؤولية جميع البلدان التي لديها حسن نية لكي تطمئن من أن لا تجري مذبحة اخرى بحق لاجئي أشرف وليبرتي وأن تكون لهذه الفضيحة نهاية سريعة وعادلة».
الا ان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دعت في بيان أصدرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس مجلس الأمن الدولي والرئيس اوباما والحكومة الأمريكية والاتحاد الاوروبي والأمين العام للأمم المتحده والمفوض السامي لشؤون اللاجئين والمفوضة السامية لحقوق الانسان الى ادانة هذا الاعتداء الاجرامي بقوة ودفع الحكومة العراقية الى اعاده سكان ليبرتي الى مخيم أشرف حيث عاشوا 26 عاماً وذلك حفاظا على أرواح اللاجئين العزل، قائلة: «انه الطريق الوحيد للحيلولة دون وقوع مذابح أخرى. مخيم ليبرتي مساحته أصغر من أشرف بثمانين مرة ومكون من مجموعة كرفانات مستهلكة تم تنضيدها جنباً الى جنب بشكل مكثف وهو واهن جدا أمام أي اعتداء كما حذرت المقاومة الايرانية مرات عديدة المسؤولين في الأمم المتحدة وأمريكا من ذلك».
قوات مكافحة الشغب في ليبرتي
وطالب المتحدثون باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في تصريحات لوسائل الاعلام بشكل خاص المفوض السامي لشؤون اللاجئين آنطونيو غوتيرز أن يعترف فورا بصفة اللجوء لسكان مخيم ليبرتي حفاظا على أرواحهم وسلامتهم. كما طالبوا مجلس الأمن الدولي وغيره من الهيئات الدولية بالزام الحكومة العراقية بفتح أبواب ليبرتي امام المحامين والصحفيين والوفود البرلمانية والشخصيات السياسية الأمريكية والاوروبية والعربية ممن يطلبون زيارة المخيم لكي يروا بأم أعينهم الوضع المتردي السائد هناك والأخطار التي تهدد حياة السكان.
من جانبها، قالت كاترين أشتون رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: «إننا ندين هجوم صباح يوم السبت ونقدم تعازينا الى أسر الضحايا. كما نحن قلقون أن هذه المسأله من شانها ان تصعد من التوترات الموجودة في المخيم.
وفي جنيف ادان آنتونيو غوترز المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة بقوة الهجوم الصاروخي على ليبرتي مؤكدا: ان الحكومة العراقية يجب ان تفعل ما بوسعها لضمان أمن السكان، مذكرا ان سكان أشرف وليبرتي طالبي لجوء يمضون وهم في مواقعهم يتمتعون بالحماية الدولية. وقال غوترز أن هذا الهجوم اجراء عنيف يثر الاشمئزاز ويجب البحث عن المرتكبين وتسليمهم الى القضاء فورا.
وفي أوسلو دان اسبن بارت ايده وزير الخارجية النرويجي هذا الهجوم على مجاهدي خلق في العراق مؤكدا أنه من المهم ان تؤمن السلطات العراقية أمن المخيم. واضاف في بيان صحفي أصدره يوم السبت أن السلطات يجب ان تجري تحقيقات حول الهجوم وتحاكم المنفذين.
وفي روما أصدر جوليو ترتزي وزير الخارجية الايطالي بيانا اعلن فيه أن الارهاب ضد مخيم ليبرتي يعتبر عملا شنيعا ويجب أن يدان بقوة كما يجب ان يحظى المخيم بتأييد منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وعبر رئيس الدبلوماسية الايطالية عن تعاطفه مع اسر الشهداء آملا ان تقوم الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه هذا الموضوع وتتخذ الاجراءات اللازمة لحماية سكان ليبرتي. وشدد ترتزي بأن ايطاليا ستقوم بواجباته تجاه القضية.
كما وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا أدانت فيه الهجوم القاتل على مخيم ليبرتي، معتبرة هذا الهجوم جريمة، مطالبة باجراء تحقيق بهذا الخصوص.
أعلنت منظمة العفو الدولية أن المسؤولين العراقيين يجب أن يضمنوا في أسرع وقت فيما يتعلق بالاعتداء على مخيم الايرانيين في المنفى مؤكدة ضرورة اجراء التحقيقات حول القوات التي تقوم بحماية المخيم.
وقالت حسيبة حاج صحراوي مسؤولة العفو الدولية في شؤون الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية: «الاعتداء على مخيم ليبرتي جريمة مرفوضة» وعلى المسؤولين العراقيين أن يضمنوا تقديم من يقف وراء هذا الاعتداء الى العدالة كون سكان المخيم هم تحت الحماية».
وفيما يتعلق بالوسائل الاعلام، بثت جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة الخبر بشكل موسع، حيث بثت محطة سي إن إن الاخبارية الأمريكية 7 مرات الاخبار المتعلقة بهذا الموضوع على صدر أخبارها الدولية قائلة: « تعرض مخيم للمعارضين الإيرانيين في العراق للهجوم فجر يوم السبت. واسفر سقوط الصواريخ وقذائف الهاون على هذا المخيم قرب بغداد حيث يعيشون بكثافة إلى خسائر فادحة. وحدث الهجوم في الساعة 5 و45 دقيقة صباحا حيث سقط عديد من الصواريخ وقذائف الهاون على هذا المخيم ما أدى إلى مقتل 6 من السكان واصابة العشرات منهم بجروح.
وكان هؤلاء المعارضين الإيرانيين عددهم 3100 عنصر يعيشون في مخيم اشرف في محافظة ديالى. وطالب النظام الإيراني الحكومة العراقية بتسليم هؤلاء المعارضين. وفي الحقيقة قامت الولايات المتحدة بحمايتهم في فترة كانوا في أشرف الا ان الحكومة العراقية قامت بنقلهم من مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي حيث يعيشون في كرفانات جاهزة الصنع تفتقر إلى حصانة أمام هكذا هجمات. وكان العراق يعرف بان مجاهدي خلق غير راضين عن عدم وجود البنى التحتية التي مضطرون من تحملها».
وبثت وكالة أسوشيتد برس للأنباء خبرا قال فيه: «تعرض المخيم على هجوم بواسطة 40 صاروخ وهاون حيث ادى إلى مقتل 6 شخصا وإصابة 100 آخرين بجروح. وعرضت هذه المجموعة المعارضة صور فتوغرافية وافلام ممكن المشاهدة فيها الموقف بعد الهجوم وهناك اشخاص وجوههم مليئة بالدم يتم معالجتهم في مستوصف صغير».
وقالت وكالة أنباء يونايتد برس اينترنشنال خبرا قالت فيها: «قتل 6 اشخاص في هجوم على مخيم للإيرانيين في العراق وإن هذا المخيم مقر للمنفيين الإيرانيين. وقال مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ان هناك اكثر من 100 جريح وعدد القتلى مرشح للزيادة..».
وقالت وكالة أنباء رويترز أنه: «قالت متحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أنه وفي هجوم صاروخي جرى صباح السبت على مخيم للمعارضين الإيرانيين في العراق. واعلنت مجاهدي خلق عدد القتلى بأنهم ستة اشخاص».
وقالت قناة فاكس نيوز الأمريكية: «ان الصواريخ اطلقت على مخيم للاجئين الإيرانيين وقتلت 6 آشخاص. ويقول الشرطة العراقية المهاجمون قتلوا 6 اشخاص في الهجوم على مجموعة في المنفي خارج بغداد».
وقالت قناة فرانس 24 الفضائية: «اصاب مخيم للاجئين الإيرانيين يوم السبت على هجوم صاروخي. وطالبت هيئة الأمم المتحدة في العراق باجراء تحقيق فوري في الحادث». وبثت القنوات الفضاية العربية اخبارا تفصيلية حول الحادث.
