jo24_banner
jo24_banner

عن الحب، وعض الزوجات، والعاشق ذي الـ 13 ربيعا!

حلمي الأسمر
جو 24 : تنازعتني مشاعر شتى، وأنا أتهيأ لكتابة مقال الجمعة، المخصص أصلا للقضايا الاجتماعية، بعيدا عن هم السياسة وقرفها، أولا أعددت نفسي لكتابة مقال عن «عض الزوجات» والتصريحات الطريفة لوزير الأوقاف الدكتور عبد السلام العبادي، التي انتقد فيها المستوى التعليمي لخطباء الجمعة، حيث اعترف بمنتهى الشفافية بان بعض الذين عينوا في نطاق الوعظ والإرشاد الوقفي لا يحفظون سورة الفاتحة من القرآن الكريم ومؤهلاتهم العلمية لا تتجاوز المرحلة الابتدائية ويخطئون في الإملاء والقراءة والحفظ وتنقصهم الحدود الدنيا من متطلبات العمل على منابر المساجد.

وساق في سياقها مثلا طريفا عن «عبقرية» ومنهم خادم لأحد المساجد في إحدى قرى البلاد اعتلى المنبر وحاول شرح أسس وعظ الزوجات في الإسلام فتحدث عن (عض الزوجات) بدلا من وعظهن مطالبا المصلين بعض زوجاتهم بهدوء دون (قرقشة آذانهن!) في معرض تفسيره للآية: (واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ- - -) ‏[‏النساء‏:‏34‏] حيث يبدو أنه قرأ «فعظوهن» باعتبارها» عظوهن، بتشديد الظاء، خاصة وان البعض يخلط بين الضاد والظاء!

موضوع عض الزوجات، تراجع لصالح قصة طفل مقدسي، يبلغ من العمر 13 عاما فقط، وفي ملفه الأمني 14 واقعة اعتقال، ولدى سلطات الاحتلال الصهيوني 32 ملفا أمنيا لواقعات نضالية سجلها هذا «الطفل!» خلال سني عمره القصيرة، ألح علي هذا الطفل، وهو مسلم عودة، لأقدمه نموذجا لشباب العرب والمسلمين، الذين يحلمون بعيد «الحب» الذي صادف أمس، فيما يحلم مسلم بوطن، خال من الاحتلال، بل لا وقت لمسلم الحلم بالحب، الذي يشغل بال الحبيبة من أبناء عمره في العالم، لأنه «متورط» بحب من نوع آخر، فرضه عليه واقعا أطول وأبشع وأقذر احتلال في التاريخ البشري!‏.

قبل يومين، وبالتحديد يوم ألاربعاء، قررت محكمة الاحتلال، الإفراج عن مسلم عودة بشرط الحبس المنزلي (الإقامة الجبرية!) لمدة شهر، ودفع كفالة مالية قدرها ألف شيقل، بعد اعتقاله للمرة الـ14 قبل يومين، موسى عودة، والد مسلم، قال أن الإفراج، تم بعد التفاوض مع نيابة محكمة القهر الاحتلالية على شروط الإفراج، فكانت الشروط في البداية الإبعاد عن منزله في حي البستان بسلوان لمدة شهر، ودفع ستة آلاف شيقل كفالة مالية! .

سلطات الاحتلال لديها 32 ملفًا بحق مسلم، يتراوح بين الاعتقال والتوقيف والاحتجاز من سن التاسعة حتى الثالثة عشرة، وجميعها حول تهم موجهة له بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات والألعاب النارية على الاحتلال، والبؤر الاستيطانية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك في القدس، هذا الواقع «النضالي» فرض على مسلم، لأنه يسكن مع ذويه وإخوانه في حي البستان المهدد بالهدم من قبل الاحتلال الإسرائيلي في سلوان في القدس المحتلة، فحول سنوات عمره القصيرة جدا إلى حب من نوع آخر، هو سعيد به، ويبدو أنه لن يحيد عنه، فهو يعيش كل يوم رهبة هدم منزل الأسرة الصغير في حي البستان، ويعيش ألم فراق أشقائه الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي بتهم تتعلق بمقاومة الاحتلال ووالده مبعد عن بلدة سلوان وممنوع من دخول مدينة القدس بقرار إسرائيلي بتهمة الصلاة وخطبة الجمعة، ليس هذا فحسب، فقد ترك المجرمون من مستوطني الاحتلال، ندبة لن تزول في روحه، حين هاجمت قوة خاصة اسرائيلية متنكرة بالزي العربي مجموعة اطفال واعتقلت مسلم من الشارع ومنعت أهله من رؤيته أو زيارته وبعد يوم تبين بأنه قد تعرض لتنكيل قاس وضرب مبرح على وجهه ورأسه وصدره مما أدى إلى حدوث كسر في الجمجمة ودخول مسلم في حالة من الإغماء مصحوبة بقيء دموي حاد حيث تم نقله اثر ذلك إلى مستشفى عين كارم لتلقي العلاج، ويومها، غادر مسلم المستشفى بخلل في عينه، وكسر شعري في جمجمته

و .. ورقتان، الأولى تقرير طبي، والثانية استدعاء للتحقيق في يوم آخر!

مسلم، هو قديس فلسطين، وفلنتاينها، فهو الذي يستحق أن يكتب اسمه في سجل الخالدين، مع الشهيد الحي سالم العيساوي، الذي يحتضر في سجون القتلة المحتلين، مع آلاف، بل قل عشرات الآلاف، والملايين من ابناء فلسطين، في الوطن والشتات، ممن يحملون بلادهم في قلوبهم، وردة حمراء، تأبى أن تذبل!!.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير