نتنياهو مقاطعا وزير خارجية ألمانيا: لا.. سنسيطر على غرب نهر الأردن
جو 24 :
قاطع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء 31 يناير/ كانون الثاني 2018، وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، في القدس، حيث صوَّب له علناً، موقف إسرائيل من حل الدولتين في النزاع مع الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الألماني إنه "ممتنٌّ جداً لسماع أن حكومة إسرائيل تريد أن يكون الحل للصراع، قيام دولتين" مع حدود إسرائيلية آمنة.
لكن نتنياهو، الذي يرأس الحكومة الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل، شدد على أن موقف بلاده في إطار أي اتفاق سلام، سيُبقي السيطرة الأمنية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وقاطع نتنياهو وزير الخارجية الألماني للقول: "لا، سنسيطر على غرب نهر الأردن، وأعتقد أن هذا سيكون الشرط الأول".
وأضاف: "هل ستُعتبر عندئذ دولة حين نكون نحن من يسيطر على الأمن؟ إنها مسألة أخرى، وأفضل ألا نبحث تسميات وإنما الجوهر".
وتركز كل الجهود الدولية للتوسط بين الطرفين على الوصول إلى حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
خطوات ترامب التي خلطت الأوراق
لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، امتنع عن الالتزام بحل الدولتين، قائلاً إنه سيدعم ذلك في حال وافق الطرفان عليه. كما اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ليخرج بذلك عن إجماع دولي وعقود من السياسة الأميركية المتريِّثة حيال هذا الأمر.
ويعارض أعضاء بارزون في الحكومة الإسرائيلية إقامة دولة فلسطينية.
ويقول نتنياهو إنه يريد أن يتولى الفلسطينيون حكم أنفسهم، لكنه امتنع عن توضيح ما إذا كان ذلك يعني إقامة دولة مستقلة أو شكل آخر من الحكم الذاتي.
ومساء الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2018، رد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، على كلام نتنياهو، وقال في تصريح: "بالنسبة لنا، لا حل سوى ما يستند إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية، والقمم العربية التي دعت إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع أبو ردينة أن "حل الدولتين يقوم على أساس الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة، دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بسيادة كاملة على الأراضي الفلسطينية كافة، ولا نقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد داخل الأراضي الفلسطينية، فإما أن تكون السيادة الفلسطينية كاملة، وإلا فلن يكون هناك أمن ولا سلام ولا استقرار".
وأكد أن "الحدود الآمنة لإسرائيل تتطلب أيضاً أن تكون هناك حدود آمنة لفلسطين، وهذا هو الأمن الحقيقي، فإما أمن كامل للجميع وإما لا أمن لأحد".
دعم حل الدولتين
وكان وزير الخارجية الالماني التقى أيضاً الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
بعد اللقاء، قال عباس: "إننا نعول على الدور الألماني والفرنسي من خلال الاتحاد الأوروبي، ومع الولايات المتحدة الأميركية، للوصول إلى سلام دائم وعادل في المنطقة".
وأضاف: "نؤكد أن الوساطة لتحقيق السلام يجب أن تكون متعددة من الرباعية وعدد من الدول العربية والاوروبية، والعملية السياسية الرامية إلى تحقيق السلام تمر حالياً بمأزق شديد".
وشكر الرئيس الفلسطيني لألمانيا مواقفها تجاه الفلسطينيين، قائلاً: "أكدنا تمسُّكنا بحل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، لتعيش دولة فلسطين ودولة إسرائيل بأمن واستقرار".
بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني أن "ألمانيا تدعم حل الدولتين؛ لضمان أن يكون هناك سلام في المنطقة، ولا يوجد أي خيار عملي أو سياسي غيره للوصول إلى السلام".
وقال غابرييل: "وضع القدس يجب أن يتم التفاوض عليه بين الطرفين، ولا يتم فرضه من قِبل أي طرف خارجي، وهذا ليس موقف ألمانيا، ولكن موقف جميع دول الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "يجب إيجاد سبيل للعودة إلى طاولة المفاوضات، وهذا يحتاج إلى استعداد أميركي للعودة لطاولة المفاوضات؛ لذلك نأمل أن تضع الولايات المتحدة مقترحاً على الطاولة نستطيع التفاوض بشأنه".
وتوجَّه بالشكر للرئيس الفلسطيني، قائلا "رغم كل الصعوبات والضربات المتتالية، الا انكم متمسكون بخيار السلام ونبذ العنف".-(أ ف ب)