مذكرات مواطن طفران
سمعت قرع نعالهم من بعيد ينادون لكني لم اسمع ما يقولون يطوفون على منازل الحي بانتظام لكن الانسان بعد سن الثلاثين قد لايسمع من شدة اللكمات التي تصيبه في هذا الزمان التعس .
طرق داعي الخير بابنا فبشرنا بفاتورة الماء انها اصبحت شهرية اخذت الفاتورة على مضض مسلما على الجابي كالعادة لكن الظريف في الامر ان الفاتورة جاءت بعد سويعات قليلة من قصف فاتورة الكهرباء مواقع الجيبة التي( تخردقت) من الطلبات الاً نهائية لم استطع تمالك نفسي فركضت مسرعا الى ابي مبشرا .
خرجت من المنزل أهذي بروعة الموقف والا بصوت الهاتف يدك جيبي الطفران دكا فعرفت ان العاصفة قد بدأت (ام العيال) فطنت والحمد لله بأن الابيضان قد نفدا من المطبخ ولم تعلم الحبيبة بأن الجيبان ابيضان من شدت نظافتهما ف (أم العيال) دائما تغسلهما بشكل دوري .
نزيف الراتب مازال يدق مضجع المحفظة المعتصمة في الجيبة الخلفية التي مابرحت تحفل بقطرات من الدراهم حتى تدك بالطلبات التقليدية والغير تقليدية فاسلحة الدمار الشامل موجودة في كل مكان صوت معدة المحفظة المسكينة وهي تقرقع في داخلها الهوية الشخصية وبعض الاوراق الخضراء وباكيت بنادول اتعاطى منه بين الفينة ولاخرى.
فجأة.... بانت بعض الاوراق الحمراء والزرقاء في المحفظة المقهورة فمن حين الى حين فرج لكني ادركت ان عصر المعجزات والخروقات قد ولى تذكرت ان الاوراق لم تأت من فراغ لان احدا اوجدها وهو مايعرف (بتلبيس ابليس) او (تلبيس الطواقي) الشهرية ففي كل شهر يتوفى الراتب المأسوف على شبابة قبل العقد الاول من الشهر ويستمر النزيف الى اخر الشهر وهكذا دوامة من العنف والعنف المضاد يتبع ذلك اعاصير شديدة وحالة من عدم الاستقرار وضبابية في ميزانية الشهر الا اننا نقول الحمد لله مادام في خشمنا هواء نتنفسه...