ايرانيون في الخارج ينظمون مسيرات احتجاجا للهجوم على ليبرتي
وفي اعتراف من قبل النظام الإيراني عرضت قناة برس تي في الفضائية التابعة للنظام الإيراني خريطة من نقطة اطلاق الصواريخ بعد 3 ساعات من الهجوم في حين أي من القنوات الفضائية وحتى القنوات المتلفزة العراقية لم يعرض مكان اطلاق الصواريخ مما يدل على أن النظام الإيراني كان على علم بهذه المعلومات. وقالت إن مكان اطلاق الصواريخ كانت داخل معسكر ليبرتي الكبير الذي هو تحت سيطرة القوات العراقية ومخيم ليبرتي لمجاهدي خلق ليس الاّ جزءا من هذا المخيم الكبير ونقطة الاطلاق تقع بمسافة أقل من كيلومتر مع مطار بغداد الدولي. ولم توضح القناة التابعة للنظام الإيراني كيف تمكن المهاجمون من الانتشار في هذه المنطقة بمسافة قليلة جدا من احد المناطق الحساسة جدا في بغداد حيث يقع داخل عدة حلقات الحماية وللوصول الى مخيم ليبرتي يجب ان يعبر المرء من اكثر من 9 مواقع للسيطرة فكيف تمكن المهاجمون من اطلاق اكثر من 40 صاروخا، دون التنسيق القريب مع القوات العراقية للمرور من عدة نقاط السيطرة والتفتيش في مدخل المخيم.
وفي تطور آخر زار خبراء عسكريون عراقيون يوم السبت 9 فبراير ليبرتي واكتشفوا خلاله 38 موقعا اصيبت بصواريخ 107 ملم 5 منها غير منفجرة باقية في المخيم. الصواريخ غير المنفجرة تشكل تهديداً خطيراً على حياة السكان. وحسب المعلومات المنشورة من قبل مجاهدي خلق فان 60 صاروخاً آخر كانت جاهزة للاطلاق على ليبرتي تم العثور عليها بالقرب من المخيم وأن القوات الأمنية العراقية شاهدت هذه الصواريخ في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت اي بعد ساعات من الاعتداء الصاروخي على مخيم ليبرتي. مساحة مخيم ليبرتي هو أصغر من أشرف بثمانين مرة وهو واهن جدا نظراً الى عدم وجود مبان فيه. وان اعادة سريعة للسكان الى أشرف هو الطريق الوحيد للحيلولة دون وقوع مذابح أخرى.
وأخيرا قالت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان لها أن المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر حضر عصر يوم السبت 9 فبراير موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حيث يبعد كيلومترين اثنين عن ليبرتي وبدلاً من تفقد آثار الاعتداء الصاروخي الاجرامي وزيارة الجرحى والشهداء داخل ليبرتي طلب من ممثلي السكان أن يذهبوا الى موقع المفوضية للقاء به.
ورغم اصرار السكان على الذهاب الى داخل المخيم ومشاهدة آثار الجريمة البشعة ضد الانسانية التي سهل لها كوبلر، الا أن كوبلر امتنع عن ذلك بحجج واهية تتعلق بـ«الحماية».
كوبلر الذي يخاف من الحضور لمدة نصف ساعة في ليبرتي رغم الأعداد الكبيرة من رجال الحماية المسلحة التي تحيط به، هو الشخص الذي نفذ من خلال الخداع والكذب سياسة الحكومة العراقية والنظام الايراني لتشريد السكان وزج بـ3100 من اللاجئين العزل وغص بهم سجن ليبرتي الذي مساحته أصغر من أشرف بثمانين مرة.
وبعد مضي 15 شهراً على التجربة المرة والدموية والمليئة بالخداع والمراوغة فلم يبقى مبرر لدى اللاجئين والمقاومة الايرانية للقاء والحوار مع كوبلر ولن تكون نتيجته سوى تصعيد القيود والقمع واراقة الدماء من جديد.
المقاومة الايرانية تطالب الأمين العام للأمم المتحدة تعيين ممثل محايد لتولي ملف أشرف وليبرتي.
لم يمتنع كوبلر في بيانه الصادر يوم السبت – يوم الاعتداء على ليبرتي- عن ادانة لفظية للجريمة ضد الانسانية وضد اللاجئين العزل فحسب وذلك بسبب تطهير وغسل أيدي النظام الايراني والحكومة العراقية الملطخة بالدماء بل أكد مجرد وقوع «انفجارات هاونات» في ليبرتي. وهي عبارة غير معمول بها وهي مجرد بدعة اختلقها وتهدف أساسا الى افلات الحكومة العراقية والنظام الايراني من المحاسبة والعقاب ولملمة جرائمهم.
m.eghbal2003@gmail.com